ردّا على الاتهام الذي وجهه المحامي محمد بكار الى السيد الباجي قائد السبسي بتعمد تعطيل إجراءات تسليم البغدادي المحمودي للحصول على مقابل قال انه في حدود مليون دينار (راجع «التونسية» العدد 184 ص 12 13) أمدّنا المحامي عبد الستار المسعودي محامي السيد الباجي قائد السبسي بالتوضيح التالي الموجه الى المحامي محمد بكار: «قد نلتمس عذرا للأستاذ محمد بكار بوصفه محاميا عن «القيادات الشرعية الليبية وعضو هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي» في التنديد بقرار ترحيل هذا الأخير بعد معركة قانونية وإعلامية لأشهر عدة كجزء من الاستياء وكجزء منه جراء الصدمة إلا أننا لا نسمح له بأن ينال من شرف غيره وأعني بذلك الأستاذ الباجي قائد السبسي متهما اياه بحصوله على مبلغ مليون دينار مقابل تعطيل اجراءات الافراج عن منوبه عندما كان في سدة الحكم، وهو اتهام خطير وقول يجرمه القانون وإن كان هذا التصريح الذي هو بمثابة حرائق لفظية أتى على خلفية «ذهبت السكرة وحلت الفكرة..» أراد صاحبها أن ينتقم ممن اعتقد أنه كان سببا في ايقاف موكله واحالته على القضاء، إلا أن ما غاب عن الأستاذ بكار وهو يتهم الأستاذ السبسي عدم تقديمه للرأي العام الحجة الشافية عن كيفية قبضه للمليون دينار إن كان نقدا أو بالدولار أو بالأورو أو بالعملة الليبية.. وإن حاول من ذكر تدارك ذلك باحدى القنوات التلفزية مبينا بأن المبلغ المذكور صادق عليه وزير المالية في احدى تصريحاته ومحملا الصحفي الذي استقى منه الخبر تحريف أقواله وهذا يعد من باب تعليق الحجة على مشجب غيره ليترك الاتهام على علته ودون توضيح إن كان المبلغ المقبوض لفائدة خزينة الدولة أو بمثابة الرشوة المفترضة بسوء نية. ولمن لا يعلم فالأستاذ محمد بكار دكتور في الحقوق وهو يجيد علم الكلام والتحذلق به وهو من المتجلببين «بالقذافية» منذ الفاتح من سبتمبر ومن المقاولين العرب الذين أسسوا للنظرية الثالثة ومن المدافعين الأشاوس عن بقاء المرحوم معمر القذافي في السلطة الى أبد الأبدين رئيسا أو ملكا أو «شاهنشاه» وقد زاره في أوج الحرب وتجول بأحياء طرابلس التي طالتها قذائف «الناتو» وخطب في القوم وشحذ في عزائمهم... واشتكى الحلفاء للمحاكم الدولية والكل في ذلك بدون «أجر مدفوع» إيمانا منه بقدسية رسالته ونبل القضية التي يدافع عنها على الرغم من أن زميليه الفرنسيين «الأستاذ فرجاس ورولون دوما»، تحمسا لذات القضية وحلا بين يدي العقيد لمؤازرته والذود عن ثورته لكن بالأجر المدفوع مسبقا. أما وأن الرماد يعمي صاحبه فلقد خيل لصاحبنا وأن السبسي قد غنم من قضية البغدادي كغنم زميليه المذكورين آنفا فيما بقي هو مدافعا بجزيرة المناضل الذي لا يشق له غبار وبدون مقابل فلقد حاول تدارك أمره في قضية البغدادي وانتصب حاميا له عله يقيه شر التسليم للسلطات الليبية وعندها يحق له تقدير أجرته بالمليون دينار أسوة بمن سبقوه إلا أن نبأ تسفير حريفه بليل وبدون علمه وبخلاف التطمينات التي بلغته والتي ساقها بدوره لمنظوريه جعلته يلطم خده وينتف شعره ويطلق عنان لسانه للاتهامات المرسلة على هو انها غير عابئ بآثارها ووقعها لدى المتلقي من العامة والساسة. قيل قديما «قل لي ما هي مصالح هذا الرجل أقل لك ما هي منتهى أفكاره». أحسب هذا الأمر ينطبق عليه دون اتهامه أيضا بدس الملايين بجيوب ناقليها قبل أن تصل الى عناوينها.. لا نريد اثقال كاهلنا بالإثم ما عاذ الله!». ولعل من قرأ هذا التصريح صدم لهوله كثيرا قبل أن يضحك أخيرا... وهو حال الأستاذ السبسي الذي باعلامه بالخبر علق قولا «ليس لدي فائض في التفكير حتى أصرفه فيما لا يعني... ولصاحب القول أعده وعد الرجال إن عثر على من نقدني بالميون دينار فلسوف أتبرع له بكامل المبلغ كتعويض عن أتعابه في دفاعه عن قضية البغدادي وسوف لن أقاضيه حتى لا أثقل كاهله والله لا يضيع أجر المحسنين..». تعقيب «التونسية» بقي ان نشير الى أن اتهام الأستاذ محمد بكار لصحفي «التونسية» بعدم نقل كلامه بأمانة من باب أن الأمور اختلطت عليه مما يفهم منه أن الصحفي قوّله ما لم يقل اتهام مرفوض أولا لأننا في «التونسية» نحرص كل الحرص على نقل أجوبة محاورينا بكل صدق وأمانة وأننا لا نتردّد كلما رأينا أن هناك التباسا في التسجيل أو نقل الاجابات على الورق في اعادة الاتصال بالمحاور لتوضيح الالتباس حتى ننشر جوابه بكل دقة. ثانيا، نحن نتساءل: إذا كان هناك سوء فهم أو تحريف قد طال جواب الأستاذ محمد بكار حول النقطة المتعلقة بالباجي قائد السبسي فلماذا لم يتصل بنا لاصدار تصحيح لكلامه؟ لذلك نقول للأستاذ محمد بكار إن رمي المسؤولية على عاتق صحيفة «التونسية» قد آلمنا لانه ليس الأول ولا الأخير الذي جلس الى طاولة حواراتنا ولم يشتك أحد من رموز الساحة السياسية أو الحوقية أو أصحاب المراكز السياسية في البلاد من طريقة نقل أجوبتهم بل بالعكس كانوا غالبا ما يهاتفوننا ليثمنوا عملنا ويعبروا عن ارتياحهم لنقل اجوبتهم بأمانة وحتى من باب الأخلاق كان على الأستاذ محمد بكار أن يتحمل مسؤولية كلامه لا أن يتهرّب بافتعال اتهام موجه الى غيره. فمن أين ل «التونسية» بمعلومة كما قال هو انها صفقة عقدها السبسي مع الطرف الليبي، ان لم يكن قد قالها هو في معرض جوابه؟.