هذه الفترة هي الأصعب في مشوار الترجي الرياضي لعدة أسباب منطقية وبسيطة أبرزها غياب نسق المباريات على لاعبيه وما لذلك من تأثير كبير جدا على آدائهم وبالتالي على مستوى الفريق ككل... سبب ثان يجعل الفترة الحالية عسيرة على أبناء باب سويقة ويكمن في عدم ارتقاء مردود الثنائي الدراجي ونجانغ إلى أعلى المستويات الذي يمهد إلى إضافة ناجعة تحسم مصير اللقاءات وهو عنصر سيأتي بتتالي المواجهات... إذن ما المطلوب من الترجيين في هذه الفترة الحساسة بالذات؟ .. المطلوب منهم بلغة الكرة أن " يسرقوا " انتصاراتهم أي أن يضمنوا النقاط الثلاث على حساب الآداء والإقناع وهذا ليس عيبا في ظل توقف نشاط البطولة وبالتالي الممهدات التي يمكن أن تعطي النسق الضروري للاعبين حتى يبلغوا المستوى المعهود الذي يليق بفريق يتنافس من أجل اللقب القاري الأغلى والأكبر على مستوى الأندية... هذا هو المطلوب من الترجي الرياضي في هذه الفترة وهذا ما ينجح فريق باب سويقة في ضمانه حاليا في انتظار توفر كل ظروف تحسن المردود مستقبلا وهو نفس الشيء الذي يقوم به الأهلي المصري في المجموعة الأخرى حيث حقق في الجولتين الأخيرتين انتصارين ثمينين دون ارتقاء مستوى آدائه إلى أعلى الدرجات وهذه قوة النوادي " الكبرى " وأبرز الخاصيات التي تميّزها على غيرها... وعلى هذا الأساس فإن مطالبة الأحمر والأصفر حاليا بالآداء العال واللعب الجميل والإقناع في تحقيق الإنتصارات يعد ضربا من ضروب التشكيك المريب الذي يرمي إلى التشويش على الفريق في مغامرته الإفريقية الناجحة إلى حد الآن على مستوى النتيجة وهذا هو الأهم في انتظار أن تتوفر كل الممهدات التي تسمح بتطور المردود الفردي للاعبين ومن ورائه الآداء الجماعي للفريق مستقبلا وهذا ما سيسجله الترجي الرياضي دون شك في الدور نصف النهائي الذي وضع فيه أبناء ماهر الكنزاري قدما ونصف بعد فوزهم الثمين الأخير على بطل الكوت ديفوار... إذن فلتكن الأمور واضحة من هذه الناحية في هذه الفترة الصعبة جدا على كل الفرق التونسية التي تمثلنا في المسابقات القارية والتي لم تساعدها " البطالة " الكروية على بلوغ النسق الضروري للإرتقاء بآدائها إلى المستوى المطلوب. كرة ثابتة " مخدومة " في التدريبات " خطف " الإنتصارات في الفترات الصعبة التي تفرضها بعض الظروف مثل توقف النشاط الرسمي المحلي للبطولة وهو ما تعيشه أنديتنا حاليا وهذا يمر عبر عنصرين أساسيين، الأول هو الإنجاز الفردي لأحد اللاعبين والثاني يكمن في الكرات الثابتة وقد جنى الترجي الرياضي انتصاراته الثلاثة المتتالية في دور المجموعات بفضل هذين العاملين... البلايلي كان وراء فوزي القطن الكاميروني وسيوي سبور في الذهاب فيما كانت الكرة الثابتة مفتاح انتصار أمس الأول... ولئن يبقى العامل الأول رهين " فورمة " اللاعبين على الميدان يوم المباراة فإن العنصر الثاني يعد في التمارين ويعمل من أجله الإطار الفني طوال الحصص التدريبية ليبقى التوفيق والتجسيم بعد ذلك بين أقدام اللاعبين... المدرب ماهر الكنزاري أعطى الأهمية المطلوبة للكرات الثابتة في كل الحصص التدريبية للأسبوع الفارط بتخصيص جانبا هاما منها للمخالفات من مختلف الأماكن والركنيات إيمانا منه بأنها السلاح الذي يمكن ان تحسم به اللقاءات به خصوصا في هذه الفترة التي يبحث فيها الفريق عن النسق واللعب الجماعي الرفيع... صحيح أن النجاح في التنفيذ لم يصاحب البلايلي منذ الركنيات الأولى في بداية اللقاء حيث بحث على رأسية الدراجي في القائم الأول دون جدوى وذلك قبل أن تاتي الدقيقة 58 بالجديد ويستثمر الترجيون العمل الذي قاموا به في التمارين وأعدوا به العدة لإحداث الفارق وهذا هام جدا من الواجب الإشادة به لأنه يندرج ضمن التخطيط الصحيح