ينفذها: رأس الحربة لقد ظلّت الصحافة الرياضية تعاني على مدى سنوات طويلة من النظرة «الدّونية» لها من قبل بعضهم بمن فيهم عدد من أهل المهنة... معتبرينها كالزائدة الدونية في الجسم الإعلامي!.. ومع مرور الأحقاب وتعاظم الدور الذي تلعبه الرياضة بين الأمم وبفضل بروز جيل من الأقلام الجادة تمكنت الصحافة الرياضية من فرض الذات كعنصر محوري في المنظومة الاعلامية لتضطلع بدور فعال على مستوى الإخبار والتحليل وتوجيه الرأي العام. ورغم ذلك فإنها مازالت تعاني على غرار الإعلام الوطني من التضييقات والمقصّات والتصرفات التي تعمل على تعطيلها والحدّ من تحركاتها وأنشطتها.. وفي هذا المجال اسألوا الصحافيين الرياضيين عما يعترضهم يوميا من صدّ وتعدّ صارخين على حريتهم وحقهم في الوصول إلى مصادر الخبر وتبليغ المعلومة وإبداء الرأي وواجب النقد.. وقد شكّلت الحادثة التي حصلت في حفل التكريم الذي أقيم على شرف السباح أسامة الملولي مثالا حيّا وحارقا على الاضطهاد الذي يمارسه البعض على أهل المهنة. فبعد أن استفزّ المكرّم الحاضرين من الإعلاميين، استأسد رئيس جامعة السباحة وقام بطردهم من القاعة إكراما لضيفه المبجّل المدلّل؟.. وقد نسي هذا «المسؤول» أو تناسى أنه بفعلته تلك إنما أهان الإعلاميين عامة والصحافيين الرياضيين خاصة ولم يكن على وعي بفداحة ما ارتكبه في حق أهل المهنة.. بل لعله كان في غاية الانتشاء بانتصاره الساحق على القطاع عامة!.. ولئن استنكرت عدة دوائر وبعض الزملاء ما حدث فإننا سجلنا بكل الاستغراب والاستنكار الصمت المطبق الذي تميزت به النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وجمعية الصحافيين الشبان والهيئة المؤقتة لجمعية الصحافيين الرياضيين. إن هذا الصمت الثلاثي يثير أكثر من سؤال: هل أن الصحافيين الرياضيين لا ينتمون إلى القطاع الإعلامي؟ وهل التشكيلات المهنية غير معنية بالصحافة الرياضية وتنحصر اهتماماتها في الصحافة السياسية فقط لا غير؟ لقد كنت أنتظر أن يصدر عن هذا التشكيل أو ذاك حتى سطرين بشأن هذه المسألة.. ولكن يبدو أن الجماعة إياهم منشغلون بالتعيينات على رأس المؤسسات الإعلامية والدفاع عن حرية الإعلام.. وكأنّ الإعلام الرياضي لا يستحق الدفاع عنه وعن حرية أبنائه؟! بئست الهياكل التي تفرّق بين أبنائها!.. ..وبالصدق ألاقيكم وأشدّ على أياديكم..