تعتبر شواطئ مدينة هرقلة من أكثر الشواطئ التونسية تضررا من ظاهرة الانجراف البحري جرّاء عدة عوامل أبرزها الزحف العمراني.. وقد بلغت مرحلة الانجراف البحري حد اطلاق صيحة فزع بيئية خوفا من تفاقم الظاهرة وخشية من إلتهام البحر مساحات إضافية من اليابسة. وحسب ما جاء في الدراسة المعدة في الغرض فإن أهم الضغوطات المسلطة على الشريط الساحلي حاليا هي كثرة البناءات المتاخمة للشواطئ أو على الكثبان الرملية ووجود منشآت بحرية أثرت على الحركية البحرية ومنعت وصول الرسوبيات الى الشواطئ وكذلك تدهور الغطاء النباتي البحري الذي يلعب دورا هاما في الحد من تأثير الامواج والتيارات البحرية على الشواطئ إضافة الى تنامي قوة وتواتر العواصف جراء التغيرات المناخية.. وللحد من الانجراف البحري الذي أخذ في التفاقم بشكل لافت محدثا تآكلا كبيرا على مستوى عديد الاجزاء من الشاطئ بمدينة هرقلة من ولاية سوسة، أدى أول أمس وفد من وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وممثلون عن أحد مكاتب الدراسات زيارة ميدانية الى مختلف شواطئ مدينة «سيدي بومنديل» وقع خلالها رصد العوامل المتسببة في هذه الظاهرة ومعرفة الخصوصيات البيئية للمناطق المهددة (شاطئ العين والفالاز) وإجراء دراسات في الغرض والنظر في كيفية القيام بأشغال الاستصلاح بالتقنيات اللينة على غرار استصلاح الكثبان الرملية والتغذية برمال البحر والصيانة الدورية. كما عبر أفراد وفد وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي عن ضرورة مراجعة ما تتطلبه عملية الاستصلاح من تركيز حواجز صخرية للحماية وتشييدها في البحر. كما بين ممثلو الوكالة أن طريقة الاستصلاح التي تتطلبها بعض المناطق على مستوى بعض أجزاء شاطئ مدينة هرقلة تختلف باختلاف درجة التهديد بالانجراف البحري حيث تحتاج بعض المناطق الى حواجز وأخرى وكاسرات أمواج أو تغذية بالرمال أو غيرها مع التأكيد على مراعاة عدم المساس بالمنظومة البيئية البحرية.