تم مؤخرا بمتحف مدينة تونس «قصر خيرالدين» افتتاح معرض ضخم للفنان التشكيلي عبد المجيد البكري بعنوان «حلم ومقاومة» يشتمل على حوالي 320 لوحة من مختلف الأحجام والتقنيات الزيتية والمختلطة تغطي فترة طويلة من مسيرة هذا الفنان تناهز نصف قرن (1962 - 2012). كما لو أن عبد المجيد البكري أراد أن يحتفل هذا العام بمرور سبعين سنة على ميلاده، بإقامة معرض شخصي ضخم هو بمثابة "حصاد العمر". عبد المجيد البكري الذي جاب العالم شرقا وغربا عارضا أعماله في العديد من المدن العربية والأجنبية ظل وفيا طيلة خمسين سنة ومايزال لاختيارته الفنية القائمة على الاستفادة من التراث وإعادة تشكيله ضمن خيال مجنح وتوق دائم إلى التجديد انما يبحث في نهاية المطاف عن تأصيل لكيان وعن جمالية تتماهى مع الشعر والفلسفة وربما مع نزعة وجودية متخفية وراء ظلال الألوان والخطوط المتعرجة و اللامتناهية. فالتراث عند البكري هو قبل كل شيء عيد صاخب بالألوان والأضواء الراعشة وهو يركز على الإيحاء والإيهام بعناصر التراث أكثر مما يبرزها في شكلها المعروف. ولوحات الفنان تؤرخ لمسيرة ثرية من العطاء والتأمل والانجاز ضمن رؤية تستلهم التراث دون أن تسقط في فخ النمطية أو الفلكلور ذلك ان البعد الإبداعي يظل قائما ومتوهجا في كل أعماله المعروضة. هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 30 أفريل الجاري حضره في يوم الافتتاح جمهور محتشم من حيث العدد لكنه متميز الوجوه. فقد حضر على سبيل المثال سيف الله الاصرم رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس والفنان التشكيلي المعروف فتحي الزبيدي كما حضر حمادي الشريف صاحب رواق الشريف للفنون بسيدي بوسعيد ومؤسس مركز ثقافي خاص بجزيرة جربة إلى جانب عدد آخر من أهل الفن والثقافة والإعلام.