مدرب منتخب جنوب إفريقيا ( بافانا ) سرّح ستة لاعبين ينتمون لفريق «أورلندو بيرات» لتمكينهم من تحضير مقابلتهم القادمة في كأس رابطة الأبطال الإفريقية مع بقية زملائهم ومثله فعل مدرب المنتخب المصري برادلي مع الأهلي من خلال الإستغناء عن خمسة عناصر والإبقاء عليهم مع مجموعة ناديهم التي تستعد لمباراة هامة في إطار الجولة الثالثة لدور المجموعات ليكون الترجي الرياضي الفريق الوحيد من ضمن المشاركين في أمجد الكؤوس الإفريقية الذي يدخل استعدادته انطلاقا من اليوم بمجموعة منقوصة من جل اللاعبين الأساسيين بحكم دعوتهم للمنتخب الوطني الذي يخوض غدا لقاء وديا ضد الكونغو ممّا سيعرقل برنامج ماهر الكنزاري ويبعثر تحضيراته للمواجهة الحاسمة والصعبة التي تنتظره يوم الأحد القادم في أبيدجان أمام بطل الكوت ديفوار والتي تعد مفتاح العبور إلى الدور نصف النهائي... الترجي الرياضي لا يمثل نفسه فقط في هذه التظاهرة بل يمثل تونس وكرتها ورياضتها عامة ومن واجبنا الوقوف إلى جانبه لإنجاح تحضيراته للمواعيد القارية تماما مثل كل الفرق التونسية الأخرى التي تلعب باسم الراية الوطنية في المحافل الدولية الرسمية ... إن غياب تسعة لاعبين بالتمام والكمال عن نصف التمارين يعرقل الإستعدادات دون أدنى شك ومن يقول عكس ذلك فهو يغالط نفسه قبل ان يغالط الرأي العام وكان بالتالي على نبيل معلول أن يتفهم هذا الأمر الذي يعرفه جيّدا وسبق أن عاشه منذ فترة قصيرة ولام بسببه سامي الطرابلسي واتهمه بعرقلة مسيرة الأحمر والأصفر وها هو الآن يأخذ نفس الطريق مما يدعو الى الدهشة والإستغرات فعلا في الوقت الذي كان مطالبا فيه بالتصرف مثل مدربي مصر وجنوب إفريقيا وإخلاء سبيل البعض من لاعبي الترجي الرياضي وبالتالي اقتسام المصالح لا أن يستدعي كامل الفريق تقريبا وهذا ما يطرح العديد من التساؤلات ونقاط الإستفهام... على كل ما نتمناه هو أن لا تؤثر هذه الدعوة « القياسية» على نتيجة مقابلة الأحمر والأصفر في الكوت ديفوار وأن تكون كذلك المباراة الودية للمنتخب مفيدة ومجدية تساهم في بلوغه مونديال البرازيل. الأحباء يتهمون الجامعة بالمشاركة في استهداف فريقهم ... لكن لماذا فشلت محاولات وديع الجريء؟ لم يمر قرار معلول دون ردة فعل قوية من العائلة الترجية التي انتقدت هذه الدعوة عبر الموقع الرسمي للنادي وكل مواقع الأحباء التي ذهبت إلى حد اتهام الجامعة التونسية لكرة القدم باستهداف فريقها بحكم صمتها الغريب إزاء تصرفات المدرب الوطني الذي قدم مباراة ودية على مصلحة ناد يمثل الكرة التونسية ويعد على الإطلاق أبرز مشرفيها وسفرائها في السنوات الأخيرة الماضية ... الترجيون لا يطالبون رئيس الجامعة بالتدخل في الشؤون الفنية للناخب الوطني بل كانوا ينتظرون منه قرارا يعفي لاعبي الأحمر والأصفر من هذا اللقاء الودي وهو قرار حصل في السابق في العديد من المناسبات ومع العديد من الأندية سعيا إلى توفير كل ظروف النجاح أمام ممثلي البلد، ومن هذا المنطلق فإن الأحباء يعتبرون سكوت وديع الجريء والسلبية التي تميّز بها في هذا الموضوع بالذات تواطؤا كبيرا ومشاركة في المساعي المكشوفة الرامية إلى عرقلة المسيرة القارية لشيخ الأندية التونسية بعد أن تمت عرقلة مشواره المحلي في الموسم المنقضي على أيدي مراد بن حمزة التي أرادت لجنة التحكيم مجازاته مؤخرا بدرجة حكم فيدرالي رغم عدم توفر