يباشر اليوم الموزّع الجديد لأوراق البطولة التونسيّة في نسختها الماراطونيّة لهذا الموسم النادي البنزرتي، برنامج تحضيراته بملعب 15 أكتوبر معقل القلعة الصفراء، وسط توقّعات بحضور جماهيري كبير من انصار الأصفر والاسود للوقوف على إستعدادات المنتدبين الجدد كمال الزعيّم ومحمد أمين الورغمي وبدرجة أقلّ مروان بريّك. من جهة أخرى ومن خلال ما لمسناه خلال تحسسنا لنبض إيقاع الشارع الرياضي البنزرتي، فإن هذه الهبّة الجماهيريّة المتوقّعة لمواكبة إستئناف التمارين تأتي على خلفيّة التأكّد من صدقيّة الأخبار المتواترة بخصوص ملف الليبي أحمد محمود الزوي ومعاينة حضوره على أرضية ميدان القرش الأصفر، بنيّة الوقوف على حقيقة بقائه ضمن المجموعة ومدى إستعداده لمواصلة المشوار تحت إمرة المدرّب ماهر الكنزاري، ناهيك وأن صاحب الرأس الموجعة لفرق النخبة كان قد أبدى رفضه العودة قبل تسوية بعض الأمور العالقة وتعديل البنود المتعلقة بالإمتيازات الماديّة. بعد الشارقة أكثر من فريق على الخطّ كنّا تناولنا خبر التفاوض الثنائي الجانب بين نادي الشارقة الإماراتي والجانب الليبي بوساطة تونسيّة تحمل توقيع فوزي البنزرتي، ويبدو حسب ما صرّح به السيّد أحمد إسحاق وكيل أعمال اللاعب أن خطّ التواصل بات مفتوحا على أكثر من جهة بتعدد الفرق الراغبة في ضمّ الزوي اليها قادم الموسم، وإن لم يفصح أحمد إسحاق عن اسماء بعينها قبل التشاور والتباحث مع لاعبه الليبي، فإن بعض التسريبات تحدثت عن فريق جزائري عاصميّ المكان والمعقل. الزويّ وبإستعادته لعافيته الهجومية ، أصبح من المؤكّد رحيله عن اسوار المارد الأصفر على الأقل بنهاية عقده ما لم تتحرّك هيئة بن غربيّة قصد إقناع صاحب الشّأن بضرورة مواصلة الإبحار من على متن السفينة الصفراء، وهو ما تسعى إليه في الحقيقة كواليس الإدارة البنزرتيّة التي باتت تعمل على أكثر من واجهة بحلول بعض الملفات العالقة بظهورها على سطح الأحداث منذ توقف نشاط البطولة وفتح سوق التنقلات لأبوابه. هيئة الأحباء في حيرة والموقع الرسمي فقد مصداقيته يبدو ان الخبر الكاذب الذي تبنّته لجنة الإعلام الراعية للموقع الرسمي لقرش الشمال بحديثها عن تمديد الحارس فاروق بن مصطفى لعقده حتى موفى جوان 2013، وهو الذي أنكر أن يكون أمضى على أية وثيقة من ذاك القبيل، أدخل هيئة الأحباء في حيرة وبات الشكّ في مصداقيّة الأخبار التي يتناقلها موقع السي آ بي مسيطرا على شقّ كبير من انصار الأصفر والأسود. هذا الشكّ بلغ مداه حين طفت على السطح رائحة السهو المحسوبة على الكتابة العامة للأفارقة زمن الرئيس المتخلي جمال العتروس، والخطأ الفادح بعدم إيداع نسخة من العقد التكميلي لبلال العيفة لدى الجهة المعنيّة داخل دار الكرة، ما جعل من الأخير حرّا من كلّ إرتباط، الشيء الذي عجّل بإعادة التفكير في ملف نور حضريّة والذي لم يودع بدوره عقده في الآجال القانونية ومدى صدقيّة الأخبار القادمة