هي في ظاهرها ذات بعد تربوي واجتماعي وفي باطنها ذات توهّج سياسي بكل المقاييس باعتبار أن امتحانات الباكالوريا كحدث هام ومتوهج يتم تحت اشراف وزارة التربية بأبعادها البيداغوجية والبشرية والمادية واللوجستية... ومنها تتخذ بعدا سياسيا حيث توضع وزارة التربية على محك الاختبار من قبل المجتمع المدني وهي في آخر المطاف المسؤولة الأولى وبشكل مباشر عن سير هذا الامتحان الوطني من بدايته الى نهايته وفي جل الحالات تحسم نتائج النجاح مدى توفق وزير التربية وطاقمه الاداري في إنجاح هذا الامتحان.... اذ يكفي خلل ولو من الحجم الخفيف في أي معهد من معاهد البلاد التونسية وخلال احدى مواد الاختبار حتى يجد وزير التربية نفسه في دكة «الاتهام» على غرار ما حدث في دورة السنة الماضية جوان 2012 لما وقع ما عطل سير الاختبارات لمدة يومين كاملين ومع القرار أشر المجتمع المدني الى فشل وزير التربية «عبد اللطيف عبيد» وكان من أكبر العوامل التي دفعت نحو تغييره. وإلى غاية اليوم الأخير سارت اختبارات الباكالوريا دورة جوان 2013 على أحسن ما يرام، وذلك من خلال التحقيقات التي أجرتها «التونسية» ميدانيا على وقع الحدث الى جانب ما بثته القنوات التلفزية من حوارات وتحقيقات شاهدة أمام المعاهد الثانوية، حتى ندرك أن وزير التربية «سالم لبيض» اجتاز بسلام مرحلة هامة من هذا الامتحان الوطني. ورغم الاشاعات التي أطلقها أصحاب النفوس المريضة ممن تعودوا على الاصطياد في الماء العكر بهدف وضع العصا في العجلة فقد تواصلت الاختبارات في شكلها التقييمي بعد أن أعربت جميع الأطراف وخاصة الأساتذة والتلاميذ عن أن المواضيع المطروحة هي بكل المقاييس اختبارات باكالوريا موجهة لكل تلميذ أولى الامتحان حقه فراجع وذاكر وركز ولم يهدأ إطلاقا من باب أن العمل هو بوابة النجاح... كما أن العائلات وقفت سدا أمام هذه الخزعبلات التي أتاها أشخاص لا يملكون المسؤولية والوعي الحضاري للتفاعل مع نجاحات المجتمع ولكنهم خابوا... لندرك جيدا أن دورة الباكالوريا جوان 2013 حققت غاياتها في انتظار التفاعل مع برنامج ثري عنوانه إصلاح التعليم... ومعه التوق بشهادة الباكالوريا حتى تشع محليا وعالميا... والجميع في انتظار اللحظة الصفر... لحظة الحسم يوم يخرج وزير التربية على الجميع في ندوة صحفية مثلما جرت العادة ليقدم بالأرقام والمعايير والمؤشرات والعناوين ملف امتحان الباكالوريا حتى نحسم مدى نجاح وزارته في احدى أكبر الأحداث التي تهز المجتمع التونسي... وقتها سيشير الجميع الى وزير التربية بالبنان ليعبروا عن نجاحه أو فشله.