تفشت ظاهرة العنف و الشعب في بعض مساجد الجمهورية حتى أضحت السمة المميزة لعدد منها , و لئن تعددت اشكال الاعتداءات فإنها تجتمع في تدنيس باحات المساجد و كان آخرها مسجد الهداية بباجة الذي تحول الى ساحة وغى و مسرحا للصراع و المشاحنات , و في هذا الإطار اشرف أمس وزير الشؤون الدينية "نور الدين الخادمي" .على ندوة صحفية سلط فيها الضوء على ظاهرة الاعتداءات و أعمال العنف التي طالت بعض المساجد و استعرض أيضا انجازات الوزارة و قدم بعض الإيضاحات بشان جامع الزيتونة , وحضر الندوة المستشار الإعلامي لدى وزير الشؤون الدينية علي اللافي و المستشار صادق العرفاوي . أكد الخادمي ان اغلب المساجد مستقرة وتعمل بشكل سلس و طبيعي تقام فيها الصلوات الخمس إضافة الى التراويح كما تلقى فيها محاضرات دينية باستثناء بضع العشرات من المساجد التي تشهد حالة من التوتر و الاحتقان , ووصف حالتها بغير المستقرة نتيجة التناحر بين بعض المجموعات التي تريد بسط سيطرتها و نفوذها على المسجد أو إنزال بعض الأئمة من المحاريب و استبدالهم باخرين , إضافة إلى وجود نقاط اختلاف كثيرة بين هذه المجموعات حول عدة مواضيع . ووجه الوزير أصابع الاتهام الى بقايا النظام البائد و اصحاب السوابق العدلية و محملا اياهم مسؤولية ما الت اليه الاوضاع داخل المساجد , مبرزا انهم سبب البلية و قال : " عناصر تجمعية تقف وراء هذه الاعتداءات " و ابرز الوزير ان هذه العناصر تندس وسط المصلين و تعمل على بث الفوضى و تتسبب في اندلاع نقاشات حادة بين بعض المصلين التي تتطور الى صدامات و مشاجرات . و من جانبه اكد اللافي ان الوزارة تمتلك اثباتات و دلائل قاطعة تثبت تورط العناصر التجمعية و ذوي السوابق العدلية في بث الفوضى داخل المساجد و قال : " انهم يحاولون ايهام الراي العام بانهم تابوا و رجعوا الى الله و لكنهم يخادعون الناس " مضيفا ان اغلبهم من باعة الخمور و اصحاب السوابق العدلية . و نبه اللافي الى ان هذه المجموعات تعتدي بالعنف الشديد على المصلين ووصل بهم الامر الى حد طعن شاب بسكين في منطقة "غار الدماء" من ولاية "جندوبة" مشيرا الى انه تم ضبط عدد كبير من التجمعيين تورطوا في اعمال الشغب وفقا لشهادات و تقارير مواطنو الجهة المعنية .
انتقد وزير الشؤون الدينية بشدة ما اسماه تجاوز آداب الإسلام الذي أتاه بعض رواد المساجد خاصة مسجد الهداية بباجة ,و قال : " ان الكلام البذيء مرفوض و غير مقبول داخل المسجد وهو مخالف لتعاليم الاسلام السمحة " مضيفا " لقد بلغني ان احد الاشخاص تطاول على الذات الإلهية داخل المسجد و هذا امر مرفوض و خطير " , و شدد الوزير على ان المساجد هي بيوت الله و مجعولة لحمده و ذكره مضيفا انها منابر علم و ثقافة مفتوحة أمام الجميع .