رحلة كفاح مع المرض انطلقت منذ سنوات على اثر مرض فجئي ألم بالمتضرر «رجب حمدي» (43سنة) كان يأمل أن تكون نهايته سعيدة لكنه وجد نفسه عاجزا بعد خضوعه لعملية جراحية لم تكلل بالنجاح بسبب خطإ طبّي أدخله في سلسلة لا متناهية من النزاعات والقضايا ضد الإطار الطبي الذي أشرف على العملية. المتضرر رجب سرد علينا معاناته منذ البداية بمرارة وغصة في نفسه. وحسب محدثنا فانه منذ سنة 2006 أصيب بآلام مفرطة في رجله اليسرى فتناول بعض المسكنات وظنّ أن الأمر عرضي ومجرد أوجاع ستزول لكن بمرور الأيام تواصلت آلامه فتوجه إلى طبيب مختص في العظام لإجراء فحوصات دقيقة ثبت من خلالها أنه يعاني من انسداد في أحد شرايين العمود الفقري وأنه لا سبيل لشفائه من الأوجاع إلا بإجراء عملية جراحية طمأنه الطبيب مسبّقا على أنها مضمونة النتائج. في البداية تردد محدثنا خوفا من المضاعفات المحتملة ثم أذعن لنصيحة طبيبه وفي انتظار موعد العملية الذي سبقته بعض الأشعة انخرط محدثنا في الضمان الاجتماعي لاسترجاع نسبة معينة من تكلفة العملية الباهظة التي سيتم انجازها بإحدى المصحات الخاصة. وفي اليوم المتفق عليه توجه المتضرر إلى المصحة ودخلها على قدميه وفي اليوم الموالي أجريت عليه عملية جراحية على مدار تسع ساعات من الساعة الثانية بعد الزوال إلى الساعة الحادية عشرة ليلا وعندما زال مفعول التخدير أحس أن نصفه الأسفل لا يتحرك قائلا: «أحسست أن نصفي ميّت فجزعت للأمر وما زاد في فزعي أنني خضعت في اليوم الموالي إلى عملية ثانية دامت أربع ساعات فشلت بدورها واستفقت على نفس الحال غير أن الطبيب المباشر للعملية أكد لي نجاحها وأن الأمر ظرفي ولا يتجاوز ثلاثة أيام على أقصى تقدير سأستردّ إثرها عافيتي». لكن بمرور هذه المدة حاول المتضرر تمالك نفسه والنهوض من الفراش لكنه عجز عن ذلك تماما. وباستشارته للطبيب كرر له نفس التطمينات ومكث الرجل في المصحة عشرة أيام خضع خلالها إلى مراقبة طبية مستمرة ثم تم نقله إلى مصحة أخرى مختصة في العلاج الطبيعي ووعده الطبيب المشرف عليها أنه سيغادرها وهو في كامل صحته لكن النتائج المرجوة لم تتحقق وعاد إلى منزله وهو عاجز تماما بعد أن غادره منذ شهر وهو يمشي على قدميه. رحلة العلاج جعلت محدثنا يضطر دفاعا عن سلامته لبيع الأرض التي يملكها لمواجهة تكاليف العلاج الباهظة. وأملا منه مجددا في الشفاء خضع بمنزله لحصص من العلاج الطبيعي على حسابه الخاص لكن دون جدوى واتصل مجددا بطبيب آخر أمده برسالة ربط إلى أحد الأطباء بتونس المختصين في العلاج الطبيعي الذي بإطلاعه على الأشعة والملف الصحي أكد له أن العملية فاشلة بسبب خطإ طبي بدليل أن الأوجاع مازالت متواصلة وتم توجيهه إلى مستشفى القصاب حيث قبع به عشرين يوما ثم تحول إلى جبل الوسط لإجراء حصص علاج طبيعي مدة أربعة أشهر ونصف لكنها لم تثمر أية تحسينات تذكر وعاد إلى منزله وواصل حصص العلاج الطبيعي آملا في تحسن نسبي. سلسلة من القضايا أمام الضرر الفادح الذي أصاب محدثنا لجأ للقضاء في محاولة منه لإثبات حقه وقد رفع قضية جزائية على الطبيب المشرف على الحالة وقضية أخرى مدنية في جبر الضرر الحاصل له جراء هذه العملية ودخل في دوامة من النزاعات لم يتم الحسم فيها نهائيا بعد. وأمله أن يسترد عافيته وينجح في إثبات حقه وهو يتوجه بنداء ل«الكنام» كي يتدخل ويمكنه ولو بجزء بسيط مما تحمله ولا يزال يتحمله من مصاريف.