(تونس) عقد أمس لطفي بن جدو وزير الداخلية ندوة صحفية بمقر الوزارة تحت عنوان «كشف الحقيقة» وذلك بحضور محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ومصطفى بن عمر والمدير العام للأمن العمومي. / وفي كلمة الافتتاح ترحم بن جدو على أرواح شهداء الثورة والجيش الوطني والشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ثم أكد انه علاوة على النجاحات الامنية التى حققها اعوان الامن من حرس وطني وشرطة بسوسة والقيروان والوردية فقد تمكنوا بفضل التحريات والاستعلامات من الكشف عن عديد الاعمال الارهابية سواء تمثلت في ادخال أسلحة أو التورط في أحداث الشعانبي أو قضية اغتيال الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي مبينا ان من الحقائق التي وقع الكشف عنها ما صرح به علي العريض أول أمس والذي أكد خلال ندوة صحفية ان تنظيم «أنصار الشريعة» تنظيم ارهابي موضحا انه تبعا لذلك سيتم حظر أي نشاط تابع له وتجريم أي انتماء اليه أو مدّ أية مساعدة لعناصره. وفى نفس الصدد أكد وزير الداخلية ان رجال الحرس الوطني تمكنوا من القبض على عنصر ارهابى يدعى «أحمد المباركي» مختص فى دعم الجماعات الارهابية لوجستيا موضحا انه تم التأكد من وجود علاقة بين «أنصار الشريعة» وكتيبة «عقبة ابن نافع» وكذلك وجود علاقة بين تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب العربي» وكتيبة «عقبة ابن نافع» مبينا ان «أنصار الشريعة» لهم جناح سرّي أمني مكلف باختيار الأهداف ووضع قائمة الاغتيالات موضحا أنه تم القبض على العشرات من الارهابيين. فتح أرشيف البوليس السياسي وبخصوص ملف ارشيف البوليس السياسي اكد لطفي بن جدو وزير الداخلية انه لا يمانع في فتح الملف معبرا عن رغبته في توفير قانون خاص يراعي المعطيات الشخصية وضمان سريتها. وفي ختام حديثه وجه الوزير نداء الى الشعب أكد فيه على ضرورة مد رجال الأمن والجيش بالمعلومة والإبلاغ عن أي أشخاص مشبوهين موضحا أنه ليس كل السلفين التابعين ل «أنصار الشريعة» مذنبين وأنهم أبناء هذا الوطن ولهم الحق فى ممارسة شعائرهم الدينية داعيا الاطراف الامنية الى معاملتهم بكل حياد موجها في السياق ذاته رسالة الى «أنصار الشريعة» الذين لم تلطخ ايديهم بالدماء داعيا اياهم الى التبرؤ من هذا التنظيم الارهابي. الانقضاض على الحكم بالقوة من جانبه أكد محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن ما توصلت له الوحدات الأمنية كشف الارتباط الوثيق بين قضيتيي بلعيد والبراهمي وقضية ادخال الاسلحة من طرف المجموعات الارهابية المتمركزة في الشعانبي وذلك بعد استنطاق بعض المتهمين الذين أكدوا انتمائهم ل «أنصار الشريعة» مبينا ان الهدف من ذلك هو السيطرة على الحكم بالقوة مبينا ان وحدات الجيش ومختلف الوحدات الامنية أفشلت مخططات ارهابية في تونس. توفير الحماية لعدة شخصيات أما مصطفى بن عمر المدير العام للأمن العمومي فقد بيّن انه تم توفير حماية لعديد الشخصيات بإقليم أريانةوتونس وبن عروس ملاحظا ان أعوان الأمن أثناء مداهمتهم لأوكار الارهابيين بالوردية ورواد عثروا على كمية هامة من الاسلحة والمتفجرات وقائمات لاغتيال شخصيات وطنية على غرار مصطفى بن جعفر ومية الجريبي والطيب البكوش وألفة يوسف وكمال مرجان وأم زياد ونوفل الورتاني والعميد الكزدغلي بالاضافة الى استهدافهم لبعض المؤسسات الحيوية التى لها علاقة بالمواطن مبينا ان هذه الجماعات سافرت الى ليبيا لعقد صفقات سلاح ثم تلقت هناك تدريبات على استعمال السلاح وأنه تم تأهيلهم وتكوينهم في مجال المتفجرات قبل ان يعودوا الى تونس لتنفيذ أعمال ارهابية. استهداف الجيش