لا تزال الاوضاع متكهربة والاجواء محتقنة الى حد بعيد في معتمدية الحنشة على خلفية احداث العنف المسجلة اخيرا والتي اندلعت شرارتها يوم الاربعاء الماضي لتباين المواقف بشان انعقاد مؤتمر للجمعية التنموية بالمعتمدية بين فريق اراد للمؤتمر ان ينعقد ويكون مقتصرا على المنخرطين دون سواهم وبين اطراف اخرى ارادت التوافق ... وهي تباينات في المواقف ما كان لها ابدا ان تصل الى حد اندلاع اعمال عنف وشغب يدفع ثمنها ابناء المنطقة سواء بالخصومات الداخلية او بالايقافات للبعض وسط تساؤلات كثيرة بخصوص غياب اصوات الحكمة والتعقل ويتواصل النزيف اليومي من الشد العصبي ومن تراكم الضغينة والاحقاد والمواجهات المستمرة بين المحتجين وقوات الامن التي انتشرت هناك بتعزيزات كبيرة للسيطرة على المواقف وهي مواجهات يشتعل نسقها ليلا باستعمال القنابل المسيلة للدموع بكثافة من جانب قوات الامن مقابل لجوء المحتجين الى الكر والفر والحجارة ووصل الامر حسب رواية عدد من الشهود الى استعمال القنابل اليديوية الصنع المعروفة باسم ' قنابل المولوتوف ' والتي كادت سيارة امنية ليل الجمعة ان تحترق بسببها ووسط هذه الاجواء الداكنة والمحتقنة هناك مساع مبذولة حاليا لايجاد متنفس يخفف من حدة الاحتقان وقد لاحظنا صباح السبت بمقر ولاية صفاقس تواجد عدد قليل من ابناء الحنشة كانوا تحادثوا مع نواب بالمجلس الوطني التاسيسي ومطالبهم تمثلت بالخصوص وكخطوة اولى في اطلاق سراح الموقوفين على خلفية هذه الاحداث وهم يقدرون عدد الموقوفين بالعشرات في حين ان معتمد الحنشة قال ان العدد الجملي للموقوفين الى حدود يوم الجمعة هو 22 موقوفا منها 3 ايقافات يوم الاربعاء ليلا و17 موقوفا ليل الخميس وموقوفين اثنين ليل الجمعة كما يطالبون باعتماد التوافق في تاسيس الهيئة الجديدة للجمعية التنموية بالمعتمدية ومن جراء هذا الوضع المحتقن اصاب الشلل بعض المحلات التجارية والدكاكين التي فضل اصحابها غلقها من وقت لاخر وخاصة حين المسيرات واحتدام المشاحنات كما ان السوق الاسبوعية للحنشة التي تكون كل يوم سبت فانها تعرضت الى الشلل الكبير بدورها وعلمنا انه من غير المستبعد ان تنعقد جلسة الاثنين بمقر الولاية من اجل احتواء الموقف وامتصاص المشكل من ناحيته دخل الاتحاد العام التونسي للشغل على الخط وقد اصدر الاتحاد الجهوي بصفاقس بيانا السبت 25 اوت جاء فيه ان المكتب التنفيذي الجهوي يتابع ما عاشه ويعيشه اهالي معتمدية الحنشة من اعتداء بالعنف الشديد ومداهمات وإعتقالات وإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإنتهاك كرامات وحرمات المنازل وانه على ضوء ذلك .يندد باستعمال القوة واستخدام كل وسائل القمع الوحشية ضد اهالي المنطقة وذلك وفق وصف البيان وحمل المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل المسؤولية الكاملة في ذلك الى السلطة الجهوية ولوزير الداخلية وطالب باطلاق سراح كافة الموقوفين وبشكل فوري منبها الى خطورة تحويل مطالب اهالي الحنشة في التنمية والتشغيل الى صراعات عائلية وعروشية وفق البيان الذي تحصلت التونسية على نسخة منه وفيما يلي نصه الحرفي : ' بيان إن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وهو يتابع ما عاشه ويعيشه أهالي معتمدية الحنشة من إعتداء بالعنف الشديد ومداهمات وإعتقالات وإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإنتهاك كرامات وحرمات المنازل: 1.يندد بإستعمال القوة وإستخدام كل وسائل القمع الوحشية ضد أهالي المنطقة 2.يحمل المسؤولية الكاملة لسلة الجهوية ولوزير الداخلية لما يحدث من انتهاكات في معتمدية الحنشة 3. يطلب بإطلاق سراح كافة الموقوفين فورا 4.ينبه إلى خطورة تحويل مطالب أهالي الحنشة في التنمية والتشغيل إلى صراعات عائلية وعروشية عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا مستقلاً ديمقراطياً ومناضلاً عن الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الكاتب العام محمد شعبان '