أعلنت المعارضة السوريّة أمس السبت 30 مارس، تعرض بلدات سيطرت عليها المعارضة في ريف درعا في جنوب البلاد إلى "غارت جويّة عنيفة" من قبل طائرات النظام وحصول "قصف عنيف" على حي القابون في دمشق، في وقت قتل المعارضون أحد شيوخ الدين الموالين للنظام في حلب بشمال سورية. وأعلن رئيس شرطة المكافحة في المنطقة الشماليّة في حلب وإدلب العميد أحمد ديب انشقاقه عن النظام أمس. وأكدت مصادر إخبارية تابعة للنظام وقوع معارك عنيفة في ريف دمشق خلال الساعات الماضية. وأفادت معلومات رسميّة أنّ وحدة من الجيش السوري "قضت على العديد من مقاتلي المعارضة في منطقة مزارع الشيفونية والعتيبة وجوبر شرق العاصمة، ودمّرت "اوكاراً وآليات من أدواتهم الإجرامية". وقال مصدر رسمي إن "وحدة من قواتنا المسلحة دمّرت وكراً للمقاتلين بما فيه من أسلحة وذخيرة وآليات بينها سيارتان كان الارهابيون يستخدمونهما في أعمالهم الارهابية في مزارع الشيفونية". وفي حي جوبر، في الضواحي الشرقية للعاصمة، أفادت معلومات وسائل إعلام النظام أن وحدات من القوات الحكومية اشتبكت مع مجموعات من مقاتلي المعارضة قرب الصالة الرياضية في الحي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من المعارضين الذين وصفوا بأنهم "قناصون". وتابعت المصادر ذاتها أنّ اشتباكات أخرى دارت إلى الغرب وفي الشمال الشرقي من حي جوبر وأوقعت قتلى من المعارضة بينهم شخص وُصف بأنه "متزعم مجموعة إرهابية ضمن ما يسمى كتيبة القعقاع". النظام يستهدف المناطق السنيّة ذكرت مصادر المعارضة، أنّ قوات النظام جدّدت أمس "القصف العنيف" براجمات الصواريخ على حي القابون في البوابة الشماليّة للعاصمة، ما أدّى إلى حرائق وسقوط ستّة قتلى، إضافة إلى سقوط قذائف في منطقة الزبلطاني، مدخل الغوطة الشرقية. وأصدرت "كتيبة مجاهدي الصالحية"، أحد الأحياء الرئيسيّة في العاصمة السورية، بياناً دعت فيه أهالي الحي إلى "إخلاء حي الصالحية والذهاب إلى الأرياف المحرّرة خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام". وأفاد بيان آخر أن "كتيبة المهاجرين والأنصار" التابعة ل "الجيش الحر" دمّرت دبابة تابعة لكتائب النظام على الطريق الجديدة قرب ساحة العباسيين شرق دمشق ودبابة أخرى في منطقة داريا في الجهة الجنوبية للعاصمة. وتحاول قوات النظام منذ أكثر من أربعة أشهر السيطرة على داريا ولكن من دون جدوى. في غضون ذلك، أشار الإعلام الرسمي إلى أن وحدات عسكرية استهدفت "رتلاً للمجموعات الإرهابية في محيط قرية الحويجة شمال حماة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الإرهابيين وتدمير عدد من الآليات". وفي ريف اللاذقية، أفيد أن الطيران المروحي التابع للنظام قصف بالبراميل المتفجرة منطقة سلمى. أما في درعا في الجنوب السوري، فقد أفادت مواقع المعارضة أن طيران "الميغ" الحكومي استهدف في غارتين متتاليتين أمس منطقة اليادودة وأطراف بلدة تل شهاب وذلك "للمرة الأولى بعد التحرير". واستهدفت الغارات أيضاً بلدتي داعل وخربة غزالة ومحيط اللواء 38 في محافظة درعا التي يحقق مقاتلو المعارضة تقدماً ميدانياً واضحاً فيها. وفي تطور لافت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ مقاتلي المعارضة قتلوا إمام مسجد حي في مدينة حلب في شمال البلاد، تقطنه غالبية موالية للنظام السوري. وتقطن حي الشيخ مقصود غالبيّة كرديّة، لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه "الذي تقطنه غالبيّة موالية للنظام من المسلمين السنّة"، بحسب ما أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن . وأشار إلى أنّ الاشتباكات اندلعت منذ أول من أمس على إثر "هجوم شنّته كتائب اسلامية مقاتلة اضافة الى كتيبة كردية، على حواجز للجان الشعبية" بين بستان الباشا والشيخ مقصود، ما أدّى الى مقتل عشرة مدنيين و14 عنصراً من اللجان، اضافة إلى ما لا يقل عن سبعة مقاتلين. وأشار إلى أن القوات النظامية تحتشد في محيط الحي "لضمان عدم وقوع حي الشيخ مقصود شرقي في ايدي المقاتلين"، ما سيمكنهم من "استهداف اي حي يقع تحت سيطرة النظام بقذائف الهاون" نظراً لوقوع هذه المنطقة على تلة. اشتباكات عنيفة في حي الشيخ مقصود جرت في الأيام الماضية على أطراف حي الشيخ مقصود ذي الغالبيّة الكرديّة "اشتباكات عنيفة" بين مقاتلي المعارضة ومسلحين من لجان الحماية الشعبية الكردية التابعة ل "حزب الاتحاد الديموقراطي" بزعامة صالح مسلم المقرب من "حزب العمال الكردستاني"، الذي تتهمه المعارضة بأنه مقرب من النظام. وبدأت الاشتباكات بعد قيام مقاتلي المعارضة بشن هجمات على حواجز الحماية الشعبية. وكانت مدينة رأس العين على الحدود مع تركيا شهدت اشتباكات مماثلة في الأسابيع الأخيرة انتهت بتوقيع اتفاق بين الطرفين. كما سجل حصول اشتباكات بين "قوات الحماية الشعبية" والقوات النظاميّة في حي الاشرفية، ذي الغالبية الكردية، في حلب. إلى ذلك، قالت المعارضة إن قوات النظام المتمركزة في مقر اللواء 93 قصفت أمس بلدة عين عيسى في الرقة بعد سيطرة المعارضة عليها، في وقت تستمر الاشتباكات بين الطرفين في محيط مقر الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة العسكري، باعتبار أنها المراكز العسكرية الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة النظام.