بعد عمل ماراطوني دام قرابة السنتين وتحت شعار «مستقبل بلادنا في تعليم أولادنا»، نظمت أمس جمعية «همزة وصل» ندوة صحفية لتسليط الضوء على تقريرها النهائي الخاص بتنفيذها لمشاريع ضخمة ذات تأثير ملموس على التنمية الجهوية والمحلية بحضور عدد من الجمعيات وأطراف من المجتمع المدني وممثلين عن قطاع التربية. وأكدت نائلة عطية، رئيسة جمعية «همزة وصل تونس» أن جمعيتهم هي نموذج للحراك الذي ساد المجتمع المدني إبان ثورة 14 جانفي وأن أعضاءها يحملون بذرة تطوع قادتهم الى تأسيس هذه الجمعية ثم قرروا بعدها الشروع في ماراطون اتصالي جعلوا عنوانه «إليك يا مدرستي» على حد تعبيرها. وأشارت نائلة عطية الى أن جمعيتهم تهدف الى تنظيم تظاهرات أو أنشطة باستعمال كافة وسائل الاتصال لتدعيم مشاريع تهدف الى تحسين ظروف عيش المواطن التونسي، على حد قولها. وأضافت : «نريد تأمين دورات تكوينية للجمعيات التونسية في مجالات بعث وتنمية المشاريع وتقنيات جمع الدعم المادي وكيفية التصرف فيه اضافة الى المساهمة في تشبيك وتنشيط، وتفعيل شبكات جمعياتية تونسية وقمت صحبة 10 أعضاء بتأسيس هذه الجمعية في ماي 2011 ثم التحق بنا بعدها اكثر من 400 متطوع وعدد كبير من الشركاء الممولين والتقنيين من القطاعين العمومي والخاص ومن المجتمع المدني، وقد تمكنا خلال يومين من جمع 817٫500٫085 دينارا تونسيا تأتت من 40 ألف متبرع. حملة مدروسة وممنهجة وقامت رئيسة الجمعية باستعراض أبرز مراحل التأسيس التي مرت بها حملة «مدرستي» مشيرة الى أن المرحلة الأولى تمثلت في العمل على تحسيس الشركاء وتأمين الإعلام، مشيرة الى أن «البنك الفلاحي» و «البريد التونسي» و «تونيزيانا» عملت على توفير كل الظروف الملائمة لجمع الموارد في كنف الشفافية والنجاعة. مضيفة: «لقد عملنا على الحصول على انخراط أكثر ما يمكن من الجمعيات لإنشاء شبكة جمعياتية تشاركية اتخذت شكل اتفاقية ومعاهدة أخلاقية تجمع 33 جمعية ثم انطلقنا بعدها في حملاتنا وومضاتنا الإشهارية وقد كانت ندوة 27 جوان 2011 بمثابة إشارة انطلاق جمع التبرعات الذي يتواصل الى حدود 5 جويلية. وأنشأ كل من البريد والبنك الوطني الفلاحي حسابا جاريا من أجل التبرعات لكن تبرعات العاملين في البنك الوطني الفلاحي كانت استثنائية حيث لم يكتف الموظفون بالعمل ليلا دون مقابل فقط، بل بادروا كذلك بإهداء حملة «مدرستي» أيام عطلهم المستحقة وقاموا بالتنازل عنها في حين حوّلها البنك الى سيولة». وحول ما حققته «همزة وصل» من انجازات بينت رئيسة الجمعية أنه كان من المستحيل الاستجابة لكل الطلبات نظرا لمبلغ التبرعات المجمع وهو ما دفعهم حسب قولها الى تكوين لجنة لاختيار المشاريع حسب مقاييس مضبوطة سلفا وأنه تم انجاز 20 مشروعا بشمال الجمهورية و20 بالوسط و15 مشروعا بالجنوب كما تحصلت ولاية القصرين على نصيب الأسد من عدد المشاريع (14 مشروعا) على حد تعبيرها. العزيمة ساعدتنا أما يسر الرياحي عضو بجمعية «همزة وصل» فقد شددت على ضرورة التمسك بالأمل وبالعزيمة اللذين مكنا جميع الأطراف الفاعلة في هذا المشروع من مزيد العطاء حتى يرسموا البسمة على وجوه أطفال أبرياء. أما مادلين بارجي بن ناصر أمينة مال مساعدة فقد تحدثت عن الدور الذي لعبه الشباب في بناء أحلام العديد من التونسيين الذين لم يتسنّ لهم الحصول على تعليم ابتدائي في ظروف طبيعية قائلة: «رئيسة الجمعية كانت «ساحرة» مكنت فريقا ممن يحركهم المد التضامني من إعادة البسمة الى آلاف الأطفال». جمعيات على الخط وشكّل اللقاء فرصة أمام ممثلي الجمعيات المنخرطة في مشروع «مدرستي» للتعبير عن مدى ايجابية وفاعلية هذا المشروع، وقد أكد أحمد عزيب وهو موظف بالبنك الفلاحي ورئيس جمعية بولاية بنزرت أن ما قدمه موظفو البنك من تطوعات كفيل بأن يجعل آلاف التونسيين يتبرعون من أجل الأخذ بيد الآلاف من الأطفال. أما ابتسام بلاغة رئيسة «جمعية المختار» فقد دعت الجميع الى المساعدة لأن الأطفال في الأرياف في حاجة الى أمل، وأنهم حسب تعبيرها يمثلون مستقبل تونس وأضافت: «مازال أمامنا الكثير ووجب أن نرفع شعارا مهما وأن نعمل جميعا من أجل تطبيقه ألا وهو «مدرسة للجميع» حتى نبني معا أجيالا». وزارة التربية في الموعد هذا وقد حضر اللقاء السيد لطفي سينان، ممثل عن الادارة العامة للبناءات والتجهيز بوزارة التربية الذي أكد ل «التونسية» أن الوزارة المعنية منفتحة على المجتمع المدني وأنها قد سخرت جميع امكانياتها لتسهيل مسألة اندماج الجمعيات في مشاريع الوزارة على حد قوله، وتابع حديثه قائلا: «يقوم مستشار ديوان الوزير باستقبال ممثلي الجمعيات وبتلقي مطالبهم، ثم نقوم بعد ذلك بامضاء اتفاقية تشاركية في إطار المشروع المزمع انشاؤه وتتكفل الوزارة بدفع قسط منه في حين تتولى الجمعية دفع القسط المتبقي حسب ما يتوفر لها من امكانيات». وحول مشروع «مدرستي» قال سينان أنه «مميز» وذو طابع خصوصي على حد تعبيره وأضاف: «أنا عضو في لجنة مراقبة المشاريع التي أنجزتها «مدرستي» في كنف الحرفية والمهنية، زد على ذلك فقد عملت جمعية «همزة وصل» صحبة الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة على مد 14 مدرسة بالتيار الكهربائي، وهي المدارس الوحيدة من مجموع 4527 مدرسة تفتقر للكهرباء». أما جعفر ختاش رئيس مدير عام البنك الوطني الفلاحي فقد حدثنا قائلا: «لقد آمنا بهذه المبادرة وموظفو البنك التفوا حول الموضوع وجمعنا مبالغ هامة في وقت قياسي، واذا حضرت العزيمة لدى الجميع فسنحقق خطى عملاقة في تحسين وترميم المدارس وبالتالي اعادة الابتسامة للآلاف من الأطفال».