تجمع اليوم السبت 29 جوان 2013 مئات من أنصار حزب الاتحاد من أجل تونس أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي بحضور أبرز قيادات الاتحاد، إلى جانب تواجد وجوه سياسية من مختلف أحزاب المعارضة على غرار أحزاب المبادرة وجميع مكونات الجبهة الشعبية ونواب من المجلس التأسيسي عن كتل نيابية متعددة على غرار الكتلة الديمقراطية وكتلة نداء تونس، ليرفعوا شعارات مناهضة لقانون التحصين السياسي للثورة وتنديدا بما أسموه ممارسات الحزب الحاكم "حركة النهضة" مطالبين بحلّ رابطات حماية الثورة. وقد برز خلال هذه التظاهرة الذي أعدّ لتنظيمها الاتحاد من أجل تونس بقيادة الباجي قائد السبسي، توافد أعداد كبيرة من المواطنين من تونس الكبرى ومن المناطق والجهات الداخلية للبلاد، ولعلّ أبرز ما عرفته هذه الوقفة مناشدة الباجي قائد السبسي للترشّح إلى الرئاسية. ورافق هذا التجمّع للأحزاب المناصرة للدساترة بشكل عام ولحزب نداء تونس بشكل خاص في موقفه من قانون العزل السياسي، تمركز أمني كثيف في ساحة باردو ولجميع الطرق المؤدّية إليها. وصمة عار وعلى هامش هذه التظاهرة قال القيادي بحركة نداء تونس نور الدين بن نتيشة إنّ قانون الإقصاء سيقسّم تونس إلى شقين وهو ما يعدّ وسمة عار في تاريخ تونس، مشيرا أنّ المجلس التأسيسي اليوم له فرصة تاريخية لكتابة دستور لكل التونسيين وأن يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية وليست دولة تقسّم تونس. وأكّد محسن مرزوق القيادي في نداء تونس أنّه وقع اختطاف سلطة المجلس التأسيسي وصلاحياته باعتبار أنّه ليس من صلاحياته إصدار هذا القانون، لأنّ صلاحياته كتابة دستور والإعداد للانتخابات وهيئة مستقلة للانتخابات وأن يساعد في إنقاذ البلاد ولم ينجز المجلس أيّا من هذه الصلاحيات. وأشار مرزوق أنّ الأغلبية داخل المجلس تستغل أغلبيتها في تقسيم التونسيين وتمرير قانون الإقصاء، مشيرا أنّ هذا القانون "ساقط" قانونيا وأخلاقيا، ولن يتم تطبيقها مهما كان الأمر، ولن يطبّقه لا الجيش التونسي ولا الشرطة التونسية. وقد امتزجت الهتافات المناصرة لإسقاط قانون التحصين السياسي للثورة خلال هذه التظاهرة مع أنغام "المزود التونسي والطبلة والبندير"، مع تعالي الأصوات المطالبة بعودة الباجي قائد السبسي إلى الحكم من جديد. وراوح المتظاهرون في الشعارات التي رفعوها أثناء التظاهرة بين المطالبة بإسقاط قانون تحصين الثورة من أذناب التجمّع، وبين الدعوة لحلّ رابطات حماية الثورة، ومقاطعة ما وصفوه "بالرجعية والظلامية"، وبناء دولة ديمقراطية مدنية حداثية. ومن النواب المواكبين لهذه التظاهرة حضر سمير بالطيّب الناطق باسم حزب المسار الاجتماعي الديمقراطي ورئيس حزب الخيار الثالث صالح شعيب وعضو المجلس عن حزب المبادرة محمد كريم كريفة، ونواب حزب نداء تونس خميس قسيلة ومحمد علي النصري وعبد العزيز القطّي، ومن النواب أيضا سليم بن عبد السلام وأحمد نجيب الشابي وإياد الدهماني عن الحزب الجمهوري. ومن القيادات البارزة في تنظيم نداء تونس كلّ من الطيب البكّوش وفوزي اللومي ورضا بالحاج، وشهدت الوقفة حضور أرملة القيادي بالجبهة الشعبية وأمين عام حزب الوطد سابقا شكري بلعيد.