نجح الترجي الرياضي أمس في القيروان في تأكيد الإنتصار العريض الذي حققه منذ أسبوعين في الكاف وكسب ثلاث نقاط جديدة هامة وحاسمة دعمت حظوظه في التأهل إلى مرحلة البلاي أوف... النتيجة كانت تهم الترجيين في المقام الأول لتحقيق هدفهم وهو التنافس ضمن الأربعة الكبار على اللقب من جهة ولضمان أكثر راحة في عملهم مستقبلا وكذلك لكسب الثقة في النفس بالنسبة لفريق متجدد يسعى إلى وضع نقاط قوة مغايرة على التي كان يستمد منها عنفوانه لاجتياز عقبة منافسيه من جهة أخرى ... أبناء ماهر الكنزاري حققوا النتيجة المأمولة في تحول غير سهل بالمرة وفي ملعب عجزت فيه العديد من الفرق على الإنتصار لكن إضافة إلى ذلك وهذا هام جدا نجحوا أيضا في تأكيد النقلة النوعية التي ميزت آداءهم في لقاء الكاف ولم يسرقوا فوزهم في عاصمة الأغالبة بل كسبوا التفوق عن استحقاق وجدارة بعد سيطرة شبه مطلقة على الشبيبة وآداء طيب في العموم سواء على المستوى الجماعي من خلال نجاح في التدرج بالكرة وتوخي أسلوب التمريرات القصيرة وتنويع اللعب أو على المستوى الفردي وبروز بعض اللاعبين في الخط الخلفي وفي الهجوم. «الجويني» و«البلايلي»: القوة الهجومية الجديدة من مباراة إلى أخرى تتأكد إضافة الثنائي هيثم الجويني ويوسف البلايلي على المستوى الهجومي وبدأ يتأكد أنهما أضحيا يمثلان القوة الضاربة الجديدة لفريق باب سويقة وهما يحملان كل الأعباء الهجومية من خلال المساهمة الفعالة في انتصارات الأحمر الأصفر سواء من خلال خلق فرص التهديف أو النجاعة وهما أيضا عنصران حاسمان في تحسين الآداء الهجومي للأحمر والأصفر والإرتقاء به إلى المستوى الذي يليق بحجم الفريق ويلبي طموحات جميع أطرافه... الإيجابي في ذلك هو أن البلايلي لم يقفل بعد 21 سنة في حين لم يبلغ الجويني بعد 20 سنة وهذا يدل على قوة شخصية الشابين لأن مسؤولية قيادة هجوم الترجي الرياضي ليست سهلة بالمرة وليست في مقدور اللاعبين العاديين بل هي تفرض طينة خاصة جدا وقد أكد اللاعبان أنهما ينتميان لها ويعد صغر سن كل منهما عنصرا لمزيد التألق مستقبلا وتقديم إضافة أكبر للفريق. «الذوادي»: الصفقة الرابحة بامتياز على المستوى الفردي أيضا نسوق ملاحظة امتياز للمدافع شمس الدين الذوادي الذي يؤكد من مباراة إلى أخرى أنه فعلا الصفقة الرابحة رقم واحد في الإنتدابات الأخيرة التي قام بها الترجي الرياضي... هذا المدافع يملك فعلا كل مقومات المدافع العصري القادر على تأمين الجانب الدفاعي في المقام الأول بفضل مؤهلاته البدنية الهائلة ثم الإضطلاع بعملية تصعيد الكرة وبناء الهجمة من الوراء نظرا لما يتمتع به من إمكانيات فنية نادرا ما تتوفر لدى المدافعين المحوريين وهذه هي الميزة الأساسية في شمس الدين الذوادي... صحيح أن هناك بعض النقاط التي يجب أن تتحسن في هذا المدافع على مستوى التمركز في الكرات الثابتة والمحاصرة وقراءة توقيت الكرة لكن كل المؤشرات الأولى تفيد بأن الذوادي سيكون قريبا ركيزة أساسية في الخط الخلفي للأحمر والأصفر لأن اللاعب الذي يتمكن من فرض نفسه منذ أولى المقابلات في مراكز حساسة في فريق كبير مثل الترجي الرياضي سيكون له بلا شك شأن كبير في المستقبل وهذا ما هو مأمول من شمس الدين الذوادي. فوز هام للمعنويات قبل أسبوع من انطلاق المغامرة الإفريقية إضافة إلى أهميته على مستوى الترتيب وحظوظ كسب ورقة العبور إلى مرحلة البلاي أوف فإن الإنتصار الذي عاد