من مبعوثنا الخاص- شادي الورداني بحضور وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك ونظيره الإيفواري موريس باندمان ومجموعة من ممثلي إدارات السينما ووزارات الثقافة بعدد من الدول الإفريقية (الغابون، السينغال، بوركينا فاسو) واستجابة لطلب قديم جديد صدر عن وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك تم الإعلان عن تونس بلد المقر لصندوق دعم السينما الإفريقية والسمعي البصري الذي تعتزمه المنظمة الدولية للفرنكفونية برئاسة السينغالي عبدو ضيوف، وعلى الرغم من كل الخطب الجميلة والشكر المتبادل ودعابات فريد بوغدير الذي يواصل منذ ثلاث سنوات القيام بدور المنشط في هذه اللقاءات تحت مظلة المنظمة الدولية للفرنكفونية، فإن التطبيق الفعلي لمشروع الصندوق مازال مؤجل التنفيذ على الأقل إلى السنة القادمة هذا ما تم الإعلان عنه في الندوة الصحافية التي انعقدت صباح أمس بجناح سينماءات العالم وحضرتها عدة وجوه سينمائية من تونس من بينها الحبيب عطية ومحمد علي بن حمراء والأسعد الوسلاتي وسنية الشامخي وعماد الأسود(شقيق سفيان الشعري وهو منتج سينمائي) ومحمد شلوف ومنيرة بن حليمة(عن وزارة الثقافة) ومحمد المديوني مدير الدورة القادمة لأيام قرطاج السينمائية محمد الزرن ، وقد جدد وزير الثقافة مهدي مبروك رغبة تونس في احتضان مقر صندوق السينما الإفريقية وهو ما استجاب له الحاضرون بلا تردد ، ويظل السؤال الملح هو عن مدى قابلية هذا المشروع للتبلور على أرض الواقع فمنذ ثلاث سنوات والاجتماعات والندوات الصحافية متواصلة ولم يتم الإعلان عن موعد واضح لإطلاق الصندوق ليظلّ مشكل التمويل هو المغيب في هذه اللقاءات ذلك أن الحكومات الإفريقية أو بعضها على الأقل لا تمول سينماءاتها الوطنية فهل ستبادر بتمويل سينما إفريقية متنوعة ومختلفة؟ وكان لافتا ضعف الحضور المغربي إذ سجل حضور الناقد مصطفى المسناوي المستشار لدى وزير الاتصال في حين غاب نور الدين الصايل مدير عام المركز السينمائي المغربي وهو الرجل القوي في ملف السينما في المغرب، كما اكتفى الجانب المصري بحضور مجدي أحمد علي مدير المركز القومي للسينما ومن الواضح أن المغرب مكتفية بوضع اليد مع الجماعة دون أن تتورط في التفاصيل فهي تربطها اتفاقيات مع عدة دول إفريقية ومخابرها مفتوحة للسينمائيين الأفارقة ولايمكن أن ترهن إنتاجها بمشاريع مؤجلة التنفيذ ، أما السينما المصرية فمنظومتها الإنتاجية محددة المعالم والبعد الإفريقي ليس من بين أولوياتها الكبرى، أما الجزائر التي تحضر لأول مرة بجناح لفت إليه الأنظار في القرية الدولية فقد غاب ممثلوها الرسميون مقابل حضور المخرجة يمينة شويخ . أما بالنسبة إلى تونس فإن احتضان مقر الصندوق – وهو أمر ليس سيئا في المطلق ولكن ينبغي العمل للاستفادة منه - يدعو وزارة الثقافة إلى التعجيل بإحداث المركز السينمائي الوطني الذي تم إقرار بعثه قانونيا واقترح البعض أن يكون في مدينة الثقافة في ما اقترح آخرون أن يكون بالقطب التكنولوجي بقمرت الذي يديره طارق بن عمار بموجب اتفاقية سابقة مع وزارة الثقافة .