ليس امرا جديدا ان نقول ان الصفاقسية يدركون ان مدينتهم عانت الكثير من التجاهل والاهمال من انظمة البلاد السابقة مما اثر على مختلف جوانب الحياة فيها وتدني مستوى الخدمات في مدينة تعد الثانية بعد تونس العاصمة وهي التي كانت في زمن سابق تعتبر المدينة الاقتصادية الاولى للبلاد وليس جديدا ان نقول ايضا ان النادي الصفاقسي لم يسلم بدوره من التهميش المركزي وهو الفريق الاشهر للمدينة كما انه الفريق الذي جلب عديد الالقاب العربية والقارية لتونس وتألق في المحافل الدولية وتشريفه للكرة التونسية لا يخفى على كل صاحب بصر وبصيرة . ومع كل ذلك فان هذا الفريق العريق الذي يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة كان افضل تعبير عن حجمها الحقيقية في نوفمبر 2006 بمناسبة نهائي رابطة الابطال الافريقية مع الاهلي المصري ... يومها امتلات مدرجات الملعب الاولمبي برادس عن اخرها بانصار الفريق وملعب رادس يستوعب 60 الف متفرج ... حصل ذلك رغم ان مثل هذا العدد واكثر من الانصار لهث وبكى الحظ العاثر لعدم الحصول على تذكرة للدخول حينها وبلا مبالغة لو كان مسرح المباراة ملعب الماراكانا الشهير بالبرازيل لغص وقتها بانصار النادي الصفاقسي دون سواهم ولا يمكن لأحد أن ينكر هذه الحقيقة وان يعتبرنا مبالغين واسألوا الطريق السيارة صفاقستونس وساحات صفاقس والعاصمة ايضا لتؤكد ذلك . اذن ومع كل الانجازات التي حققها النادي الصفاقسي فانه لا يتوفر له سوى ملعب صغير لا يستجيب بالمرة من حيث طاقة الاستيعاب لاحتياجاته والغريب انه في وقت شهدت فيه عديد ملاعب الجمهورية توسيعا في طاقة الاستيعاب ومنها اولمبي سوسة وملاعب بنزرت وحمام الانف وقفصة وباجة والمرسى وغيرها فان ملعب الطيب المهيري شهد تقليصا في عدد المتفرجين به باعتبار تركيز كراسي فيه جعلت العدد من حيث طاقة الاستيعاب لا يتعدى 10 الاف متفرج ولا تسمح السلطات الامنية بدخول هذا العدد ولما دخلت كرتنا طور الاحتراف ازدادت الاعباء المالية على الاندية وكان العبء اكبر على النادي الصفاقسي بسبب طاقة استيعاب ملعبه المحدودة اذ ان مجموع ما يمكن ان يغنمه طيلة الموسم كعائدات مباريات لا يكاد يصل الى ما يمكن ان يغنمه فريق باب الجديد او باب سويقة على سبيل المثال في مباراة واحدة فقط يحتضنها الملعب الاولمبي برادس. في سنتي 2003 و2004 اغلق ملعب الطيب المهيري لأعداده لنهائيات كاس امم افريقيا 2004 فاضطر الفريق الى ان يلعب عدة مقابلات حاسمة في اطار دوري ابطال العرب خارج القواعد حتى وهو المضيف كما استقبل عددا من الاندية في البطولة الوطنية بملعب 2 مارس الذي لا تصل طاقة استيعابه الى الف متفرج واستقبل النجم الساحلي موسم 2002 - 2003 في اولمبي رادس ولا يمكن لاحد ان يجادل في القاعدة الجماهيرية العريضة للنادي الصفاقسي وهو الذي تمكن يوم 11 نوفمبر 2006 من ان يملأ جميع مدرجات اولمبي رادس بانصاره فقط بمناسبة نهائي رابطة الابطال الافريقية ضدّ الاهلي المصري . ومنذ زمن طويل يعيش ابناء صفاقس على وعود زائفة لم تر النور بخصوص انجاز مدينة رياضية بعاصمة الجنوب وهي كما يرى الانصار وابناء الجهة مجرد وعود جوفاء كما ان الدولة لم تقم ولو بخطوة اولية من اجل توسيع طاقة استيعاب ملعب الطيب المهيري في انتظار انجاز المدينة الرياضية وذلك ببناء طابق ثان للمهيري والعملية ممكنة جدا كخطوة اولى وعلى مدى قصير جدا ايضا حيث تم بداية سنة 1997 انجاز دراسة مكتملة ببناء طابق علوي وتلك الدراسة التي تمت باشراف البلدية حينها تمت المصادقة عليها من طرف مكتب المراقبة المعين ومن اوجه هذه الدراسة ان المدارج الحالية وهي بارتفاع 7 امتار فانها ستصبح بعد انجاز طابق ثان بارتفاع 20 مترا وهو ما يرفع طاقة استيعاب ملعب الطيب المهيري الى 25 الف متفرج تقريبا بما يمنح الملعب جمالية اكبر ومن مردودية اقتصادية فضلا عن تحسن زوايا التصوير التلفزيوني . وبخصوص المدينة الرياضية فان هذا المشروع سبق تقديمه قبل عدة سنوات بمناسبة زيارة لجنة التحقيق والتفتيش التابعة للفيفا بلادنا بعد ان تقدمت بطلب مشترك مع ليبيا لتنظيم كاس العالم 2010 وقد قام المهندس المعماري غازي المهيري بانجاز تصميم للملعب الجديد لصفاقس ضمن مدينة رياضية مكتملة لكن لا شيء تحقق على ارض الواقع رغم ان قطعة الارض المهيئة لذلك معلومة منذ عديد السنوات وهي التي وضع لها غازي المهيري التصميمات. وفي كل مرة كان ينتهي الحديث عن مشروع المدينة الرياضية بصفاقس بمجرد مرور حدث هام او مناسبة ما كمباراة نهائي رابطة الابطال الافريقية لينسى المسؤولون الوطنيون والجهويون حكاية المشروع ولا يتذكرونها إلا عند حلول مناسبة اخرى وللاستهلاك الاعلامي لا غير. ومرة اخرى يدفع الاحباء ثمنا باهظا لهذا التجاهل والحرمان للجهة من حق شرعي في ملعب محترم بطاقة استيعاب تليق بالنادي الصفاقسي وقد كانت مباراة الجولة الاخيرة للبلاي اوف بين الابيض والاسود والنادي الافريقي تاكيدا جديدا على معاناة الانصار وهم الذين لهثوا من اجل الحصول على تذكرة دخول واستحال عليهم ذلك رغم انه حق مشروع وبقي معظم الانصار في حالة حزن واحباط كبيرين وهم الذين اجبروا على ان يتابعوا تتويج النادي الصفاقسي بالبطولة الثامنة من امام شاشات التلفزة وليس من مدرجات الملعب الذي يحتاج الان وبشكل عاجل جدا الى اعادة توسيع مساحة ارضية اللعب واعادة تركيز عشب جديد حتى لا يبقى عائقا دون تطوير اللعبة وتطوير مستوى النادي الصفاقسي مثلما يحتاج الان الى تنفيذ الدراسة الجاهزة المتعلقة ببناء طابق علوي له والامر ممكن والدراسات والمصادقة عليها موجودة منذ 1997 كما اسلفنا الذكر فهل هناك من مستمع او مجيب ؟