لطالما كانت تونس ملتقى العديد من الحضارات و الشعوب و الملل, و من الطبيعي أن يزخر ارثها بزخم من العادات و التقاليد و اللكنات و الأكلات أيضا. فاللبلابي التركي و الكسكسي البربري و الحلويات الأندلسية أصبحت كلها من خاصيّات المطبخ التونسي الذي يجمع بين نكهته المتوسطية و تاريخه العربي الإسلامي و جذوره البربرية. من هذا المنطلق ارتأت الغرفة الفتية العالمية بتونس, وتمشيا مع بُعدها و صيتها العالميّين و مسايرة لبرنامجها المصادق عليه من طرف أعضائها, إبراز هذا الوجه الحضاري و ذلك بتنظيم معرض للتراث الغذائي بحديقة البلفدير بتونس و ذلك يوم الأحد 25 أفريل 2010. يشارك في التظاهرة عارضون من مختلف ولايات الجمهورية لتقديم نماذج لبعض الأكلات التي تميز جهاتهم و طقوسهم داخل خيمة عملاقة إضافة لمشاركات من خارج تونس كأندونيسيا و بعض الدول المغاربيّة و الأوروبية. ينظَّمُ هذا النشاط بهدف الإشادة بالتراث الغذائي التونسي كقيمة ثقافية و غذائية و سياحية و التأسيس لجسر تواصل بينه و بين الشباب و ذلك بخلق فرصة لاكتشاف بعض الأطباق التي ميزت تاريخ الأجداد بما يساهم في تنمية و تدعيم السياحة التراثية. تتخلل هذا المعرض بعض العروض الموسيقية و الفلكلورية الفرجويّة و ندوة تبحث واقع و آفاق التراث الغذائي في تونس في ظلّ المتغيرات المجتمعية التي فرضتها العولمة, كما سيتم فيه افتتاح موقع www.patrimoine-culinaire.tn وهو موسوعة على الانترنت تعرّف بالأكلات التونسية. من أهداف التظاهرة أيضا إعداد توصية للسلط التونسية قصد تأسيس يوم وطني للتراث الغذائي احتفالا به و لضمان تواصله مع الأجيال في المستقبل القريب أو البعيد.