في اليوم الثاني من العمليات العسكرية المدعمة من قوات الامن الداخلي الجارية بجبل الشعانبي لاجتثاث الارهاب منه سجلنا امس السبت تواصل الطلعات الجوية لطائرات « آف 5» القتالية منذ الساعات الاولى للفجر تركزت على الناحية الخلفية من الجبل المطلة على سهول فوسانة في محيط المنطقة التي ظهر فيها المسلحون ليلة اول امس واشتبكوا مع وحدة عسكرية .. وكذلك في منطقة «التلة» بأعالي وسط الشعانبي في ضربات دقيقة لمواقع معينة بعيدا عن المساكن المتفرقة المتواجدة هناك ومحطة الارسال الاذاعي والتلفزي مدعمة بمروحيات قتالية تتولى بين الطلعات تمشيط المناطق المستهدفة برشاشاتها. قصف مدفعي مكثف لم تهدأ المدفعية الثقيلة المنتصبة أسفل الشعانبي من ناحيتيه الشمالية والشرقية الجنوبية عن دك اهدافها حتى في الليل وقد عادت منذ ما قبل غروب اول امس لقصف حممها النارية وقذائفها على مناطق عديدة من الجبل مخلفة عددا هاما من الحرائق المتفرقة وذلك الى حدود ظهر الامس. وقد وصلت امس اعداد اضافية من قطع المدفعية اخذت مواقعها لتعزيز الطواقم الموجودة كما علمنا ان 7 مدرعات تابعة للحرس الوطني دعمت امس الوحدات المدرعة بمحيط الجبل. تكامل بين الجيوش الثلاثة الحرب على الارهاب الجارية منذ فجر اول امس في الشعانبي تشارك فيها وحدات قتالية من جيوش الجو والبر والبحر ( الفرقة الخاصة لمشاة البحرية المعروفة بالمارينز) في تكامل بينها كل واحدة تقوم بتنفيذ الجزء المطلوب منها في العملية الكبرى التي انطلق تنفيذها من قصف جوي بالطائرات المقاتلة الى الضرب بالمدافع الثقيلة وتوغل للمدرعات وفرق المشاة واقتحام أوكار الارهابيين من طرف القوات الخاصة وهو ما يؤكد ان القيادات العسكرية والسياسية غيرت من طريقتها في التعاطي مع الارهاب وقررت الحسم معه بصفة نهائية واجتثاثه من الشعانبي الشعانبي يحترق عمليات القصف الجوي والبري والتمشيط بالذخيرة الحية من الرشاشات الثقيلة للمدرعات التي تتوغل من حين لآخر في عمق الجبل لتمهيد تقدم الوحدات الخاصة والفرق الهندسية العسكرية المختصة في رصد الالغام وتفكيك المتفجرات ادت الى اندلاع حرائق متعددة في كل مكان تنزل به القذائف ليتسع نطاقها مع هبوب الرياح وتتصاعد منها ألسنة اللهب فتأتي على الأخضر واليابس على امتداد مساحات كبيرة من اشجار الصنوبر الحلبي ومنابت الحلفاء والاكليل خلفت سحبا من الدخان المتصاعد الذي غطى الاحواز الغربية لمدينة القصرين بين الطريقين الوطنيتين عدد 15 في اتجاه قفصة و17 الرابطة بين القصرين والكاف ووصلت رائحته الى وسط المدينة في مشاهد اثارت ألما كبيرا في نفوس ابناء الجهة وهم يتابعون منظر الجبل الذي يرمز الى شموخهم وهو يحترق تحت اعينهم بسبب الارهاب الذي عشش في مرتفعاته. مراقبة دقيقة للحدود الغربية عبرت صباح امس السبت عدة طائرات مروحية قتالية وعادية سماء القصرين قادمة على ما يبدو من ثكنة المرحوم الهادي خفشة بسبيطلة ومزقت بهديرها الصمت الذي يخيم على المدينة منذ «فاجعة» مساء الاثنين التي ذهب ضحتها 8 من جنودنا البواسل متجهة غربا نحو الشعانبي والسلسلة الجبلية المتصلة به على كامل الحدود الغربية للولاية مع الجزائر من اجل مراقبتها وتمشيطها من الجو لمنع اي تسلل للارهابيين نحوها او منها في تكامل مع الاجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات الجزائرية في الناحية المقابلة من الحدود اين تحلق الطائرات القتالية والمروحية وترابط اعداد كبيرة من رجال الجيش والدرك الجزائرين إخلاء سبيل بعد التحري مع عدد من الموقوفين صباح الجمعة الذين ألقي عليهم القبض في مداهمة احد الجوامع بحي الزهور ومنازل في حي النور قامت وحدات التصدي ومقاومة الارهاب التابعة للحرس الوطني بإخلاء سبيل عدد منهم لعدم ثبوت تورطهم مع المجموعة الارهابية فيما تم الاحتفاظ باثنين لمواصلة التحقيق معهم. تكتم الملاحظة التي نسوقها على هامش تغطيتنا للحدث هي أن هناك تكتما شديدا في الدوائر العسكرية التي تشرف على العمليات هناك حول نتائج القصف الى حد الآن وحصيلة العمليات.