التونسية مازال التتويج الباهر الذي حقّقه المصارع فيصل جاب الله في بطولة العالم للجيدو بعد حصوله على الميدالية البرونزية يلقي بظلاله على المشهد الرياضي عموما ليس للصدى الايجابي الذي لقيه التتويج في حدّ ذاته وحسب ولكن لما رافق حفل تكريمه الثلاثاء الفارط من لغط وجدل بعد معاودة وزير الشباب والرياضة طارق ذياب الذي لم يفوّت كعادته فرصة الظهور في مثل هذه المواعيد السعيدة لممارسة هوياته المفضلة وهي انتقاد جامعة كرة القدم وتحديدا رئيسها وديع الجريء الذي نال «قرصة العادة» ... طارق ذياب وكما لا يخفى عنّا جميعا بات يجاهر عمدا بعدائه المفضوح لوديع الجريء حتّى انه صار يتلذّذ بذلك في كلّ مرّة تسنح فيها الفرصة وما جاء على لسانه خلال حفل التكريم الذي عقد على شرف جاب الله بحضور ممثلي جامعة الجيدو ورئيس اللجنة الاولمبية محرز بوصيان يكفي مؤونة التعليق... طارق ذياب وعلى سبيل «الفذلكة» كما ذهب في ذهنه على ما يبدو التمس من جاب الله إسقاط الجريء بالضربة القاضية في تأكيد ضمني وصريح في الآن ذاته لرغبة الوزير الجارفة في الإطاحة برئيس جامعة الكرة ومن معه وبعيدا عن دواعي هذه الرغبة الدفينة منذ وصول الإمبراطور إلى كرسي الوزارة وما تحمله بين ثناياها من تبعات فشل الوزير الموقّر مرّة أخرى في الفصل بين ميولاته الشخصية وبين ما يفرضه منصبه كممثلّ لسلطة الإشراف كلّ ما يشغله هو المصلحة الوطنية وإعلاء الراية التونسية لكن طارق ذياب انساق مجدّدا إلى نسمات الحرب الباردة التي تسكنه وحاول المساس بحرمة المكتب الجامعي ممثّلا في شخص رئيسه وهذا مرفوض تماما لانّ المجال لا يسنح والكرسي الهزّاز الذي يمتطيه ليس لتصفية الحسابات... على النقيض تماما تدّخل رئيس اللجنة الاولمبية محرز بوصيان الذي خبر جيّدا مواقف سابقة للوزير برصانته المعهودة وحاول تطويق الواقعة التي لاقت استهجان الحضور ومرّ إلى تهدئة الخواطر على أمل البدء في نحت صفحة جديدة بين رئيس الجامعة الغائب الحاضر والوزير المصّر على قذف خصومه في السرّ والعلن وعلى الرغم من أنّ كلام بوصيان لن يخلّف وراءه سوى الأثر طالما أنّ طارق ذياب لا يجيد سوى اللعب في مرمى المنافس فانّ مثل هذه المبادرات من شأنها أن تخفّف من وطأة الاحتقان السائد في المشهد الرياضي وتحديدا كرة القدم... تباين المواقف وتضاربها على الساحة الرياضية بين مختلف الهياكل الرياضية بما فيها المنطوية تحت لواء السلطة يعتبر مؤشرا ايجابيا يؤكد تعافي منظومة الفساد والإبتلاه الإعلامي الذي كان سائدا من قبل لكن تحوّل المواقف من نقاط اختلاف إلى محرّك لتقاطعات شخصية ضيقة بين أسماء تعزل عنها المصلحة الوطنية مرفوض تماما وهذا ما يجب أن يعيه السيّد الوزير الذي لا نخاله يرضى لنفسه سقوط القاطرة التي تجرّ كرة القدم التونسية ومن ورائه المنتخب التونسي لا لشيء سوى لتوريط الجريء ومعلول ومن والاهما في تجربة الفشل التي وحدها تعني زوال شمس المكتب الجامعي الحالي... كلّنا ننادي بالمصالحة والحوار وبأنّ الباب ما زال مفتوحا أمام الوزير بدرجة أولى وكذلك وديع الجريء للترفّع عن مثل هذه الممارسات التي لا تليق لا بوزير ولج إلى قلوب كلّ التونسيين بفضل قدم ساحرة رسمت أحلى الذكريات ولا بدكتور قضّى أغلب السنوات بين المراجع والكتب...مباراة تونس والرأس الاخضر قد تكون عنوان المصالحة إذا كانت هناك فعلا رغبة في ذلك ونرجو ان لا يتكرّر مشهد مباراة السيراليون حين رفض طارق مصافحة معلول...