من داخل كواليس القلعة الصفراء والمتحدّثة عن سلامة الموقف البنزرتي بخصوص التعاقد مع حضرية وقانونية المسألة، الى حد صرّح به أحدهم أن «العقد مضروب بالسفّود». وحتّى يكون هذا «السفود» خاليا من كل رائحة شواء مفحومة الجانب، وجب على الجانب البنزرتي أن يوضّح المسألة لأنصاره حتّى لا يفتح الباب على مصراعيه أمام الأنباء المتضاربة والتسريبات المضادّة للموقف الرسمي والتي تأتي معظمها من داخل البيت نفسه. «بن غربيّة» يطمئن أمام هذه التطورات بشأن الكم الهائل من الأحداث المتسارعة والأنباء المتضاربة، سارعت هيئة الاحبّاء ممثلة في شخص رئيسها منير الباز بالإتصال بالقائم الأول على الشأن البنزرتي السيد مهدي بن غربيّة ليبلغه مدى الحيرة التي باتت ترافق الأنصار بخصوص ملفّي الزوي وحضريّة. من جهته وحسب ما أبلغنا به الباز، فقد أعرب بن غربيّة لمحادثه عن تحمّل المسؤوليّة كاملة في شأن اللاعبين، مؤكّدا ان ملف حضريّة لا تشوبه شائبة، وأن الإتصالات لا تزال جارية مع الليبي أحمد الزوي وأنها في طريقها إلى التسوية، مطمئنا في الأخير كل أنصار الأصفر والأسود بأن كلّ شيء على ما يرام. هيئة الأحبّاء تنتظر أولى المصافحات التدريبيّة لهذا اليوم للوقوف على صدقية الوعود المقدمة من قبل الإدارة البنزرتيّة، ورؤية الزوي جنبا الى جنب مع زملائه في الفريق، لطيّ صفحة الخبر المتعلّق بتمديد عقد بن مصطفى والتصالح من جديد مع الموقع الرسمي للنادي البنزرتي. التعتيم وسياسة «الفترينة» يبدو أن التعتيم الإعلامي صار العنوان الأكبر والسياسة الأبرز في تعاطي هيئة بن غربيّة مع الخارطة الإعلامية الضيّقة، وقد لا نبالغ إذا قلنا إن النادي البنزرتي يبقى الإستثناء الوحيد الذي لا يعترف بعقد ندوات صحفية بغاية التوضيح وإنارة الرأي العام الرياضي، بالرغم من وعوده السابقة بالعمل على تدعيم جانب التواصل مع الصحفيين بصفة دوريّة وهو ما لم يحصل على أرض الواقع، لتبقى سياسة الواجهة الامامية «الفترينة» هي الطاغية في التعاطي مع الأنصار بإعتبار النجاحات المحققة الى حد الآن لفريق الأكابر مع التجاهل الخطير للأصناف الشابة. منير الباز رئيس هيئة الأحباء استاء بدوره من تجاهل إدارة بن غربية لهيكله الذي طاله بدوره التعتيم، وقد أبلغ رئيس الفرع السيد أمير الجزيري في مكالمة هاتفية جمعتهما ليلة السبت خطورة الجفاء الذي بات السمة الأبرز في تعامل الإدارة مع محيطيها وخاصة إعلاميي الجهة، ما يبرّر الكم الهائل من الأخبار المتضاربة وحيرة الشارع الرياضي في معرفة الحقيقة. الباز بدوره أكد ل«التونسية» أنه لن يرضى مستقبلا بلعب دور المسكّن لغضب الجماهير في حالات التصعيد، دون أن تعترف هيئة بن غربيّة بأنه جزء من المنظومة الكروية للمشهد البنزرتي، ومن حقّه الإطلاع على جديد القلعة الصفراء، حيث أظهر الواقع أنه لا يختلف كثيرا عن المحب العادي المرابط في زاوية مقهاه يتلقّف ما يصدر على أعمدة الصحف.