تتعرض الفتيات في المجتمعات العربية وخاصة منها التونسية إلى ظاهرة التحرش الجنسي خاصة في وسائل النقل العمومي ويعرف الفصل 226 ثالثا من المجلة الجزائية التحرش الجنسي على أنه "الإمعان في مضايقة الغير بتكرار أفعال أو أقوال أو إشارات من شانها أن تنال من كرامته وأن تخدش حياءه وذلك بغاية حمله على الإستجابة لرغباته أو رغبات غيره الجنسية أو ممارسة ضغوط عليه من شأنها إضعاف إرادته على التصدي لتلك الرغبات " . وقد كثرت مظاهر التحرش الجنسي في تونس وأصبحت "عادة من عادات بعض الشباب الذين يستغلون زحام الحافلات أو المترو ليمارسوا عاداتهم السيئة " وفق ما جاء على لسان السيدة "نورة" وهي موظفة وتبلغ من العمر 32 سنة . * متابعة المواقع الإباحية هي السبب وتروي السيدة "نورة" ما تتعرض له في وسائل النقل العمومي قائلة :" إن ما يمارسه شباب اليوم من تصرفات غريبة تعود لمتابعتهم للمواقع الإباحية التي لم يقع حجبها " . وتضيف أنها تعرضت عديد المرات للملامسة والتحرش في "المترو" الذي يكون شديد الزحام خاصة في المساء عند إنتهاء أوقات العمل الرسمية . "قلة حياء" ...و كبت ! اما أسماء (25 سنة) فتعتبر أن ظاهرة التحرش الجنسي تفشت بكثرة في مجتمعاتنا وقالت في هذا الصدد :" ما نراه اليوم من تحرش جنسي في وسائل النقل يمثل كبتا و"قلة حياء" ولذلك يجب التصدي لهذه الظاهرة " . وتواصل أسماء قائلة "أدعو جميع الفتيات إلى مواجهة أي موقف محرج وزجر اي شاب يحاول المس من كرامتها" كما تضيف أسماء أن هذه التصرفات تعبر عن مستوى صاحبها . التحرش الجنسي ... مرض نفسي وترى الطالبة "خولة" أن من يقوم بمثل هذه التصرفات هو "مريض نفسي" على حد تعبيرها مؤكدة أنها ستتصدى لكل من يحاول أن يقترب منها وأنها لن تسكت عن مثل هذه الأفعال إذا مست من كرامتها . عام سجنا وخطية مالية يحدد المشرع التونسي بمقتضى القانون عدد 73 لسنة 2004 والمؤرخ في 2 أوت 2004 وتحديدا الفصل 226 ثالثا والفصل 226 رابعا من المجلة الجزائية ، عقوبة التحرش الجنسي حيث يعاقب مرتكب هذه الجريمة بالسجن لمدة عام وخطية مالية قدرها ثلاثة آلاف دينار . كما يضاعف القانون العقاب إذا أرتكبت الجريمة في حق طفل أو غيره من الأشخاص المستهدفين بصفة خاصة بسبب قصور ذهني أو بدني يعوق تصديهم للجاني . الملابس الخليعة للفتاة تشجع التحرش الجنسي ! ولمعرفة راي الجهة الثانية المتهمة بهذه الجريمة وهم فئة الشباب اوضح لنا خالد (28 سنة) أن الفتاة التي تلبس ملابس غير محترمة ومغرية تكون سببا في تفشي ظاهرة التحرش الجنسي .وأضاف خالد أن الرجل كذلك "يمكن أن يتعرض إلى التحرش ولا يقتصر ذلك على المرأة" . ويعتبر التحرش الجنسي ممارسة شاذة لمرتكبيها وقد حاول المشرع التونسي التصدي لهذه الظاهرة من خلال ما اصدره من قوانين رادعة وذلك لحماية كل من يتعرض إلى مثل هذه الممارسات . وتبقى ظاهرة التحرش الجنسي متعددة الاسباب ولا تعزى فقط الى لباس المرأة المغري .