أبو مازن تضايق المرشح للرئاسة والأوفر حظا للفوز على لسان أنصاره من الهجمة الفايس بوكية والاعلامية التي نالت من خصوصيات حياته و أوغلت في ادعاء المرض و الحالة الصحية لمرشح في مثل سنه فصاح بالأمس على الملأ "تحبوني نحللكم حوايجي" لتتثبتوا صحة ما يروج او عدمه. مسكين هذا الشيخ الذي أخذته السياسة الى هذا المأخذ فاختلط بالشباب والكهول وعرّض نفسه للقيل والقال. بابا الباجي، كذلك أضحت السياسة في وطننا على مراد الله نشر اشاعة وافتراءات و تخويف و انفلات، ولك من منتسبي حزبك عديد من القيادات الذين أبدعوا في توتير الجو العام واثارة النعرات و ركوب اتان الاشاعة و التخويف. انّ حملة كهذه قد استعرت كلما غادر أو استقال او جمدت عضوية منتسبي حزبك الجديد فتعبث السنتهم على الهواء و يستهلك الناس ما يقال ثم يزيدون الطين بلة بما جادت الأقوال. انّ ما يقال في حقك قد تجاوز الحدود في عديد المواقع و الصفحات ولكن ما قيل في حق غيرك كثير وكثير وقد شمل الشخصيات والعائلات السياسية على مختلف مشاربها. لنتذكر على سبيل الذكر الكلمات المبهمات التي قرت بها قريحة لسان انثوي من حزبكم لما سئلت عن قضية القذف التي تقدم بها المقرر العام للدستور، لقد كانت اجابة يندى لها الجبين و يحمر الوجه حياء من تدهور لمستوى سفلي ليس بعده شيء. ليتذكر القارئ ما قاله من يلازم مايا و نوفل حين سئل عن الكتاب الأسود وهو الصحافي المعروف الذي لا يشق له غبار، لقد طلب يومها كم من قارورة جعة احتسى الرئيس "المؤقت" لتتفتق قريحته وتنتج هذا الابداع. لن أضيف أمثلة أخرى رغم تعددها وسأقف عند هذا الحد لتبيان أمر خطير وقع فيه الاعلام القذر و ضيوفه الذين ينقّون لتفاهة كلامهم و تدني مستوى الخطاب الذي يقدمونه. انّ تونس الأمس التي كانت تحكمها قناة متفردة بالأسود والأبيض نرى فيها ما يرى الزعيم و نفرح لفرحه و نغضب لغضبه قد ولت دون رجعة كما حصل في باقي الأوطان والامصار، فشبابنا هذا خُلق لوقت آخر وزمان آخر يهتز على سماع الموسيقى الصاخبة و يحنّ للصلوات الخمس في المسجد، ولكن كلاهم يقضي الساعات تلو الساعات أمام شاشات الكمبيوتر يتواصل عبر القارات. زد على ذلك فيض الحرية التي منّ الله بها على هؤلاء الشباب والكهول لمّا فرت الديكتاتورية مما جعل الشيوخ والعجائز يغادرون مقصوراتهم ويتركون سباحهم ليشاركوا القوم في نعمة الحرية والكرامة. لقد حرركم الشباب من عبودية الماضي كما حرّر أبو بكر بلال، فصبر جميل على ما قد تتلفظ به الاصوات المغرضة كما فعل الدكتور المرزوقي، و اعتراف بالجميل لعاصفة الثورة التي جاءت لتقلب الموازين و تحدّ من تسلط المفسدين حتى وان أزعجنا ما تناثر من تراب هنا وهناك و ما كُسر من أغصان بعض الشجيرات. وسعْ البال ذاك ما ينفع أهل السياسة المترشحون فان انهزموا فقد أراحهم الله من عناء الافتراءات و الاشاعات وان فازوا فليشمّروا على ساعد العمل ان كان هنالك ساعد و ليسهروا الليالي الطوال حرصا على رعاية القوم فهم يبغون الأمن والأمان.