أكّد عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي أنّ مبادرة الجبالي وتكوين مجلس حكماء هو انقلاب على الشرعية واعتبر البعض منهم أنّ هذه الدعوة تستوجب التعديل بإشراك التكنوقراط وكفاءات سياسية في حكومة ائتلاف وطني، في حين تمسك عدد آخر منهم وخاصة نواب حركة النهضة برفض هذه المبادرة رغم اعترافهم بفشل الحكومة الحالية وتباطئها في تحقيق أهداف الثورة والمحاسبة وحلّ المشاكل الاجتماعية على غرار التشغيل والأمن وغلاء المعيشة. وقد ذهب عدد من النواب خلال استئناف أشغال الجلسة العامّة اليوم الجمعة 15 فيفري 2013 إلى أنّ مبادرة الجبالي هي دعوة دعوة انقلابية، حسب ما أفاد به النائب عن كتلة حركة وفاء رفيق التليلي. واستنكر التليلي صمت الحكومة وعدم تحريكها أي دعوة قضائية إزاء الدعوة لحل المجلس وهو المؤسس للشرعية الوحيدة في البلاد. واقترح رفيق التليلي أن يتم اختيار حمة الهمامي رئيسا للحكومة المقبلة. من ناحيته قال النائب أيمن الزواغي إنّ العريضة الشعبية ترفض الاجتماع مع عشرين حزبا لأنّ العريضة هي الحزب الثاني في البلاد من حيث الأصوات والثالث من حيث المقاعد، وذلك على إثر دعوة وجهها الجبالي لحزبه في اجتماع اليوم للتشاور بخصوص مبادرة تكوين حكومة تكنوقراط. من جهته أكّد النائب عن كتلة الحرية والكرامة كمال السعداوي أنّ الترويكا هي جزء من منظومة الفشل، ومن أسباب هذا الفشل أيضا النزاع والتجاذبات السياسية وعدم الشعور بالأمن. وبيّن السعداوي أنّه يؤيّد حكومة كفاءات سياسية وشخصيات تكنوقراط في المكان المناسب خاصة في الوزارات التقنية، داعيا الجميع إلى إرسال رسائل طمأنة إلى الشعب وخاصة وسائل الإعلام. وألحّ النائب على ضرورة ضبط رزنامة تقريبية وواقعية يتعهد بها الجميع من أجل الذهاب إلى انتخابات في أقرب وقت، مؤكّدا على ضرورة أن لا يقتصر دور المجلس على المهام التأسيسية ويخصص جانبا تشريعيا. وأشار رئيس كتلة المؤتمر هيثم بلقاسم أنّ الأولوية اليوم هي المحافظة على الثورة بأن يكون التونسيين يدا واحدة، والاسراع بفك لغز الجريمة النكراء في حق شكري بلعيد، وقال رئيس كتلة المؤتمر إنّه لا يمكن الحكم بالوكالة في تونس في إشارة إلى مبادرة حكومة تكنوقراط، معتبرا أنّ الجبالي أخطأ في تصوره. مؤكدا أنّ ما تفعله الترويكا خاطئ. داعيا إيّاها بمراجعة نفسها خاصة حزب الأغلبية، محمّلا نفسه والجميع مسؤولية صعود الدولة العميقة للسطح على حدّ تعبيره. من جهتها دعت النائبة عن كتلة حركة النهضة فريدة العبيدي الاعلاميين الأحرار إلى الحيادية وعدم بث الفتنة. والتعجيل المجلس في ضبط برنامج ورزنامة واضحة للتسريع في إنجاز ما أوكل إليه. وفي هذا السياق قال النائب عبد المجيد النجار إنّ حكومة التكنوقراط أو الحكومة الفنية قد لا يتحمل وعاؤها الاكراهات السياسية الراهنة، مؤكّدا أنّ حكومة مؤطرة تأطيرا سياسيا تستطيع تخطي كلّ العثرات. من جهة أخرى بيّن عبد المجيد النجار أنّ الشعب قادر على أن ينطق بالحكمة ولا يحتاج إلى مجالس من الحكماء. ودعت النائبة سلاف قسمطيني النواب إلى سن قانون لتجريم كل من يطالب بحل المجلس أو بنهاية الشرعية، معتبرة أنّ الصراع اليوم هو صراع بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة وبين من يريد استكمال المسار الديمقراطي وبين من يريد إرجاع تونس إلى ما قبل 14 جانفي. وقالت سلاف القسمطيني "والله لو وضعتم الشمس على يميننا والقمر على شمالنا على أن نترك دماء شهادئنا وتسليمها لأشخاص وعيون شهدت على الظلم والاستبداد، فهذا ما لن ينالوه". وأكّدت القسمطيني أنّ قانون تحصين الثورة سيضع كل شيء في إطاره وسيتم تمريره.