والمقرات الأمنية وبين المدير العام للامن العمومي ان هدف الارهابيين كان استهداف قوات الجيش ورجال الأمن ومقرات الشرطة والحرس وتنفيذ عمليات ارهابية ضدهم وافتكاك أسلحتهم واستدل في ذلك بحادثة انفجار عبوة بحلق الوادي أمام مقر الحرس البحري وانفجار عبوة أخرى بالمحمدية وما تعرض له الجنود بالشعانبي من ذبح وتنكيل موضحا ان هذه الجماعات كانت تهدف الى قطع الماء والكهرباء عن المواطنين والاعتماد على العنصر النسائي للتخفّي. حقيقة اغتيال بلعيد والبراهمي وأكد مصطفى بن عمر ان التصريح التلفزي للفقيد شكري بلعيد حول زيارة الداعية نبيل العوضي الى تونس كان من بين الاسباب التي دفعت كمال القضقاضي الى تغيير أولويات قائمة الاغتيالات فوضع اسمه على رأسها مبينا ان «أبو عياض» أفتى بقتل شكري بلعيد موضحا انه بعد ان نفّذ القضقاضي (أبو سياف) الاغتيال توجه الى الشعانبي رفقة بوبكر الحكيم الذى كان يتقن التخفّي. أما بالنسبة للشهيد محمد البراهمي فقد أكد بن عمر ان جاره بالسكنى معروف بكنية «الصومالي» جمع عنه المعلومات وقد التقى بأبي بكر الحكيم المعروف بكنية «أبو المقاتل» ونفذت عملية الاغتيال مبينا انه اثر اتمام ذلك قام الارهابيون بشطب اسمه من القائمة. جلّ الارهابيين تمتعوا بالعفو التشريعى العام
أكد المدير العام للامن العمومي ان مختلف المقبوض عليهم كانوا من ذوي السوابق العدلية وانهم كانوا ضمن «مجموعة سليمان» وان البعض منهم انضم الى تنظيم «القاعدة» بالعراق ثم القت عليه القوات الامريكية القبض واعادتهم الى تونس ولكنهم تمتعوا جميعا بالعفو التشريعى العام موضحا انه من بين الارهابيين استاذ تعليم عال يدعى أحمد بن عون مختص فى رصد تحركات السياسيين والاعلامين وقراءة الصحف اليومية ومضيّف طيران يدعى معاذ حمايدي وهو عنصر من عناصر أنصار الجهاز السري ل «أنصار الشريعة» مبينا ان احد الارهابيين ويدعى محمد الخياري كان ينوي اغتيال مصطفى بن جعفر والصغير أولاد أحمد وميّة الجريبي حيث تم العثور على مخطط كامل للمنطقة التي يقطنون بها ولكيفية رصد منازلهم. الارهابيون كانوا سيعتمدون على الطلبة والمراهقات المنتقبات وبين مصطفى بن عمر المدير العام للأمن العمومي ان الارهابيين كانوا ينوون الاعتماد على الطلبة نظرا لنقاوة سوابقهم العدلية في تنفيذ اعمالهم الارهابية عبر التأثير عليهم دينيا او اغرائهم بالمال مبينا ان هذه الجماعات كانت تنوي ايضا الاعتماد على العنصر النسائي وخاصة المراهقات اللواتى يسهل التلاعب بعقولهن موضحا انه تم القبض مؤخرا بجهة القصرين على قاصر تبلغ من العمر 17 سنة كانت تأخد بعض المنتقبات الى الشعانبي لممارسة «جهاد النكاح» واستقطاب الكثيرات منهن. مبايعة «أبو عياض» وفى نفس الصدد اكد المدير العام للأمن العمومي أن تصريحات أحد الارهابيين الذين ألقت عليه قوات الأمن القبض أكد أن أبو عياض بايع «أبو مصعب عبد الودود» زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. حسن التخفّي للعناصر الإرهابية وأوضح مصطفى بن عمر أن هذه العناصر الارهابية كانت تتقن التخفّي والهروب عبر استعمالهم للدراجات النارية وتغيير اللوحات المنجمية للسيارات فى كل مناسبة بالإضافة الى ادخال تغييرات على مظهرهم الخارجي واستعمالهم لصبغة الشعر وللباروكات وللحي الاصطناعية مبينا انه اثناء مداهمة منازل هذه الجماعات تم حجز رخص سياقة وشهادات تسجيل وآلات طباعة. مغالطة وأوضح مدير الأمن العمومي ان الجماعات الارهابية التي تنتمي ل «أنصار الشريعة» كانت تظهر ما لا تبطن حيث كانت تبدو للمواطنين فى شكل لجان لحماية الاحياء وتدعي تقديم المعونات والمساعدات للأشخاص.