للمباريات والبحث عن عناصر صنع الفارق فيها وحسم نتائجها. عنتر يحيى ... والهدف " المنعرج " كنا من أول من انتقدوا مردود المدافع الجزائري عنتر يحيى الذي لم يقدم الآداء الذي كان منتظرا منه أو بالأحرى الذي كان يريده ويتطلع إليه جمهور الأحمر والأصفر من اسم كبير وقائد سابق للمنتخب الجزائري ... البعض لم يرق لهم نقدنا لأنهم وبكل بساطة لم يقدروا على الفصل بين الإنسان واللاعب بل ينظرون إلى الأول قبل الثاني أو لنقل إلى الأول فقط على عكسنا نحن تماما فالذي يهمنا هو الميدان والمستطيل الأخضر وعلى هذا الأساس نظرنا إلى اللاعب فحسب وانتقدنا مردود المدافع الجزائري بكل حياد ونزاهة مع احترامنا إلى خصاله الأخرى وانضباطه وأخلاقه العالية التي لم نشكك فيها ولكننا لم ندخلها في تقييمنا لمردوده على الميدان ولن نفعل ذلك قط... عنتر يحيى سجل يوم السبت المنقضي هدفه الأول باللونين الأحمر والأصفر وكان هدفا ثمينا للغاية فتح أبواب الدور نصف النهائي على مصراعيها أمام شيخ الأندية التونسية وهو هدف يمكن أن يشكل " المنعرج " بالنسبة لمردود هذا اللاعب وبالتحديد إضافته للخط الخلفي لفريق باب سويقة لأنه من الأكيد أن يرفع من معنويات الجزائري وهو عنصر هام بالنسبة لأي لاعب بما أنه ممهد إلى النجاح وتطوير الآداء وهذا ما نأمله جميعا حتى يبلغ الترجي الرياضي المستوى الذي يساعده على التنافس الجدي على لقب رابطة الأبطال الإفريقية. الراقد جندي الخفاء ورجل اللقاء العديد من الملاحظين يركزون في تحليلهم للمقابلات ولمردود اللاعبين على الكرة وعلى أصحاب المراوغات والتمريرات الحاسمة والأهداف وهذا ما يوقع المحللين التلفزيين في الأخطاء بسبب متابعتهم اللقاءات أمام الشاشة الصغيرة وهذا عين الغلط في التحاليل التلفزية لما فيه من ظلم لبعض اللاعبين، لذلك تحرص بعض التلفزات الأوروبية على تواجد محلليها على عين المكان بالمدارج إلى جانب معلق المباراة حتى تكون نظرته شاملة للمستطيل الأخضر ويتمكن من مشاهدة تحرك ومردود كل اللاعبين بدون استثناء وبالتالي إعطاء كل ذي حق حقه... ربما أطلت في المقدمة لكن الأمر ضروري يفرض نفسه رفعا لكل التباس أو خطإ يوقعنا فيه النقل التلفزي وتحليل موقع الكرة والعملية فقط، فمباراة الترجي الرياضي وسيوي سبور أمس الأول كان حسين الراقد من أبرز لاعبيها وأحد صناع فوز الأحمر والأصفر في الخفاء بفضل الضغط الذي فرضه على حامل الكرة لاستعادتها بسرعة والإنطلاق في عملية البناء وبفضل التموقع الجيّد الذي مكنه من استقبال الكرات الثانية وبالتحديد المقطوعة من الدفاع الإيفواري... هذه الإضافة التي قدمها جندي الخفاء في الترجي الرياضي تجلت كأحسن ما يكون في بداية الشوط الثاني وهي الفترة التي ضغط فيها فريق باب سويقة بشراسة واستمرار على منافسه وقدم خلالها أفضل مستوى في هذا اللقاء ومكنته من إرباك الخط الخلفي لبطل الكوت ديفوار ثم إحداث الفارق والخروج بفوز ثمين جدا... تحرك حسين الراقد بلا هوادة ليكون في موقع الكرة والضغط على حاملها لاستعادتها بالسرعة اللازمة لفت انتباه كل من حضروا بملعب رادس وتابعوا اللقاء من المدارج ووقفوا بالتالي على نجاح هذا اللاعب في دور هام لا يقل قيمة على التمريرات الحاسمة والمراوغات وتسجيل الأهداف بل هو صانعها والممهد الأول والأساسي لها لن النجاح الهجومي لا يستقيم ولا يعطي أكله إذا لم تسبقه عملية افتكاك الكرة بسرعة وخاصة في منطقة متقدمة تضمن مغالطة الدفاعات المنافسة وهذا ما تألق الراقد في تأمينه بمساعدة مجدي تراوي الذي لا يمكن أن نمر مر الكرام على المساندة التي قدمها لزميله من هذه الناحية خصوصا في الفترة " الزاهية " للترجي الرياضي في هذه المباراة ونعني الشطر الأول من الشوط الثاني.