أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" عن تبنيه عملية تهريب السجناء من سجني أبو غريب والتاجي في العاصمة بغداد، أول أمس الأحد 21 جويلية 2013، وسط أنباء أمنية تشير إلى هروب 815 سجينا معظمهم ينتمون لتنظيم القاعدة من السجنين. وأفاد التنظيم في بيان نشر على المواقع الجهادية التابعة له على الإنترنت اليوم الثلاثاء 23 جويلية، "أن عناصر التنظيم قاموا صباح الأحد بتفجير 12 سيارة مفخخة تقاد بصورة متزامنة عند البوابات الرئيسية والجدران الخارجية للسجنين وتلاهم تفجير مجموعة من الانتحاريين لأنفسهم بأحزمة ناسفة". وجاءت تلك التفجيرات " في الوقت الذي تم فيه قطع الطرق المؤدية إلى كلا السجنين وهما طريق (بغداد - أبي غريب) وطريق (بغداد - الموصل) بعد القضاء على نقاط التفتيش المنتشرة على الطريقين وإبادة أو تشتيت عناصرها"، بحسب البيان. وتابع أن هذا الأمر ترافق مع استهداف قوات الجيش القريبة من الموقعين في مقر لواء المثنى ومعسكر التاجي بصواريخ "غراد" ورشقات متتالية من قنابل الهاون، حيث تم تأمين الطرق المؤدية للموقعين بالكامل وشل حركة قوات الإمداد الأرضية وحركة الطيران، لتبدأ مرحلة الاقتحام لتحرير معظم السجناء. ولفت التنظيم في بيانه إلى أن "الاشتباكات استمرت مع حراس السجن وقوات الحماية داخلها وعلى الأبراج المحيطة بها لعدة ساعات إلى أن تم السيطرة على كل الأبراج وقتل وإصابة من فيها وتمشيط الأبنية من الداخل". وأضاف أنه "في غضون ساعات قليلة تم تحرير المئات من السجناء"، مشيرا إلى أنه "تم خلال العملية قتل ما يزيد عن 120 وإصابة العشرات من القوات العسكرية العراقية المكلفة بحماية السجنين، بالإضافة إلى تدمير معظم الأبراج والمنشئات التي استولى عليها منفذو العملية وإحراق المركبات العسكرية التي تعذر سحبها من الموقع." وحسب البيان فإن عددا من السجناء فقدوا حياتهم في الاشتباكات كما أصيب البعض منهم بجراح فيما فر غالبيتهم خارج السجن وتم تأمين خروجهم من بغداد. وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي قال في أفريل الماضي إن "جبهة النصرة في بلاد الشام" التي تنشط بالقتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد هي امتداد للتنظيم معلناً تشكيل "دولة العراق والشام الإسلامية" التي تضم الجماعتين، وذلك في رسالة صوتية منسوبة إليه. ولم تعلق جبهة النصرة وقتها على هذه الرسالة، غير أنه ثارت خلافات بين الجانبين ما استدعى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة لتوجيه رسالة في وقت لاحق لتنظيم القاعدة في العراق ألغى فيها دمج "الجماعتين" في سوريا والعراق في محاولة منه لإنهاء التوترات المتزايدة بينهما. جاء ذلك في الوقت الذي أفاد فيه مصدر أمني بأن عدد الفارين من سجني أبو غريب والتاجي هو 815 سجين وليس 100 فرد مثلما أعلنت عنهم السلطات العراقية. وتم فرض حظرا إلى التجوال في منطقتي التاجي وأبو غريب منذ وقوع العملية وتجري القوات الأمنية عملية تمشيط موسعة في المنطقتين، كما تم اعتقال المئات من الشباب في المنطقة وذلك بحسب ما ذكره شهود عيان لوكالة الأناضول للأنباء.