التونسية (تونس) سيحال قريبا على انظار احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس كهل في عقده الخامس من اجل تهمة التحيل. الأبحاث في هذه القضية التي جدت في موفى شهر افريل انطلقت عندما تقدمت امراة ميسورة الحال الى السلط الامنية بشكاية افادت ضمنها انها تعرضت للتحيل من قبل كهل تظاهر بكونه عرافا يعالج كل الامراض المستعصية و«التابعة» ويزيل السحر بالقرآن فقررت التوجه الى منزله الذي خصص داخله غرفة لاستقبال الحرفاء. وقالت إنّ اجواء اللقاء مبهرة جعلتها تنخدع في تصرفاته وأنها ما ان وطأت قدماها المكان حتى ذكر لها اسمها واسم والدتها -لم تفكر في تلك اللحظة ان جارتها التي عرفتها على العراف هي من أسرّت اليه بالامر وأنها تجلب له الحرفاء مقابل عمولة متفق عليها فيما بينهما –ثم شرع في نطق بعض العبارات المبهمة التي لم تفقهها ثم بدأ يقرأ بعض الآيات القرآنية ثم أغمي عليها لفترة واستعادت وعيها وهي ترتجف خوفا مما تشاهده بأم عينها ثم اعلمها ببعض المعطيات التي تخصها والمتمثلة في الخلافات المستمرة بينها وبين زوجها وشكها في انه ربط علاقة مع غيرها لان تصرفاته نحوها قد تغيرت. وأمام ما اصدح به وثقت في قدراته واعلمته ان شكوكها تتجه نحو قريبته وطلبت منه ان يمد لها العون فاكد لها ان مطلبها هين لكنه يحتاج الى مصاريف باهظة من بخور وتعاويذ وذبائح فمكنته من 1000دينار فسلمها قطعة قماش حمراء اللون ملفوفة بداخلها اوراق صغيرة الحجم اعلمها انها بعض الآيات القرآنية وطلب منها ان تضعها تحت وسادة زوجها كما امدها ببخور وسائل حتى تضعه في قهوة زوجها كل صباح حتى يبطل سحر المرأة التي تعرف عليها.وقالت الشاكية إنها خرجت من المنزل وهي تكاد تطير فرحا بعد ان تصورت ان «بركات» هذا الشيخ ستزيح عنها الغم والهم وتبعد هذه المراة من حياة اسرتها. وقالت إنها طبقت كل ما امرها به لكن دار لقمان بقيت على حالها فعادت اليه مجددا لتعلمه بفشل الوصفة فامدها باخرى وأخذ مبلغا ماليا إضافيا وواصل ابتزازه لها على مدار اشهر لكن دون ادنى تغيير في سلوك زوجها وقالت إنها عندما توجهت اليه آخر مرة اعلمها انه لم يعد قادرا على متابعة العلاج لان الحالة مستعصية فطلبت منه ارجاع الاموال التي تسلمها منها والتي بلغت قرابة 10الاف دينار لكنه امتنع واعلمها ان الوصفات التي منحها اياها مكلفة وانه بذل كل ما في وسعه وان ما قبضه هو من حقه ،حينها قررت التقدم ضده بشكاية طالبة تتبعه عدليا حتى يتوقف تحيله على الناس . وبموجب هذه الشكاية تم تكثيف التحريات وامكن التوصل الى مكان تواجد المظنون فيه الذي تحصن بالفرار عندما علم بأمر الشكاية.وبعد القبض عليه وتم استنطاقه اعترف بما نسب اليه غير انه نفى ان يكون تحيل على المتضررة مؤكدا انه حاول مساعدتها لكن دون جدوى واضاف انه سبق ان نجح في علاج حالات مشابهة لحالتها وبمكافحة الطرفين ببعضهما تمسك كل منهما باقواله. وبعد ختم التحريات احيل المتهم على دائرة القضاء لتقرر في شأنه ما تراه مناسبا .