نظمت ليلة أول أمس شبكة تونس للحقوق و الحريات و الكرامة ندوة فكرية حول موضوع: «سماحة الدين الإسلامي» وذلك بأحد نزل مدينة القيروان و بمشاركة السادة عبدالفتاح مورو ويوسف الصديق وهشام المسعودي ورضا بالحاج إضافة إلى الرئيس المؤسس لشبكة تونس للحقوق والحريات والكرامة عبد الجليل الظاهري. وقبل انطلاق فعاليات الندوة ( العاشرة ليلا ) التي لم تسجل حضورا مكثفا, حصلت مناوشة بين احد الحاضرين من المنتمين إلى جمعية ابن أبي زيد القيرواني و الدكتور الصديق لم تدم طويلا وانتهت بخروج المواطن من القاعة, وتواصلت فيما بعد المداخلات من طرف المشاركين إلى حين القرب من نهايتها عندما تدخلت مجموعة محسوبة على حركة «النهضة» و أخرى على التيار السلفي و طلبوا من يوسف الصديق مغادرة المكان لكن الشيخ عبد الفتاح مورو تدخل وأراد الدفاع عن الصديق فاقترب منه احد الملتحين و ضربه بكأس على مستوى رأسه ضربة كانت كافية ليغمى عليه على عين المكان, عندئذ تدخلت بعض الأطراف التي كانت حاضرة و حملته بسرعة إلى وحدة الاغالبة للجراحة لتلقي الاسعافات الطبية, فيما ألقت مجموعة أخرى القبض على الجاني وسلمته إلى أعوان الأمن فتم إيقافه. الأهالي يتأسفون وقد غص المستشفى لا بالأطراف التي كانت حاضرة في الندوة فحسب بل بوالي الجهة وبالعديد من متساكني و أهالي مدينة القيروان الذين تحولوا في حركة تضامنية للاطمئنان على صحة الشيخ عبد الفتاح مورو مستنكرين هذه الفعلة الشنيعة, وقد حضر الأمن ورجال الجيش إلى حين خروج المتضرر الذي تحول بعد ذلك إلى المنطقة الجهوية للأمن الوطني و تحديدا إلى مكتب رئيس المنطقة أين فتح محضر بحث تم خلاله سماع الشاكي الذي روى انه تدخل لتوضيح مسالة ما اتهم به يوسف الصديق حول ما يروج من مزاعم بأن الصديق اعتدى على المقدسات و سب الإسلام و السيدة عائشة و قالوا له بأن القيروان لم ترحب بك و غير مرغوب فيك.. وقال الشيخ مورو «أجابني بعضهم بأنه تكلم في عرض السيدة عائشة» فقلت لهم هذا غير صحيح لأن الصديق دافع عن السيدة عائشة فاقترب مني احدهم و قال لي «أنت تكذب و نحن هنا بالسيوف», قبل أن يعتدي عليّ بكأس على مرآى ومسمع من الحاضرين». هذا و قد خلف الجرح 3 غرز في جبين الشيخ عبد الفتاح مورو حسب الطبيب كما أكد بأن صحته تتطلب الراحة خاصة حالته النفسية. هذا و قد شكر عبدالفتاح مورو وهو يغادر القيروان كل الأهالي الذين تعاطفوا معه و قال : « لا استغرب ذلك من أهل هذه المدينة المقدسة المباركة التي أحبها وأسعى دائما لأزورها فهي عندي بمثابة المدينةالمنورة و فيها دفن صحابة رسول الله..لقد دخلت مدينة المتلوي إبان الثورة و تحدثت مع أهلها و كنت محل ترحاب كبير منهم..اعرف أن هذا الشخص لا يمثل القيروان». ثم ختم حديثه بالقول في شكل نكتة : «كل منزل يوجد به مرحاض..و أنا الليلة وقعت في المرحاض». استنكار في الأثناء راجت عدة أخبار تشير إلى أن الجاني ينتمي إلى حركة النهضة وحزب «التحرير» لكن «التونسية» علمت من بعض المصادر الموثوق بها أن المعتدي ينتمي إلى التيار السلفي. أما السيد عادل الزروقي عضو المكتب المحلي لشباب حزب «التحرير» بالقيروان فقال ل«التونسية» بأن الحزب يستنكر و يدين بشدة هذه الفعلة الجبانة والشنيعة لأن القيروان ليس من عاداتها أن ترحب بالضيوف بهذه الطريقة, وهذا الشخص لا يتبعنا و لا نعلم من أين جاء». وهو نفس الرد الذي ذكره المكتب الجهوي لحركة النهضة بالقيروان التي أدانت هذه العملية و قالت إن هذا الشخص لا ينتمي لا من بعيد و لا من قريب الى الحركة. هل فعلا مورو على علاقة بالجاني؟ أثناء التحقيقات مع الشيخ عبدالفتاح مورو تبين من خلال الأخبار المتداولة بأن الجاني سبق لمورو أن رافع عنه في إحدى القضايا التي تعلقت به عندما تم ترحيله من ايطاليا و هاهو اليوم يعتدي عليه. وفي المكافحة طلب المتهم الاعتذار بينما تمسك الشيخ بالتتبع العدلي. هذا و قد تزامنت هذه الواقعة مع الاعتداء الذي تعرض له احد اعضاء المكتب المحلي للحزب الجمهوري بمعتمدية السبيخة عند تنصيب النيابة الخصوصية من طرف اعضاء من حركة النهضة حسب تعبيره مما جعل المكتب السياسي يعقد ندوة صحفية يوم امس في القيروان لشرح كل ما جد...