الشروط فيه وهذا ما دعم شعور الترجيين بالمؤامرة التي تحاك ضد فريقهم والتي انتقلت اليوم إلى المستوى القاري بعد بلوغها الهدف في البطولة التونسية ... فما رأي السيد وديع الجريء؟... بعض مواقع أحباء الترجي الرياضي الألكترونية انتفضت ضد الجامعة وطالبت كل جماهير الأحمر والأصفر بالتصدي لعملية استهداف الفريق بل إن أحد هذه المواقع أعلن الحرب على المكتب الجامعي... وهنا وإيمانا منا بضرورة إعطاء كل ذي حق حقه لا بد من التوضيح بأن الأخبار التي تحصلنا عليها تفيد حرص رئيس الجامعة على تفادي هذا المشكل مع نادي باب سويقة ومساعيه الرامية إلى تفادي الإشكال والتي لم تجد للأسف الشديد الآذان الصاغية على الرغم من أنه الرجل الأول في هذا الهيكل والمسؤول رقم واحد عن دواليب الكرة التونسية، ولعل عجزه هذا على تحويل مساعيه إلى قرارات رسمية دليل قاطع على خور الكواليس الذي تعاني منه كرتنا في هذه الفترة والذي قلب موازين القوى رأسا على عقب. غياب تسعة لاعبين عن التحضيرات ... و«الراقد» و«آفول» عن المباراة...فما أروع هذه الممهدات إذن ستكون مجموعة المدرب ماهر الكنزاري منقوصة خلال الشطر الأول من تحضيرات هذا الأسبوع من تسعة لاعبين بالتمام والكمال وهذا عائق كبير لإعداد العدة المثلى لمباراة هامة جدا بل وحاسمة في مشوار الترجي الرياضي في كأس رابطة الأبطال الإفريقية في هذا الدور المتقدم الذي يتطلب توفر كل ممهدات النجاح للتألق فيه واجتيازه نحو الأدوار القادمة... إلى ذلك يضاف غياب ركيزة وسط الميدان على المستوى الدفاعي حسين الراقد عن مباراة الأحد القادم في أبيدجان لأسباب تأديبية لجمعه إنذارين تماما مثل الغاني هاريسون آفول ممّا سيجبر الإطار الفني على إدخال تحويرين اضطراريين على تشكيلته الأساسية ... سؤال طبيعي يطرح هنا وهو هل بهذه الظروف يمكن أن يهيء الترجي الرياضي نجاحه لمباراة قارية تدور في البلد الذي لم يجن فيه الفريق عبر تاريخه الطويل سوى الهزائم؟ تعادل سلبي مع الإتحاد المنستيري أنهى الترجي الرياضي الأسبوع الفارط تحضيراته بمباراة ودية احتضنها الملعب الفرعي بالمنزه وجمعته بالإتحاد المنستيري وانتهت على نتيجة التعادل السلبي، وبقطع النظر عن النتيجة فإن هذا اللقاء شكل اختبارا مفيدا للمدرب ماهر الكنزاري وأبنائه قبل أسبوع واحد عن المقابلة الحاسمة ضد بطل الكوت ديفوار في أبيدجان في إطار الجولة الثالثة من دور المجموعات لأمجد الكؤوس الإفريقية فقد سمحت هذه المواجهة الودية للاعبين بتحسين نسقهم ومزيد الإستعداد بدنيا فيما مكنت الإطار الفني من تجربة بعض الحلول والإختيارات التكتيكية في ظل غياب عنصرين أساسيين وهما حسين الراقد وهاريسون آفول هذا إلى جانب التعويل لأول مرة على يانيك نجانغ لشوط واحد. أي عودة اليوم إلى التمارين؟ إثر الركون أمس إلى الراحة يعود الترجيون اليوم إلى النشاط للإنطلاق في تحضيرات الأسبوع الأخير قبل موعد أبيدجان غير أن هذه العودة ستتميّز بتعدد الغيابات وبالتحديد فريق بأكمله تقريبا حيث سيجد المدرب ماهر الكنزاري نفسه مجبرا على العمل بأربعة لاعبين فقط سيستحقهم لمباراة الأحد القادم وهم الأجانب الثلاثة عنتر يحيى ويانيك نجانغ ويوسف البلايلي إضافة إلى المدافع المحوري المتألق شمس الدين الذوادي... فهل تعد هذه العودة حقيقية فعلا لفريق يستعد لمباراة قارية في غاية من الصعوبة والأهمية ؟ .