التونسية (تونس) جاء عبد اللطيف عبيد الى وزارة التربية وأشّر منذ حلوله على رغبته الجامحة في اصلاح التعليم... ولكنه خرج مثلما دخل لم يقدم شيئا يذكر في ما يتعلق بالشأن التربوي غير ملف المخدرات والمسكرات في الوسط المدرسي وقد افتخر بانجازه هذا أمام المجلس التأسيسي... وخلفه دكتور علم الاجتماع سالم لبيض وباعتباره ابن التعليم لحما ودما فقد استبشر الجميع بقدومه قصد تهذيب المنظومة التربوية... ولكننا الى حد اليوم لم نتنسم من الأخبار غير الهمس بأن الرجل قدم استقالته ولم يعد راغبا في البقاء في وزارة تتطلب طول نفس وحاسة سادسة وإلماما بعديد الجزئيات... ومع خروج سالم لبيض ان حصل لن يكتب في مسيرته غير تفاعله مع نقابات التعليم من أجل تفعيل بعض الترقيات التي ناضل من أجلها المعلمون لنفهم وقتها أن الأمور بقيت كما هي لم تتغير قيد أنملة و«أن دار لقمان على حالها». التنفيل بنسبة 25 بالمائة في امتحان الباكالوريا...وصولا الى وجوب عودة الامتحانات الوطنية بحجمها وثقلها القديم... مرورا بالزمن المدرسي وثقل محفظة التلميذ وعناوين الكتب المجانية وتداعي المؤسسات التربوية ومعلم المجال والتقييم في الابتدائي والمعادلة في مواد التدريس وهي مجالات أتت عليها «التونسية» تقديما وتفسيرا كلها مطالب قديمة ينادي بها الجميع لم يكتب لها التمكين والاثبات وظلت أحلاما... يأتي الوزير ليقدمها في برنامج عمله ويعد بها مع مساعديه الميامين... و تمر الأسابيع والأشهر وتنتهي السنة الدراسية دون تحقيق الوعود... ولما يسأل أهل الذكر عن دواعي واسباب غياب الانجاز يجيبون حتما بأن طبيعة « الكفايات الأساسية» لا تدعو الى التغيير... و من يريد اصلاح التعليم التونسي عليه بغلق ملف هذا المشروع الأجنبي واعادته الى مدارسه الأصلية بين فرنسا وبلجيكا وأمريكا تحت رعاية البنك الدولي وهي أطراف تمنهج مختلف المشاريع الانسانية في البلدان الصغيرة... يقولون هذا دون تقديم حلول رغم ايمانهم بفشل هذا المشروع التربوي الذي قام على تكوين تلاميذ بحجم البالونات الفارغة واعتماد الارتقاء الآلي المجاني وضرب الناشئة في ذواتهم وشخصياتهم وذلك بايهامهم بأن الدراسة صارت خارج واقعهم وأنّ النجاح أمر مفروغ منه والاجتهاد والمواظبة لا ينفعان ووقع تعويضهما بالدروس الخصوصية التجارية والابحار في الفايسبوك وأن معدل 8 من 20 يفضي الى الارتقاء بما في ذلك نيل شهادة الباكالوريا... و اختلط الحابل بالنابل وصارت مدرستنا مثل «سيرك عمار». اقتربت السنة الدراسية 2013 2014... ولم يأتنا الجديد.. وإنما القديم يعاد بما فيه من نشاز وعلل وسقم... وكل عام وتعليمنا بألف خير .