تقع شركة التنمية الفلاحية «لخماس» «SODAL» على بعد 10 كلم جنوب ولاية سليانة، وتم إحداثها سنة 1985 وتشغّل حوالي 300 عائلة وتساهم في تدعيم الاقتصاد الوطني بنسب عالية إذ بلغ رقم معاملاتها عام 2009 مليارا و411 ألف دينار، تعرضت لمؤامرة منذ 2003 من قبل المقربين من نظام بن علي، أما اليوم فهي تمر بظرفية صعبة تستوجب تدخلا فوريا من قبل الحكومة الحالية. في حديث ل«التونسية» أكد المدير العام للشركة السيد نوفل الشابي الذي تسلم مقاليد المسؤولية منذ أفريل 2011 أن الشركة تعتبر جوهرة في ولاية سليانة حيث تحتوي على 222 هكتارا من الغراسات المتنوعة تتصدرها الزياتين ب15 ألف عود ، و617 هكتارا من الأراضي السقوية و107 هكتارات غابات ومراعي.. وقطيع أبقار بعدد جملي قدر ب654 رأسا. وتنتج الضيعة سنويا ما يقارب 15 ألف قنطار من الحبوب ومليونين و200 ألف لتر من الحليب و50 ألف طن من اللحوم الحمراء إضافة إلى منتوجات أخرى.. وأضاف المدير العام للشركة أن الأوضاع التي آلت إليها الشركة في السنوات الأخيرة والتي تكبدت بموجبها خسائر فادحة بلغت نسبتها الجملية سنة 2011 مليارا و600 ألف دينار إضافة إلى ديون الكراء التي تخلدت بذمتها وحددت ب475 ألف دينار تُحيل على المؤامرة التي تعرضت لها الضيعة بداية من سنة 2003، حيث تزايدت أطماع العائلة الحاكمة والمقربين من نظام المخلوع الذين تهافتوا على افتكاك جوهرة سليانة واستعانوا في ذلك بنظام الخوصصة الذي عمل على إضعافها وإفلاسها حتى يتسنى التفريط فيها بأبخس الأسوام. وأضاف المدير العام أن الضيعة عاشت آنذاك فترات عصيبة حيث منعت من تجديد تجهيزاتها وبيع القديم منها، وأصبحت تتكبد سنويا خسائر ب250 ألف دينار لشراء قطع الغيار وهذا ما أثقل كاهلها وتسبب في توتر الأوضاع الاجتماعية داخلها. وقال المدير العام للشركة إنه اليوم يعمل على تحسين أوضاعها والنهوض بها غير أنه لم يجد تجاوبا من قبل السلط الجهوية المعنية وكذلك الوطنية. وأفادنا أنه راسل سلطة الإشراف للنظر في وضعية الشركة ومصيرها، وهل هي متجهة في طريق الخوصصة أم أنها ستحافظ على منظومتها القديمة لأنه في توضيح مصيرها تحدد آلية التمويل للنهوض بها ولكنه لم يتلق أي رد من الوزارات المعنية وقال : «الرؤية غير واضحة والتعقيدات الإدارية ما زالت تعيق الشركة...» وأشار السيد نوفل الشابي إلى أنه يواجه بعض الصعوبات في التعامل مع المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والإدارة الجهوية لأملاك الدولة والإدارة الجهوية للتجهيز بسليانة في ظل وجود بعض الإشكاليات مشيرا إلى أن إدارة الشركة تحاول تقليع الأشواك المحيطة بغراسات اللوز والتي أصبحت تهدد الموسم الحالي حيث تسببت خلال السنة الماضية في خسارة بلغت 50% من المنتوج لكنها تعرضت للمنع وقال إن الإدارة راسلت مندوبية الفلاحة بسليانة وتعطلت الأشغال إلى اليوم، وطُرح نفس الإشكال لما بادر بطلب قطع أشجار «الكلتوس» التي تضايق غابات الزيتون وباقي المنتوجات الفلاحية والتي يمكن أن يوفر بيعها عائدات مالية تنعش الضيعة وتساعدها على الخروج من الأزمة. أما عن قنوات تصريف المياه والمسالك الفلاحية والجسور التي تربط المناطق السقوية ببعضها والتي تأثرت بفعل الأمطار الأخيرة فيقول المدير العام للشركة إنها إلى اليوم تنتظر التدخل من الجهات المعنية التي مازالت تتعلل بالإجراءات الروتينية وأصبح من العسير الوصول إلى الأراضي الزراعية لمراقبتها ومداواتها مع بدايات ظهور انتشار بعض الأمراض الفطرية، وأضاف المدير العام أن الشركة اليوم باتت تحتاج إلى رقابة أمنية مكثفة في ظل وجود بعض السرقات من المناطق المجاورة وخاصة في مادة العلف والاستغلال العشوائي للمراعي وغابات الزيتون. برنامج تنموي يحتاج دفعا من الحكومة الحالية وأكد السيد نوفل الشابي أن الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو العمل على استرجاع القطيع الأصلي للأبقار الحلوب (500 رأس) الذي تقلص ليصبح اليوم 350 رأسا، نظرا لتلاشي القطيع في سنوات التهميش وكانت الشركة آنذاك مجبورة على البيع لتسديد بعض المصاريف وخلاص رواتب العملة. وأفادنا أنه بصدد إعداد برنامج تنموي سيرفعه إلى مجلس الإدارة ويتمثل في الترفيع في عدد رؤوس قطيع الأبقار، وغراسة 25 هكتارا من الأشجار المثمرة، وتكثيف زراعة الخضروات وتوفير قاعة عصرية للحليب تقدر كلفتها ب200 ألف دينار لتفادي مصاريف الصيانة للقاعة القديمة، ثم المرور في مرحلة أخرى إلى قطاع التصنيع وبعث مخازن تبريد وإحداث بنية أساسية تمكن من توسيع دائرة الاستثمار. وأضاف أن الشركة تسعى إلى تجديد عقد الكراء الذي ينتهي في ديسمبر 2014 حتى تتضح الأمور المستقبلية وتفتح الآفاق بالاقتراض من البنوك والشروع في البرنامج الاستثماري الذي تمت صياغته وبهذا الإجراء تتدعم القدرة التشغيلية للشركة باستقطاب ما يزيد عن 60 عاملا إضافيا وعدد من الكوادر في اختصاص الزراعات الكبرى وتربية الأبقار.