ساهمت الأحداث التي واكبت الثورة في إبراز عديد النقائص والصعوبات التي يواجهها قطاع الصحة لعل من أبرزها الفوارق بين الجهات خاصة في ما يتعلق بالمؤشرات الصحية ومستويات توافر الموراد البشرية والتجهيزات والبنية الأساسية الملائمة وكذلك النقائص الحاصلة على مستوى جودة الخدمات من إستقبال وإحاطة بالمرضى من جهة وتوفير الأدوية بصفة منتظمة في الهياكل الصحية العمومية من جهة أخرى. وحرصا على تقليص هذا التفاوت الجهوي سيتم التركيز خلال سنة 2012 على مواصلة العناية بمختلف مكونات المجال الوقائي ودعم البنية الأساسية الصحية والتجهيزات الطبية والتقنية وطب الإختصاص خاصة بالجهات الداخلية وذلك في إطار توزيع متوازن للإمكانيات بين مختلف جهات البلاد يأخذ بعين الإعتبار الحاجيات الخصوصية للجهات الداخلية. وسعيا الى تعزيز القطاع الإستشفائي والإستعجالي ستتدعم البنية الصحية والإستشفائية سنة 2012 عبر إستكمال عديد المشاريع الجديدة الداعمة للجهات الداخلية من خلال : - احداث قسم إستعجالي وقسم لجراحة العظام بالمستشفى الجهوي بقابس - إحداث قسم إستعجالي بالمستشفى الجهوي بتطاوين - إنجاز مستشفى جهوي جديد بمجاز الباب - تأهيل المستشفيات الجهوية بكل من منزل بورقيبة والمتلوي - تهيئة المستشفيات المحلية بكل من عين دراهم والسواسي - إحداث وحدات مخبر وأشعة وطب أسنان بالمستشفى المحلي بمنزل بوزيان - إحداث مراكز وسيطة بكل من الحرايرية والمنستير - إحداث قسم إستعجالي بالمستشفى المحلي بالصمار - تدعيم البنية الأساسية بولاية القصرين من خلال مواصلة تدعيم وتطوير المستشفى الجهوي وبعض المستشفيات المحلية بالجهة على غرار مستشفى سبيطلة مع إحداث مركزين للصحة الأساسية صنف 3 بكل من الحردوب والعرف . وسيتم تدعيم مختلف هذه الهياكل بالتجهيزات الطبية والتقنية الحديثة والمتطورة الضرورية مع اعطاء الأولوية للوحدات التي تشكو نقصا في هذا المجال . وقد تم إقتراح رصد إعتمادات تناهز 85 مليون دينار منها 25 مليون دينار لتعزيزوتحديد أسطول سيارات الإسعاف من خلال إقتناء ما لا يقل عن 50 سيارة إسعاف أغلبها مجهزة بأحدث التجهيزات . وسعيا نحو مزيد توفير الإطارات الطبية المختصة بالجهات الداخلية سيتم خلال سنة 2012 مواصلة مجهود الإنتدابات المبذول سنة 2011 . ومن ناحية اخرى وفي إطار تدعيم المنظومة التكوينية قصد ملاءمتها مع الحاجيات الوطنية والمقاييس الدولية سيتواصل خلال سنة 2012 تأهيل المنظومة التكوينية الأساسية للأطباء خاصة في ما يتعلق بمراجعة وتوحيد برامج التكوين بكليات الطب والتركيز على تجديد البرامج النظرية ومدة التكوين والتربصات في كل الإختصاصات . وفي ما يتعلق بمجال الأدوية ستشهد سنة 2012 مزيد التشجيع على تصنيع وإستهلاك الأدوية الجنيسة والتي لا تتعدى نسبتها حاليا 30 بالمائة من مجموع الحاجيات من الأدوية بالبلاد وهو ما من شأنه أن يخفف العبء المادي على مختلف المتدخلين في المنظومة الدوائية .
