علمت التونسية ان وزارات الفلاحة والتجارة والصناعة بالتعاون مع المجمع المهني للحوم الحمراء والحليب بصدد عقد جلسات تفاوضية لدراسة امكانية الزيادة في اسعار الحليب خصوصا بعد الارتفاع المشط في تكلفة الاعلاف والانتاج التي تذمر منها الفلاحون والمجمعون والمصنعون لمادة الحليب.. "التونسية" اتصلت بالسيد لطفي الشماخي مدير المجمع المهني للحوم الحمراء والحليب فأفادنا بأن منظومة الحليب تحتوى على ثلاثة اطراف اساسية وهي المنتج والمجمع والمصنع تتكامل فيما بينها لتوفير الحليب للمستهلك ..مضيفا ان كل طرف له تكلفة انتاج ارتفعت في السنوات الاخيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة فمثلا المنتج فاقت تكلفة شرائه للاعلاف 60 % من نسبة بيعه للمنتوج اما بخصوص المجمع الذي يمثل حلقة الوصل بين المنتج والمصنع فالمنحة التي يتقاضها مقابل تجميعه للحليب وتبريده والمقررة ب40 مليما لم تعد تغطي احتياجات ومصارف العمل اما المصنع فمصاريف خلاص اليد العاملة وتصنيع الحليب وتعبئته تضاعفت حتى ان الوحدات المصنعة للحليب المعقم باتت تشهد صعوبات حقيقية.. واكد محدثنا ان منظومة الالبان استراتيجية وحساسة ويجب عدم غض البصر عنها وحان الوقت للتدخل الحكومة لاتخاذ قرارات صارمة من شانها ان تنهض بالقطاع وايجاد حلول جذرية مشيرا الى انه من بين الحلول هي تحرير القطاع لكن على مراحل حتى لا يتأثر مشددا على ان سعر بيع الحليب للمستهلك يعد من اقل الاسعار عالميا حيث ان الدولة التونسية تدعم عبوة الحليب بنحو 60 مليما رغم ان تونس حققت الاكتفاء الذاتي من مادة الحليب منذ سنة 1999 .. واشار السيد لطفي الشماخي ان قطيع الابقار الاناث يبلغ 430 الف راس منها 52% راسم أصلة تنتج الحليب في حين يبلغ عدد المجمعين حوالي 230 مركز موزعين على كامل تراب الجمهورية اما عدد وحدات التصنيع فيقدر ب9 وحدات وقريبا جدا ستفتح وحدات تصنيع اخرى في المناطق الداخلية على غرار سيدي بوزيد والقصرين... وحول الاستعدادات لشهر رمضان المعظم فقال مدير المجمع المهني للحوم الحمراء والحليب :" مخزوننا يقدر ب37 مليون لتر ويقارب الانتاج اليومي من الحليب مليوني لتر اما الاستهلاك في الاشهر العادية فهو يبلغ 30 مليون لتر ويزيد قرابة 5 مليون لتر في رمضان وبالتالي فالاحتياطي متوفر واذ اضطرت الحاجة فانه يتم الاستنجاد بقرابة المخزون الاحتياطي.." وفيما يتعلق باللحوم الحمراء فابرز محدثنا ان لحم البقر موجود الى جانب "الغنمي" مع ارتفاع طفيف في سعر هذا الاخير بسبب عوامل ابرزها التهريب الذي تراجع مؤخرا اضافة الى تعمد بعض الفلاحين تزين "العلوش" لعيد الاضحى ولكن رغم هذا المخزون متوفر ولا خوف من نقص في الاسواق خلال شهر رمضان واشار السيد لطفي الشماخي الى ان النقص يمكن ان يحصل في مجال لحوم الابقار لكن بنسبة ضئيلة لا تتخطى 3% سيتم استيرادها وفق مواصفات طبية وصحية مضبوطة.. ودعا السيد لطفي الشماخي في ختام حديثه المواطن التونسي الى عدم انتهاج اللهفة عند اقتناه لهذه المواعد حتى لا يساهم في ارتفاع الاسعار او الاحتكار