«فساد الخطاب السياسي في تونس « هو عنوان الملتقى الثاني الذي تعتزم الجمعية التونسية لمكافحة الفساد تنظيمه في الأيام القليلة القادمة. وفي هذا الإطار كشف «إبراهيم الميساوي» رئيس الجمعية ل»التونسية» انه سيتم جلب عديد الخبراء من فرنسا والبرتغال وعديد الدول وسيتم الإستئناس بعديد الشخصيات الوطنية مثل عبد السلام المسدي لتحليل خطابات السياسيين وتدخلات رؤساء الأحزاب في البرامج التلفزية والإذاعات. وقال «الميساوي» انه ستتم مقارنة الخطاب السياسي في فترة الإستقلال وتصريحات بعض السياسيين في تونس ما بعد الثورة. وأشار محدثنا إلى انه أثناء التحضير لهذا الملتقى تم استنتاج بعض الملاحظات الأولية وتتمثل في ان الخطاب السياسي الحالي هشّ وغير بنّاء وينم عن انعدام الخبرة وهو في مجمله «شعبوي» ولا يتناول القضايا الأساسية وساهم في خلق عديد الأزمات وله تأثيرات سلبية على المتلقي وعلى الساحة التونسية بصفة عامة. وكشف الميساوي انه سيتم عرض مقتطفات من تدخلات وتصريحات أغلب رؤساء وقادة الأحزاب والسياسيين بما في ذلك «الباجي قائد السبسي» و«راشد الغنوشي» و«حمادي الجبالي» وحتى الوزراء الحاليون وسيعهد لخبير دولي جلب خطابات لرؤساء من الإتحاد الأوروبي وسيتم بالتوازي مع ذلك التطرق إلى أبجديات الخطاب وكيفية تدخل السياسيين ومتى يتم ضبط النفس وحتى كيفية الكلام والنقاش». وأكدّ محدثنا ان اغلب الأحزاب ودون استثناء قد تكون «مورطة» من خلال تصريحاتها. وأشار الى ان الجمعية وأثناء مراقبة تدخلات بعض السياسيين التلفزية والإذاعية وحتى تلك المسربة عبر»الفايسبوك» لاحظت تنامي التصريحات التي تحتوي على اتهامات واغلبها لا تستند على أدلة واضحة ويمكن اعتبار بعضها «كارثية» . وقال «الميساوي» ان فساد الخطاب السياسي ليس حكرا على بلادنا فقط وأن الظاهرة موجودة في أغلب بلدان الربيع العربي، مشيرا إلى أنّ السياسيين في السابق كانوا يعدون مسبقا خطاباتهم وذلك قبل الظهور في وسائل الإعلام، ولكن بعد الثورة أصبحت عديد التدخلات مباشرة وهو ما فسح المجال للكثير من الانفلاتات. وأكدّ أنه أثناء الإعداد لهذا الملتقى تم اللجوء إلى خبراء من الأممالمتحدة وهناك حتى من اقترح على رموز بعض الأحزاب تكوينهم في الخطاب السياسي، ولكن للأسف أغلب الأحزاب لم تعر هذه المقترحات أيّة أهمية. وأشار إلى أن «السياسي» لا يجب ان يتلفظ بما يحلو له ويصرح كما يشاء أو يقدم تصريحات مغلوطة ودون أدلة وان «الخطاب السياسي» علم واسع وانه يجب ان يكون لكل «حادث حديث» . وقال ان حياد الجمعية فرض عليها التعامل مع التصريحات التي سيتم عرضها دون تمييز وتم تحديد نفس التوقيت للمقارنة بين السياسيين، وانه سيتم تقديم مراوحات بين هذه التصريحات وبين تصريحات الزعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة. وأكدّ انّ هذه المناسبة ستكون بمثابة «التذكير» لبعض الأحزاب خاصة ان بعضها وخلال الحملة الانتخابية أوهم الناس بالجنة الموعودة وللأسف اغلب الوعود لم تنفذ، وأشار إلى أن أغلب «تصريحات» السياسيين موجهة بالأساس لكسب صوت الناخب وليس لبناء المجتمع. واكد ان اللوم يقع أيضا على بعض وسائل الإعلام التي فسحت المجال لبعض السياسيين للإدعاء والإيهام بالباطل' مطالبا بضرورة إيجاد نصوص تجرم «الخطاب السياسي» الفاسد والذي يقوم على المغالطة وله تأثيرات سلبية على المجتمع.