وكالات - قامت القوات الجوية العراقية ومقاتلون من قوات "البيشمرغة" الكردية بمهمة إنقاذ درامية، وصفت ب"البطولية"، لتقديم المساعدة لآلاف "الأيزيديين" المحاصرين في جبال "سنجار"، التي يفرض مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" حصارهم عليها. ويعيش الآلاف من أبناء الأقلية "الأيزيدية" ظروفاً مأساوية في المنطقة الجبلية القريبة من مدينة "زاخو"، ضمن "قضاء سنجار"، بعد أن سيطر مسلحو التنظيم المتشدد المعروف باسم "داعش"، على المنطقة الواقعة ضمن إقليم "كردستان" في شمال العراق. شارك فريق من شبكة CNN، يضم المراسل إيفان واتسون، في المهمة التي تضمنت توزيع مواد الإغاثة الإنسانية على هؤلاء النازحين، رغم خطورة المهمة على أعضاء الفريق، حيث كان من الممكن أن تتعرض المروحية التي تقلهم لصاروخ من قبل مسلحي داعش في أي وقت. ------------------------------ الإيزيديين أو اليزيديين هي مجموعة دينية في الشرق الأوسط. ويعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في تركيا ,سوريا، إيران ،جورجياوأرمينيا. عرقيا ينتمون إلى اصل كردى ذات جذور هندو أوروبية رغم أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية اشورية وسريانية فأزيائهم الرجالية قريبة من الزي العربي اما ازيائهم النسائية فسريانية. يتكلم الايزديون اللغة الكردية وهي لغة الأم ولكنهم يتحدثون العربية أيضا، خصوصا ايزيدية بعشيقة قرب الموصل، صلواتهم وادعيتهم والطقوس والكتب الدينية كلها باللغة الكردية، أو مرگه الشيخان حيث موطن امرائهم، والتي سميت في كتب التاريخ ب(مرج الموصل) وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس ل(الشيخ أدي) بشمال العراق ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار الشخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم. يقدر تعدادهم في العالم بحوالي 500,000 يتواجد أغلبهم في العراق. و 30 ألف في سوريا ولم يبقى منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينيات حيث هاجر غالبيتهم لأوربا. كما توجد أقليات منهم في أرمينياوجورجيا تعود أصولها لتركيا. كما توجد أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم. ------------------------------ بمجرد دخول الطائرة، التي كانت محملة بشحنة من حليب للأطفال والمياه ومواد غذائية أخرى، إلى منطقة جبال سنجار، شاهد واتسون مئات الأيزيديين الذين تقطعت بهم السبل، والمحاصرين وسط ظروف بالغة الصعوبة، لدرجة أن البعض منهم لم يجد سوى ظل بعض الأشجار ليحتمي به. وعند اقتراب المروحية منهم، أسرع المئات باتجاهها، يلوحون بأعلام بيضاء، أملاً في الحصول على المساعدة، مما دفع طاقم الطائرة إلى إلقاء بعض المواد الغذائية باتجاههم من ارتفاع قدره واتسون بنحو 50 قدماً، مما أثار مخاوف من احتمال وقوع إصابات بين الأشخاص على الأرض. وعندما قرر قائد المروحية الهبوط بها، اندفع العشرات من هؤلاء "البائسين" نحو أبواب الطائرة، فقام أفراد الطاقم، ومعهم واتسون، بمساعدة بعضهم على الصعود، بينهم عدد من الأطفال والنساء وكبار السن.. وتكرر نفس المشهد في نقطة أخرى توقفت بها المروحية لعدة دقائق. وعند إقلاع الطائرة مرة أخرى انفجر هؤلاء في البكاء، تنتابهم مشاعر مختلطة، ما بين السعادة بإنقاذهم من "جحيم داعش"، والحزن على فراق ذويهم وهجر منازلهم، لدرجة أن مراسل CNN ذكر أنه لم تكن هناك عين على متن الطائرة لم تملؤها الدموع.