سقط الصاروخ الصيني متشظّيا في بحر العرب وانتهت أيّام الخوف التي تابع فيها العالم عربدة صاروخ مارق لا سلطة لأحد عليه بمن في ذلك من صنعه أو هكذا قيل. ولن نلتفت كثيرا إلى حملة التضخيم والتأليب والتهييج التي قادها الإعلام الغربي لضرب التنّين الصيني في (...)
رحل «جون فونتان»، أحد أشهر «الآباء البيض» بتونس وأقربهم إلى قلوب المثقفين التونسيين وأحبّهم إلى تونس والتونسيين. أجيال وأجيال من طلبة تونس وباحثيها ومبدعيها كان لجون فونتان مكانة ما في مسيرتهم وحضور ما في وجودهم ووجدانهم وخاصة أجيال السبعينيات (...)
مَنْ مِنَّ المثقّفين اليوم لا يتكلّم عن الوضع المفزع الذي نوجد فيه جميعا؟ من من الكتّاب والشعراء والرسّامين والسينمائيين والمسرحيين والإعلاميين والجامعيين والنقابيين والمواطنين لا يصرخ ملء صوته بأنّ البلد يهوي نحو قاع لا قاع له؟ يصرخون في صفحاتهم (...)
في عبارة جامعة مانعة، دالّة على مفهوم الثقافة في علاقتها بالدين قال علي الدوعاجي الأديب الساخر: حلّ رمضان «بصَلاتِه وصالاتِه!». اخترنا هذه الجملة تحديدا لأنّها تتحدّث عن الثقافة أثناء شهر الصيام في الثلث الأوّل من القرن الماضي في تونس العاصمة. وهي (...)
بمناسبة الاحتفاء بذكرى الشهداء يوم 9 أفريل الجاري وأمام النصب التذكاري بساحة الشهداء بمنطقة السيجومي أهدى الرئيس قيس سعيد إلى مرافقيْه رئيس الحكومة ورئيس البرلمان صورة كاريكاتورية منشورة سنة 1936 بجريدة الشباب التي كان يديرها الشاعر الساخر محمود (...)
بمناسبة الاحتفاء بذكرى الشهداء يوم 9 أفريل الجاري وأمام النصب التذكاري بساحة الشهداء بمنطقة السيجومي أهدى الرئيس قيس سعيد إلى مرافقيْه رئيس الحكومة ورئيس البرلمان صورة كاريكاتورية منشورة سنة 1936 بجريدة الشباب التي كان يديرها الشاعر الساخر محمود (...)
يمكن القول إنّ «الرّسالة» من أقدم الأجناس الأدبيّة في تاريخ الثقافة العربية. عرفها العرب في جاهليتهم وإسلامهم، ومارسوها شفويّة ومكتوبة، وحظي كتَبة الرسائل بمواقع عالية تبلغ حدّ القداسة أحيانا وخاصّة حين كانت الكتابة فعلا نادرا وكان مرور اللغة من (...)
التوازن روح الكون وأساس العمران وشرط الوجود. وقديما دافع الجاحظ عن نظريّة التوازن واعتبرها علامة الخلق السويّ فكتب عن «الخير والشرّ» و»الصمت والكلام» و»المعاش والمعاد» و»الجدّ والهزل». وبنى الجاحظ نظريّته على اعتبار أنّ كلّ اختلال بين رأسيْ الميزان (...)
هل نعاني في تونس من «ثقافة الفقر» أم من «فقر الثقافة» ؟ يبدو أنّ تونس هي البلد الوحيد الذي يعصر مثقّفيه ومبدعيه برحى الدّعم! فقد تتوقّف مشاريع وتذوي أحلام وتفشل خطط إذا ما لم تحصل على «إعانة» أو «تمويل» من وزارة الثقافة، وخاصة في مجال السينما بدرجة (...)
هل احتفى العرب بالحبّ؟ هل كانت لهم اهتمامات بظاهرة العشق؟ هل نجد لهم رموزا وأيقونات تؤكّد أنّهم كانوا يولون الظاهرة العشقيّة اهتماما في حياتهم؟ وما موقف الديانات العربية القديمة من الحبّ والرغبة؟ وهل جاء الإسلام برؤية جديدة إلى العلاقة العشقيّة بين (...)
6 فيفري 2013: تحدث الزّلزلة السياسية والأمنية والنفسية في تونس ما بعد الثورة، في صباح ذلك اليوم شهد الشعب التونسي أوّل اغتيال سياسي علَني في دولة الاستقلال ينفّذ على أرض تونس. في 6 فيفري 2013 اغتال الإسلام السياسي المتطرّف المناضل الحقوقي والزّعيم (...)
يمكن أن نعتبر تونس اليوم من أكثر البلدان إنتاجا للكلام! يجلس الناس في المقاهي من الصباح إلى المساء وهم يتكلّمون بلا انقطاع. وتنظّم القنوات التلفزية المجالس للسياسيين والرّياضيين والإعلاميين والفنّانين فيهدرون بلا توقّف، ويتنافسون فيمن يتكلّم أكثر من (...)
تعجّ شوارع تونس منذ أيّام وليال بالشّعارات يرفعها المحتجّون من شمال البلاد إلى جنوبها. شعارات مكتوبة وأخرى شفويّة. شعارات سياسية واقتصادية واجتماعيّة. ونحاول في هذه الورقة التوقّف بشيء من التحليل لظاهرة «الشعارات» في الاحتجاجات إن من حيث أنواعها أو (...)
