أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن تأخر الإعلان عن تركيبة الهيئة المستقلة للإعلام والاتصال يعود إلى التباين في الآراء بين الحكومة والنقابة وتعذر ايجاد شخصيات محايدة، مؤكدا أن جانبا كبيرا من الترشحات لهم انتماءات ايديولوجية مناقضة للخيار الاسلامي النهضوي بما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الإعلام. ويأتي حوار رئيس حركة النهضة الذي نقله قسم الأخبار بإذاعة تطاوين مساء أمس الاثنين 25 مارس الجاري، في إطار إشرافه الغنوشي على اختتام الملتقى الشبابي الوطني الثاني لشباب حركة النهضة "من أجل شباب ملتزم وناجح" بتطاوين الذي امتد خمسة أيام بمشاركة 350 شاب وشابة من مختلف أنحاء الجمهورية بالقرية الأثرية بقرماسة من ولاية تطاوين. الحرية الفوضوية أقل خطرا من الحرية المقيدة واعتبر الغنوشي أن الحرية الفوضوية أقل خطرا من إنشاء هيئة تمارس القمع والتشدد والتضييق على أهم مكسب للثورة برفض التعددية وتوجيه الإعلام نحو اتجاه واحد. وبالنسبة إلى أسباب تشنّج العلاقة بين الإعلاميين وحركة النهضة وضّح الغنوشي أن السبب يكمن في عدم محاسبة قطاع الإعلام ما دفع نخبة الإعلاميين الذين كانوا يمجدون بن علي إلى العودة والإطلال برؤوسهم، قائلا إنهم يمارسون نفس سياسة "اللدغ واللسع". ورأى رئيس حركة النهضة إلى أن القطاع الإعلامي لم يعمل بحرية ولم يشهد التعددية إلا مع الحكومتين الأخيرتين اللتان لم تمنعا أي وسيلة من التعبير بحرية ولا وجود لصحفي مقيد رغم الانتقادات البالغة التي وجهت لهما. وفي سياق متصل، أكد رئيس حركة النهضة أهمية تحييد الإدارة والمساجد والتزام من يتولى مهام رئاستها بتطبيق القانون دون انحياز، مضيفا أن الانتماءات ليست مبرر لإقصاء أي مواطن من منصب يستحقه. مؤكدا أن الترويكا بما فيهم حركة النهضة قبلت إعادة النظر في كل التعيينات. مذكرا بعدد التعيينات في صلب الولاة والتي تم تغييرها عند تبين عدم كفاءاتها وابقاء الحكومة على عديد التعيينات رغم أنها تعيينات من قبل النظام السابق ويشهد لها بكفاءتها ونزاهتها. وبخصوص اتهام حركة النهضة بتجنيد الشباب وإرسالهم إلى سوريا، قال راشد الغنوشي إن "حركة النهضة لا تملك أجنحة مسلحة لترسلها إلى سوريا. وأن الشعب السوري لم يتوجه بنداء إلى العالم الإسلامي يطالبه بالمد كما أن الشعب السوري لا ينقصه رجال بل سلاح ومال". ودعا الغنوشي الإسلاميين إلى تقديم يد المساعدة للجيش السوري الحر الذي يقاتل نظام الأسد في سوريا بالمال وبالسلاح ومعونات الإغاثة. مؤكدا "أن نظام الأسد زائل لا محال وأن من يراهن عليه يراهن على جواد خاسر ومنكسر". ونهى الغنوشي الشباب التونسي من المشاركة في هذه المحرقة التي اختلطت فيها القراءات، مؤكدا دعم حركة النهضة لهذه الثورة اعلاميا وسياسيا. ونفى راشد الغنوشي تواجد شبكات للتجنيد في تونس واعتبرها سيناريوهات من صنع أعداء الثورة السورية ومناصري بشار الأسد، مؤكدا ضلوع هؤلاء في هذه الدعايات "كرها للإسلام وللثورة الإسلامية وليس حبا في الأسد". وعن مسؤولية الحكومة في هذه المسألة، ذكّر الغنوشي بموقف رئيس الحكومة علي لعريض الذي قال في بعض التصريحات الإعلامية إنه "من غير الممكن منع مواطن تونسي من حقه في حمل جواز سفر ظنا أنه متجه إلى القتال في سوريا"، مضيفا أن الحكومة تمكنت من ثني عدد من الشباب من السفر إلى تركيا بعدما كشفت الأجهزة الأمنية أنه مشتبه فيهم، و"الأجهزة الأمنية إذا اشتبهت في مجموعة أنها تنوي السفر إلى سوريا أو العراق يتم استدعاء عائلاتهم لإقناعهم بالعدول عن ذلك". وبخصوص نداءات الاستغاثة التي يوجهوها عائلات هؤلاء الشباب للحكومة لوقف هذا المشكل ومنع أبنائهم من السفر، اعتبر الغنوشي أن المسألة عائلية وتتطلب موقف صارم من الأهل وحلها مع أبنائهم.