أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة المذابح التي ارتكبتها الداخلية والجيش المصري في رابعة العدوية والنهضة وغيرهما، داعيا شرفاء العالم كله إلى وقف نزيف الدم ومنع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب المصري، وإلى العودة إلى الشرعية. واعتبر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنّ ما حدث في مصر يعدّ أفظع جريمة عرفها تاريخ مصر الطويل إذ تم اقتحام التجمعين السلميين في اعتصامهما بالنهضة ورابعة العدوية، بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والخرطوش، بكثافة غير مسبوقة، وكذلك استخدام الطائرات في قنص المصورين الذين ينقلون الحقيقة، وإلقاء الغازات السامة والحارقة على المعتصمين، وهو الأمر الذي لم يتعوّده العالم، حتى في أسوء صوره للتعامل مع هذه الاعتصامات السلمية. وأكّد الاتحاد أنّ تاريخ مصر بل وتاريخ الإنسانية لن يغفر لأولئك الواغلين في الدماء والأعراض، المتزلفين على موائد النفاق، من إعلاميين وحزبيين كانوا وإلى العهد القريب يملؤون الدنيا صراخاً وزعيقاً، بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ثم ها هم أولاء اليوم يعيدون تمثيل دور المنافقين لتسويغ الانقلاب على الشرعية والعدوان على الحريات والدوس على حقوق الإنسان، بتعصب بغيض ينفث نتن الكراهية والحقد. ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كل المصريين أيا ما كان موقعهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، وكلّ عقلاء العالم وأحراره إلى المبادرة الفورية لوقف المجازر في حق المدنيين المعتصمين في احتجاجات نضالية سلمية، داعيا على الخصوص السلطة القائمة في مصر الآن وأبناء مصر الشرفاء في قوات أمن الداخلية والجيش المصري أفراداً وضباطاً إلى الكف فوراً وبدون تأخير عن ممارسة القتل والعدوان في حق هؤلاء الأبرياء مهما كانت الدواعي. وطالب الاتحاد جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، وهيئة الأممالمتحدة، ومجلس الأمن، وغيرها من المنظمات الدولية وهيئات حقوق الإنسان، للتحرك السريع الجاد، من أجل وقف حمام الدم وانتهاك الحرمات والحريات الذي يقوم به الانقلابيون في مصر. ودعا المنظمات الحقوقية والناشطين المدافعين عن الحريات في العالم إلى رفع قضايا جنائية أمام المحاكم الدولية من أجل محاكمة الضالعين في قتل الأبرياء والاعتداء على الحريات والكرامة الإنسانية من الانقلابيين في مصر وحكومتهم غير الشرعية والمحرضين لهم من الإعلاميين ودعاة الديمقراطية المزيفين. من جهة أخرى ثمّن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عالياً المواقف النبيلة والرائعة لكل الشرفاء في مصر من الشخصيات المستقلة والتجمعات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني ممن وقفوا مع الحق والعدل وصوت الضمير، وخاصة جبهة الضمير، والاحتراس النهضوي وغيرها ممن يناصرون الشرعية الدستورية، ويحمون المكتسبات الديمقراطية. وعبر الاتحاد عن أسفه الشديد للمواقف الخاذلة للشعب المصري في محنته ولمكتسباته الديمقراطية أمام المنقلبين عليها، ممن كان يتوقع منهم أن يكونوا أنصاراً للحق، ومدافعين عن الحرية والمشروعية من أمثال شيخ الأزهر وغيره من الرموز الإسلامية، التي مازال الشعب المصري والضمير المسلم، راجيا منهم العودة إلى الحق والرجوع إلى الرشد، والانحياز إلى معسكر المظلومين، ومؤيدي الشرعية الإسلامية، والمشروعية الدستورية والديمقراطية. ودعا الاتحاد كلّ المصريين جميعا إلى الخروج من بيوتهم بأزواجهم وأولادهم البالغين والمميزين، لينضموا إ‘لى المعتصمين، ليكثروا سوادهم، ويضاعفوا أعدادهم، ولا يتقاعسوا عن ذلك، إلا من كان له عذر يمنعه. واعتبر الاتحاد أنّ هذا الخروج فرض عين عليهم، وهو أمر ضروري لإثبات قوة هؤلاء المعتصمين، ولن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، ولن يموت أحدهم قبل أجله. ودعا الاتحاد أبناء البلاد العربية والبلاد الإسلامية المخلصين، الذين يؤمنون بوحدة الأمة الإسلامية، ووجوب تآزرها في الشدائد، أن ينضموا إلى إخوانهم في مصر، بجعل يوم الجمعة القادم جمعة الغضب، على المجازر الهائلة، التي أريقت فيها دماء المصريين بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، وإلا أنهم يطالبون بالحرية والديمقراطية والحياة الدستورية.