في حقل الأخبار السياسية والصحية السيئة الفائحة بكلّ الرّوائح الممكنة تغشمنا أيضا روائح الأخبار الثقافية من هنا وهناك. 2 نبدأ بقلق بعض القطاعات الثقافية من اختيارات وزارة الثقافة وتنظيم المشاريع وضبط اللّجان المشرفة عليها مثلما يحصل في لجنة دعم (...)
العودة مرّة أخرى إلى الحديث عن «حوار وطني» بين مؤسّسات الدّولة يمكن استقراؤه من أكثر من زاوية، وتحميله أكثر من دلالة، ووضعه في أكثر من سياق. ولن نتوقّف كثيرا عند الأهداف السياسية المعلنة من هذا «الحوار الوطني» كونه دعوة إلى الخروج بتونس من الأزمة (...)
وانتهت 2020 فمرحبا ب2021!.. هذا ما يقوله الجميع الآن. انتهت 2020 بما حوت وما حملت وما ولدت. ويبدو أنّها من السنوات التّاريخيّة أو التأريخيّة في تاريخ الطبّ على الأقلّ، إذ ستصبح بالضرورة نقطة نؤرّخ بها لظهور وباء عجيب هو «الكورونا» فعل بالبشر ما لم (...)
وانتهت 2020 فمرحبا ب2021!.. هذا ما يقوله الجميع الآن. انتهت 2020 بما حوت وما حملت وما ولدت. ويبدو أنّها من السنوات التّاريخيّة أو التأريخيّة في تاريخ الطبّ على الأقلّ، إذ ستصبح بالضرورة نقطة نؤرّخ بها لظهور وباء عجيب هو «الكورونا» فعل بالبشر ما لم (...)
عاشت الساحة الثقافية منذ أيّام قليلة لذّة الكشف عن مخطوطات جديدة لكلّ من رائديْ الحداثة الطّاهر الحدّاد وأحمد الدّرعي عُثر عليها في بيت أحمد الدّرعي وأمدّت بها العائلة مشكورة المكتبة الوطنية لتصبح على ذمّة الباحثين والقرّاء. وليست الغاية من هذه (...)
قد نختلف في أشياء كثيرة اليوم في تونس إلاّ في شيء واحد: الرّداءة! لا يختلف تونسيان في هذه العشرية العجيبة في أنّ البلد يغرق في موجة من الرّداءة قويّة وعالية وواسعة تسحق الجميع وتغرق الجميع. ولنبدأ بأشدّ المشاهد رداءة في تونس اليوم وبه نقصد المشهد (...)
لا نستطيع أن ننفي أثر «الكوفيد 19» في البلاد والعباد منذ حلّ الفيروس بتونس، آثار رئيسية وثانويّة يعرفها الخاصة والعامة. وكان التعليم من بين القطاعات الكبرى التي مسّها أثر الوباء فكثرت الانقطاعات و«الكونفينات» وتضاعفت العطل وعمّ الغياب وتعطّل سير (...)
ينطبق على الأستاذ الجامعي ذاك المثل التونسي الدالّ "الاسم العالي والمربط الخالي". ولئن كان "علوّ الاسم" تحقّقه الشهادات العلميّة وإنتاج الكتب وفتح مخابر البحث وفتح دروب المعرفة وخلق الأفكار وحتى النظريّات أحيانا، فإنّ "خلوّ المربط" أسبابه كثيرة (...)
أقرّ أنّني وهذا موقف يلزمني أخيّر متابعة القناة الوطنيّة، وأفضّل أن أسمع الإذاعات العمومية التي تربّينا عليها ونحتت مساحة مهمّة من شخصيتنا وذوقنا، وأحبّذ أن يكون الإعلام العمومي الوطني الشعبي هو صانع الحدث وكاشف الملفّات الكبرى وباني الذّوق العام.. (...)
مرّة أخرى يعلو اسم تونس في وسائل الإعلام العالمية، ويهيمن حضور الهوية التونسية على مواقع الاتصال، وتدور صورة تونس على الألسنة مرتبطة بالإرهاب والجريمة والقتل. ولنا أن نخجل فعلا، لأنّه مهما كانت المبرّرات العقيمة أو الوَلودة فإنّنا نحمل وزْر هويّة (...)
حظينا هذه الأيّام بتصريحيْن حول الثقافة، أو بموقفين من الفعل الثقافي، أو برؤيتين إلى وظيفة الثقافة ودورها من لدن رمزين من رموز الحكومة، وهما السيد رئيس الحكومة، والسيد وزير الثقافة بالنّيابة. في سؤاله عن الثقافة في حواره الأخير ربط رئيس الحكومة بين (...)
في كلّ مرّة تقع جريمة إرهابية يقوم بها «مسلم» أو «متكلّم باسم الإسلام» أو «إسلاميّ» في بلد من البلدان الأوروبية نجد أنفسنا نتخبّط وسط استعمالات مرتبكة متناقضة لمجموع المفاهيم المتعلّقة بحادث الجريمة والأطراف المعنية به والقوى المتدخّلة فيه. لنعد إلى (...)