وهران-التونسية- مبعوثنا الخاص شادي الورداني دخلت تونس المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بعرض فيلم"ديما براندو" لرضا الباهي مساء أمس في سينما السعادة بمدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري، وقد حضر المخرج عرض الشريط فضلا عن المنتج الشريك فوزي الجمل والممثل الرئيسي الشبيه بالعملاق مارلون براندو (أيام الشباب) أنيس الرعاش، وكان لافتا أن القاعة امتلأت بالجمهور من أبناء مدينة وهران لا فقط من المهرجانيين ذلك أن جل الصحفيين المصريين لا يستهويهم سوى مشاهدة أفلام بلدهم أما الآخرون فلا يستحقون هذا العناء ، ومع ذلك نصر في تونس كما في الجزائر وسوريا على دعوتهم في كل المهرجانات دون أن يكتبوا عن أفلامنا حرفا ولم نسمع يوما بصحافي تونسي دعي لمهرجان مصري... يقدم الفيلم الذي سيعرض في القاعات التونسية مطلع العام الجديد قصة أنيس وهو شاب من إحدى القرى التونسية يدير مقهى ورثه عن والده يحلم بمغادرة البلاد وترك البلاء لأهله، يحل بالقرية فريق تصوير فيلم أمريكي ... يقع بطل الفيلم في أسر أنيس الشبيه ببراندو ويوهمه بقدرته على تسفيره إلى هوليود للمشاركة في فيلم عن حياة براندو ....تنتهي القصة بغرق أنيس في محاولة حرقان بائسة بعد أن ضحت حبيبته (تقوم بالدور سهير بن عمارة) بأثمن ما تملك لتوفر له المال الضروري للحرقان... مر ديما براندو بصعوبات إنتاجية كبيرة( وقد وعد وزير الثقافة المنتهية ولايته باش شاوش كتابيا المخرج رضا الباهي بإسناده منحة تكميلية لتجاوز المشاكل الإنتاجية للفيلم ولكنه تراجع عن وعده ولا نعلم كيف سيتصرف الباهي مع الوثيقة الوزارية التي بين يديه؟) وامتد إعداده سنوات طويلة شهدت وفاة براندو مما حتم على رضا الباهي تغيير السيناريو وهو تغيير يبدو أن أنيس الرعاش كان ضحيته الأولى فبعد أن كان أنيس موعودا بالتمثيل إلى جانب مارلون براندو آل به المصير إلى الاكتفاء بلعب دور شاب يموت غرقا ... ويتضمن الفيلم مشاركة متميزة للراحل سفيان الشعري الذي يحظى برصيد كبير من المحبة من الجمهور الجزائري كنا نود لو أن سفيان شهده عيانا أو على الأقل أن يخصه رضا الباهي بتحية عند تقديمه الشريط ولكن ذلك لم يحدث... ولئن كان الكثيرون في تونس يصنفون سينما رضا الباهي على أنها "محافظة "فإن اللقطات البسيطة التي لم تتجاوز القبلة وتعرية صدر ممثلة أمريكية كانت في ما يبدو جرأة كبيرة لدى الحاضرين فقد وصفها أكثر من متدخل في النقاش الذي تلا الشريط بأنها لقطات ساخنة بل إنها قوبلت أثناء العرض بصياح لا ينتهي إلا بانتهاء اللقطة ... وقد قال الباهي في هذا الصدد"إنه ليس دوره أن ينبه الجمهور لمحتوى الفيلم فهذا دور المهرجان الذي عليه أن يعلم المتفرجين بضرورة عدم حمل أطفالهم معهم "، وقد استمر النقاش طويلا عكس إعجاب الجمهور ب"ديما براندو"... من جهة ثانية علمت "التونسية" من مصدر قريب من لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي ترؤسها فاطمة بن سعيدان وتضم في عضويتها هالة صدقي ومجيدة بن كيران ونجوى النجار وملياني الحاج أن النية تتجه مبدئيا لإسناد جائزة أفضل ممثلة لسهير بن عمارة –في إنتظار تأكيد هذا الخبر-