يقدّم الليلة المخرج عاطف بن حسين بقاعة الفن الرابع العرض الأوّل لمسرحيته «نيكوتين» وهي من بطولة الثلاثي عبد المنعم شويات وفؤاد ليتيم وشاهرة الرماح، وفي نفس اليوم والتوقيت أي على السابعة السابعة والنصف مساء يقدم المخرج فتحي العكاري بالمسرح البلدي بالعاصمة مسرحية «الكروسة» بطولة الممثلة سماح الدشراوي وهو أوّل عمل مسرحي لها في نوعية «الوان مان شو» إذ كان آخر ظهور مسرحي لها في المسرحية الجماعية «حقائب» إخراج جعفر القاسمي. تزامن عرض المسرحيتين سيحرم عديد المسرحيين وجمهور المسرح من التمتع بأحد العروض كما سيدفع بأحبّاء الفن الرابع للاختيار بين العرضين المسرحيين، مع العلم أنّه وللمرة الأولى يتزامن العرضان الأوّلان لأعمال مسرحية محلية إذ طالما كان شح الانتاج من جهة وحرص المخرجين على إعطاء حظوظ أكبر لأعمالهم بالمباعدة بين مواعيد العروض المسرحية من جهة أخرى سببين في عدم الوقوع في مثل هذه «الإشكاليات». لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل جاء هذا التزامن صدفة أم هو «تكتيك» من الجهتين المنتجتين والمسوقتين للمسرحيتين خاصة أنّ أحد العملين سيحظى بمتابعة إعلامية وسينمائية على حساب العمل الآخر، كما أنّ أسماء الممثلين والقيمة الفنية للمخرج فضلا عن مضمون كل مسرحية سيحدّد نوعية الجمهور وحتى الميولات الشخصية للإعلاميين عند متابعتهم لهذين العملين. في محاولة لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا التزامن ودوافع عدم تأجيل أحد العملين لموعد عرضه الأوّل إلى وقت لاحق اتصلت «التونسية» بكلا الطرفين فكانت الإجابات الآتية: عاطف بن حسين: مهرجان مسرحي أفادنا الممثل عاطف بن حسين أنه علم بموعد عرض مسرحية «الكروسة» بعد أن اتفق مع إدارة قاعة الفن الرابع وهو ما جعل مهمة تأجيل العرض مستحيلة خاصة بعد المضي قدما في الإجراءات القانونية لكراء الفضاء الثقافي، وقال بن حسين في هذا الإطار: «فوجئت بإعلامي من بعض المقرّبين منّي بتزامن عرض مسرحية «نيكوتين» مع «الكروسة» ومع هذا لم أحاول تغيير موعد عرض مسرحيتي لأنه من ناحية تم الاتفاق بيني وبين إدارة القاعة ومن ناحية أخرى لماذا لا نترك الجمهور يعيش أجواء مهرجان مسرحي من شأنه أن يخلق حركية ثقافية في العاصمة، كل ما أقوله انّ تزامن العرضين »لا يفسد للودّ قضيّة» و«الّي جانا مرحبا بيه» والذي اختار الذهاب لمشاهدة سماح «صحّة ليه». للتذكير فإنّ مسرحية «نيكوتين» تدوم ساعة ونصف وتتطرّق إلى الحياة اليومية لمجموعة من الأشخاص داخل فضاء حميمي وقد أكّد مخرجها سابقا أنّ عمله بعيد عن الخطاب السياسي. سماح الدشراوي: «تمنيت موش فرد وقت» اتصلنا ببطلة مسرحية «الكروسة» سماح الدشراوي التي أكّدت لنا أنّ الصّدفة وحدها لعبت دورا في تزامن مواعيد عرض المسرحيتين وقالت سماح في هذا السياق: «تمنّيت ما صاروش فرد وقت» حتىيأخذ كلّ عمل حظّه، لقد قمنا ببرمجة العرض الأوّل للمسرحية منذ فترة طويلة ومن الصعب أن نقوم بتغيير الموعد في اللحظات الأخيرة خاصة أنّ برمجة المسرح البلدي بالعاصمة «صعيبة»، بالأمس مثلا كنت في حاجة إلى أداء بعض «البروفات» قبل عرض اليوم وكان الفضاء محجوزا من قبل محمد علي النهدي الذي كان من المقرر أن يقدم مسرحيته «الزمقري» وقد مكنني من الفضاء وقام بإلغاء عرضه وهو مشكور لأنه منحني فرصة «أنّي نبرّف». الجدير بالذكر أنّ مسرحية «الكروسة» تصبّ في خانة الكوميديا «السوداء» وتتناول قصّة امرأة في الخمسين من العمر في كفالتها سبعة أبناء تضطر للالتجاء إلى طبيب نفساني للعلاج من حالة الاكتئاب واليأس اللذين أصاباها. للإشارة فقد علمت «التونسية» أنّ التذاكر الخاصة بالمسرحية قد نفدت منذ يوم أمس.