انطلقت صباح اليوم بمدينة سوسة الدورة الأولى للندوة الوطنية للجبهة الشعبية والتي تنتظم أيام 1 و2 جوان بمدينة سوسة تحت شعار "الوفاء للشهيد شكري بلعيد". وقد اشرف على افتتاح هذه الندوة مجلس الأمناء حيث بعد كلمة مقتضبة ومقتصرة للسيد محمد البراهمي الأمين العام لحركة الشعب والقيادي بالجبهة الشعبية والذي سألناه قبل انطلاق مداخلته عن مدى جدية انضمام حركته للجبهة الشعبية خاصة وان تضاربا وتباينا في وجهات النظر تداولته العديد من وسائل الإعلام فأكد "أن خيار التحالف مع الجبهة الشعبية هو خيار لا رجعة فيه وان بيان 9 أفريل الفارط هو بيان نهائي ويعكس خيار القيادات بالحركة في توجه التحالف مع بقية الأحزاب المكونة للجبهة الشعبية..." مداخلة عضو المجلس الوطني التأسيسي مهدت لكلمة الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي والتي كانت مطولة وتناولت العديد من الجوانب المتعلقة بالمؤتمر وبمستقبل الحركة. مواصلة النضال على درب شكري بلعيد: مستهل مداخلة حمة الهمامي كان بالتركيز على الشعار الذي وقع الاختيار عليه لهذه الندوة الوطنية و قال :" مجهودات ونضالات الشهيد كانت كبيرة ومتواصلة من اجل بناء الجبهة الشعبية ولذلك فإن غيابه اليوم يحس به كل مناضل داخل الجبهة وهو بدوره دافع من اجل مواصلة النضال وفاء لروحه ولمبادئه". وقد اجج ذكر اسم شكري بلعيد القاعة بالهتاف "ثوار ... ثوار... والجبهة الشعبية ستكمل المسار..." هكذا ردد أنصار الشعبية في غياب أرملة شكري بلعيد السيدة بسمة الخلفاوي التي سأل عنها الكثيرون دون ان يقع الاجابة عن هذا السؤال بصفة قطعية حيث قيل ان مرض أحد بناتها هو الذي أخرها عن الحضور ... وقد تلتحق فيما بعد بالندوة. حمة الهمامي أكد بنفسه وفي تصريح للتونسية "أن بسمة بلعيد ليست أرملة الشهيد فحسب ... بل هي قيادية ولها مكانها الريادي في الجبهة الشعبية..." الثورة التونسية مهددة بالفشل: الناطق الرسمي للجبهة الشعبية واصل حديثه فيما بعد وتطرق إلى الظروف التي تنعقد فيها الندوة الوطنية لحزبه حيث اكد "أن تونس تمر حاليا بوضع خطير وخطير جدا وقاسي على الشعب التونسي ..." قبل ان يضيف ّ"أن الثورة أصبحت أكثر من أي وقت مضى مهددة بالفشل... بل تكاد تفشل لأن القوى الرجعية هي بصدد الالتفاف عليها..." ثم تسائل "أين نحن من أهداف الثورة التي أنجزها الشعب التونسي فالحرية أضحت مهددة من طرف القوى الرجعية وفي مقدمتها القوى الظلامية بدعم وتاييد من اجهزة الدولة وروابط حماية الثورة والجماعات السلفية ذات التركيبة الاجرامية ..." حمة الهمامي واصل تحليله بالقول "أن انتهاك الحرية يتم أيضا بواسطة المحاكمات حيث أن العديد من المناضلين الذين شاركوا في الثورة يقبعون اليوم قي مناطق عدة من الجمهورية في السجون ويحاكمون بتهم ملفقة وغير مفهومة..." الهمامي تسأل كذلك "أين الدستور؟ أين الانتخابات أين استحقاقات الثورة...أين استقلال القضاء أين استقلال الإعلام ..." قبل ان يؤكدا "أن القوى الرجعية لا تريد الديمقراطية لهذا البلد" مضيفا " أن الشعب ثار من اجل العدالة الاجتماعية لكن البلاد اليوم تباع ..." مستدركا " هؤلاء يريدون فسح المجال للشركات الأجنبية بالانتصاب في تونس بدون رقابة وهو ما يوحي بعودة الاستعمار ويهدد سيادة هذا البلد..." الهمامي واصل تحليله بالقول ان أطرافا متنفذة ورجعية انضافت لها قوى اخرى مازالت تدافع بشراسة عن مصالحها ونفوذها ضد أهداف الثورة ومقاصدها هذا فضلا عن غياب الكفاءة عمن يسيرون البلاد حاليا حيث قال الهمامي "هم عاجزون حتى على تسيير إدارة صغيرة..." هناك حملة ممنهجة لتشويه الجبهة الشعبية: في هذا السياق قال الهمامي "ان هناك أطراف تسعى لتشويه الجبهة الشعبية بترويج الأكاذيب وبتشويه القيادات الأموات والأحياء منهم وبالقول ان الجبهة الشعبية ليست لها برنامج حكم وغير قادرة على الإمساك بالسلطة ..." وهذه الدفوعات اعتبرها الهمامي تتم بطريقة مدروسة وممنهجة لاستهداف الحركة حيث اتهم صراحة اطراف سياسية بالسعي إلى ذلك قبل ان يضيف "ولقد بلغ إلى مسامعنا ان احد الأحزاب الحاكمة ينظم ندوة في مكان غير بعيد عن مدينة سوسة من اجل تكوين عدد من الشباب من مختلف الولايات لتكريسهم للتهجم على الجبهة الشعبية في مهمة مدفوعة الأجر..." وقد نبه حمة الهمامي من خطورة هذه الممارسة على الديمقراطية وعلى تحقيق أهداف الثورة قبل أن يؤكد أن الجبهة جاهزة للحكم وجاهزة للقيادة من خلال برامجها التي من المنتظر ان تقع المصادقة عليها خلال هذه الندوة شأنها شان القانون الداخلي والهيكلة العامة على المستوى الوطني والجهوي والمحلي والتي هي الورقة الأساسية للفصل الأول من الندوة المستمرة كامل نهار اليوم من خلال اشغال العديد من الورشات.