به الترجي الرياضي أمس الأول من عاصمة الأغالبة له انعكاسات معنوية إيجابية على مستوى دخول الفريق غمار كأس رابطة الأبطال الإفريقية والمواجهة الصعبة التي تنتظر ماهر الكنزاري ومجموعته الأحد القادم في العاصمة الأنغولية لواندا أمام فريق غرة أوت في ذهاب الدور الأول ... عناصر مثل الثقة في النفس والمعنويات المرتفعة لها قيمة كبيرة لضمان انطلاقة إيجابية في المسابقات القارية وهنا يكمن الشطر الثاني من أهمية الفوز على الشبيبة السبت المنقضي فالترجي الرياضي اطمأن نسبيا على تحقيق الهدف الأول على المستوى المحلي ونعني هنا التأهل إلى البلاي أوف وهذا ما يسمح له بالتركيز الكامل على انطلاقته القارية التي يجب أن تكون في مستوى فريق بلغ الدور التهائي لأمجد الكؤوس الإفريقية في ثلاث مرات متتالية توج في واحدة منها باللقب الغالي. لأول مرة الشباك عذراء ... ولكن مباراة القيروان كانت الأولى للترجي الرياضي في مرحلة الإياب التي نجح في الخروج منها بشباك عذراء وهذا ما يسجل نوعا من الإرتياح على مستوى المنظومة الدفاعية للفريق إذ من المهم أن يستعيد الخط الخلفي للأحمر والأصفر صلابته ومناعته ويصبح من الصعب مغالطته... هذا من جهة لكن في المقابل فإن نجاح الترجي الرياضي في الخروج بانتصار نظيف في القيروان لا يحجب النقائص الدفاعية والأخطاء على مستويات عديدة تتعلق بالأساس بعملية الإنتقال السريع من الناحية الهجومية إلى الناحية الدفاعية ودون فقدان التوازن ونتحدث هنا على المنظومة الدفاعية ككل للفريق ولا على الخط الخلفي فحسب لأن غياب التوازن يحدث الثغرات ويمكّن المنافس من إحداث الخطر وقد كانت الشبيبة قريبة من افتتاح النتيجة لولا العارضة في الشوط الأول ... هناك أيضا عمل كبير ينتظر دفاع الترجي الرياضي على مستوى المحاصرة خصوصا في الكرات الثابتة التي أصبحت مؤخرا تمثل مشكلا كبيرا وتشكل خطرا على بن شريفية... صحيح أن اللحمة التي بصدد ماهر الكنزاري وضعها بين اللاعبين الجدد والقدامى في الخط الخلفي ستمنح الإضافة وستقضي على بعض السلبيات لكن لا يجب أن تغالط مباراة القيروان الترجيين في خصوص المنطومة الدفاعية ككل والتي تتطلب بالفعل تحسينات كبيرة للإرتقاء إلى المستوى المطلوب دفاعيا في فريق في حجم الترجي الرياضي. إضافة «آفول» غائبة نعود إلى الجانب الفردي في خصوص مردود اللاعبين لكن من الناحية السلبية هذه المرة لنشير إلى أن مردود هاريسون آفول لا يرتقي للدرجة المطلوبة من لاعب أجنبي يكلف الفريق الكثير من العملة الصعبة ومن المفروض أن يكون مستواه أفضل من المحليين ويبدو أن الدولي الغاني الذي تميز بالتأخير في الإلتحاق بالمجموعة مؤخرا لم يعد قادرا على إضافة شيء للترجي الرياضي وأصبح منذ فترة لاعبا عاديا جدا دون فائدة تذكر وقد حان الوقت فعلا في التفكير في منح الفرصة للاعب أجنبي آخر يضطلع بالمكان القانوني الثالث في التشكيلة إلى جانب الجزائريين عنتر يحيى ويوسف البلايلي... الترجيون يتحدثون عن قدرة آفول على اللعب في العديد من المراكز وبالتالي إعطاء حلول للإطار الفني وهذا ما يرونه نقاط قوة هذا اللاعب لكن ما الفائدة من جوكير دون إضافة وبمردود متوسط لا يرتقي إلى الإنتظارات... يبدو أن الوقت قد حان ليراجع الترجيون اختيارات الثلاثي الأجنبي المثالي في التشكيلة بحثا عن الإضافة المطلوبة التي يمكن أن تمثل نقطة قوة أخرى للفريق وهذا ما يعجز آفول عن تقديمه حاليا.