أفرزت نتائج التقرير لصادر عن المجموعة العربية لرصد الإعلام بالتعاون مع المجلس الوطني للحريات بتونس والتحالف من أجل نساء تونس، حول الممارسات المهنية المرتبطة بالحقد والكراهية عن انتشار خطابات الكراهية في الصحافة اليومية الصادرة باللغة العربية والتي بلغت 90.3 بالمائة في حين تقاسمت الصحيفتين الصادرتين باللغة الفرنسية لوتون ولابراس النسبة الباقية والتي تمثل 9.7 بالمائة. الصحافة المكتوبة وقد احتلت صحيفة المغرب المركز الأول بالنسبة إلى الصحف اليومية بنسبة 34.33 بالمائة وصحيفة التونسية في المركز الثاني ب 23.88 بالمائة وتأتي في بقية المراكز كل من الصحف الصريح والشروق ولوتون ولابراس، بعدد 134 تكرار لمفردات داعية بصفة ضمنية أو مباشرة إلى بث العنف والحقد والكراهية وبنسبة مائوية قدرت ب 100 بالمائة من خطابات الحقد والكراهية في الصحف اليومية. وبالنسبة إلى الصحف الأسبوعية احتلت صحيفة المساء المرتبة الأولى بأكثر من 71 بالمائة من خطابات العنف والكراهية وبنسبة 90.3 بالمائة تكرار لهذه الخطابات وهي نسبة عالية جدا تؤكد مجموع الانتقادات الموجهة إلى الصحيفة من قبل السياسيين والصحفيين، وتأتي صحيفة الضمير في المركز الثاني ب 24 تكرار لخطابات الحقد والكراهية أي ما يعادل 14.37 بالمائة وهي كثيرا ما انتقدت كتاباتها الحاملة لعبارات الشتم ودعوات العنف ضد بعض الأطراف السياسية واحتلت صحيفة آخر خبر المركز الثالث ب 13.77 بالمائة. المحطات الإذاعية ويوضح التقرير أن المحطات الإذاعية الخاصة تحتل الصدارة في تكرار خطابات الكراهية وزيادة نسبتها المائوية إذ بلغت 98 بالمائة بمجموع 52 تكرارا وجاءت إذاعة موزاييك في المقدمة بنسبة 55 بالمائة ب 29 تكرارا، واحتلت إذاعة كلمة المركز الثاني ب 17 بالما ئةب 9 تكرارات وجاءت كل من إذاعة راديو6 واكسبرس أف أم والإذاعة الوطنية باقي المراتب بنسب أقل. القنوات التلفزية وتوضح الأرقام أن عدد تكرار خطابات الحقد والكراهية موجودة في التلفزات الخاصة التي تحتل الصدارة بنسبة 100 بالما ئة بمجموع 42 تكرار وجاءت قناة حنبع في المركز الأول بأغلبية 64 بالمائة بتكرار 27 مرة تليها قناة نسمة بنسبة 31 بالمائة في حين احتلت قناة التونسية المركز الثالث ب 5 بالمائة. ومثل محوري الأحزاب والدين 58 بالما ئة من المادة الإعلامية التي تضمنت خطابات الكراهية والحقد، حيث أتت نسبة محور الدين في المقدمة ب 44.78 بالمائة من خطابات الكراهية تليها الدين ب 13.43 بالمائة. واستهدفت نسبة 38 بالمائة من الخطابات في الصحف اليومية حركة النهضة ونداء تونس والجبهة الشعبية، إذ تحتل النهضة المركز الأول بنسبة 17.91 بالمائة يليها نداء تونس ب 14.18 بالمائة ثم الجبهة الشعبية ب 6.72 بالمائة من تكرار الخطابات الموجهة والمنادية بالعنف والكراهية. وتبين الأرقام أن أكثر من 67 بالمائة من خطابات الكراهية عبارة عن عبارات القذف والشتم حيث بلغت نسبة عبارات القذف 20.75 بالمائة والشتم 47.17 بالمائة وهي نسب كبيرة توضح انحراف الممارسات الصحفية عن أخلاقيات المهنة، كما برزت نحو 9 بالمائة من خطابات الكراهية كدعوات للعنف والقتل خاصة في المحطات الإذاعية وهي نسبة عالية تظهر بوضوح انزلاق الخطابين السياسي والإعلامي وهو ما يهدد المجتمع التونسي. وتضمن التقرير دعوات ملحة إلى الصحافيين للمساهمة في تنشئة سياسية وثقافية وتغيير مضامين وسائل الإعلام إلى فضاءات متعدد الأبعاد حتى يساهم الإعلام في رفض العنف والكراهية التي تبرز في الكثير من خطابات السياسيين، إلى جانب فتح نقاش مهني ومدني وضمان الفصل بين الإداري وهيئة التحرير وتشكيل مجلس لأخلاقيات مهنة الصحافة، بالإضافة إلى إيجاد آليات قانونية لمنع تمركز وسائل الإعلام.