مع تقدم الايام وتواصل العملية العسكرية الجارية بالشعانبي لتعقب المجموعة الارهابية المتخفية فيه استطاعت القوات الخاصة للجيش الوطني اقتحام عدة مخابئ للمسلحين وتدميرها وتفجير المخيمات التي كانت تقيم بها والتي بلغ عددها حسب مصادر مطلعة اكثر من 10 اماكن مخصصة للتخييم والتدريب وبدأت الفرق المختصة في مواجهة الارهاب بالقيام بعمليات انزال في الاماكن الوعرة والاودية السحيقة والكهوف والتضاريس الصعبة بالاستعانة بمروحيات مقاتلة للاسناد والتغطية لكن دون الوصول الى اي اثر للمسلحين الذين اتضح كأنّ «الارض انشقت وابتلعتهم» كما يقال وهو ما فرض المرور الى طرق جديدة في التمشيط عن طريق استعمال النيران والتفجير عن بعد لعديد الجوانب من الجبل التي يعتقد انها المعاقل الرئيسية للمسلحين بأوامر واضحة وهي القضاء عليهم عند اول ظهور او اكتشاف لهم وليس محاصرتهم لالقاء القبض عليهم.. تطويق كامل الجبل ونظرا للسرية المطلقة التي تسير بها العمليات داخل عمق الجبل وتقدم وحدات الجيش والحرس الى مرتفعاته الوعرة فإن الاوضاع في محيط الجبل تتميز بالتطويق الكامل لجميع مداخله بما في ذلك الاودية التي تشقه لرصد اي تحرك في اتجاهه او الخروج منه لاطراف قد تقدم الدعم اللوجستي للارهابيين ومدهم بالمؤونة بعد ان تركوا منطقيا كل ما لديهم من مواد غذائية في الاماكن التي كانوا يتحصنون بها.. بدون مواجهات وخلافا لما تردد حول تبادل لاطلاق النار بين وحدات الجيش المتقدمة والارهابيين او محاصرتهم في مكان محدد للايقاع بهم فإن هدف المخطط الذي تم اعداده من القيادات العسكرية والامنية هو القضاء عليهم وعدم التردد في قتلهم بما ان هوياتهم معروفة لدى السلطات المختصة وسبق ان صدرت في شأن الكثيرين منهم مناشير تفتيش.. وبالتالي وحسب مصادر قريبة من منطقة العمليات فإنه الى حد ساعة متأخرة من يوم امس لم يسمع في الجبل اي صوت لاطلاق النار. مزيد من الوقت المساحة الكبيرة لجبل الشعانبي التي تقارب 100 كلم مربع اغلبها غابات كثيفة من الصنوبر الحلبي وبقيتها تضاريس وعرة كلها وهاد واودية سحيقة وكهوف ومغارات تعد بالمئات تجعل من عمليات التمشيط في حاجة الى وقت كبير للوصول الى كل مناطقه خصوصا مع امكانية تواجد ألغام اخرى زرعتها المجموعة الارهابية لتعطيل اقتفاء أثرها وحماية انسحابها وبالتالي وبعد 5 ايام لم يعثر فيها على اي عنصر مسلح رغم التواجد المكثف للجيش والحرس الوطنيين كميا ونوعيا ويبدو ان ساعة المواجهة قد تتأجل ليوم أو ايام اخرى.