عقدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، صباح اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2013 ندوة صحفية بمدينة العلوم للنظر في تدعيم مشروع كراس الشروط للإذاعات والتلفزات الخاصة المعدّ من قبل الهيئة بمقترحات المتداخلين في هذا القطاع. وقد عرفت الندوة مشاركة العديد من مديري المؤسسات الإعلامية ومن الصحفيين. وقال النوري اللجمي، رئيس هيئة الاتصال السمعي البصري في تصريح لوكالة "بناء نيوز" إنّ الإشتغال على كراس الشروط وتدعيمه بدأ منذ مدّة كبيرة وأنّ الندوة مخصصة اليوم بالنظر في هذا الكرّاس ومناقشته وتدعيمه من خلال مقترحات العاملين بالقطاع من صحفيين ومسؤولين وأرباب المؤسسات الإعلامية. كما قال في كلمته بالندوة أنّ المشهد الإعلامي عامة أصبحت تسوده حالة من الفوضى الذي تأمل الهيئة في الحدّ منها بتطبيق كراس الشروط الذي سيلزم كلّ المؤسسات الإعلامية بتطبيق قانون الصحافة وفق المرسوم 116، معبرا عن أمله في أن يتمّ تدارك التسيب والتجاوزات التي شهدتها المؤسسات الإعلامية خاصة القنوات التلفزية منها مشيرا إلى أنّ الهدف من سنّ هذه الكراسات هو التأسيس لجملة من القواعد لإرساء مبدأ المساواة بين جميع المؤسسات حتى يكون المشهد الإعلامي في مستوى تطلعات الرأي العام التونسي. إلتزام المؤسسات الإعلامية وقد تمّ تخصيص على هامش هذه الندوة خمس ورشات، وهي الورشة القانونية، ورشة أخلاقيات المهنة، ورشة دعم الثقافة التونسية، وورشة الإعلام السمعي البصري الجمعياتي والورشة التقنية ومبادئ الإشهار. وفي هذا الخصوص قالت راضية السعيدي، عضوة الهيئة إنّ كراس الشروط يلزم جميع المؤسسات الإعلامية على الإمضاء على الوثيقة وهو ما يلزمها بإحترام قوانين الهيئة وأضافت أنّ عدم الإمضاء على هذه الوثيقة يعرض المؤسسة إلى عقاب تسلسلي بداية من الغرامة المالية، إيقاف البث وصولا إلى سحب الرخصة أو إجازة البثّ مبينة أنّ جميع المؤسسات تمّ إبلاغها بهذا الإجراء وسيكون تطبيقه في الأيام القليلة القادمة . وقد بيّنت كذلك أنّ الهيئة قد تسنى لها الإطلاع والاستئناس على كراسات الشروط الأجنبية المنظمة للقطاع السمعي البصري من ذلك كراس الشروط الفرنسية والبلجيكية. تجاوز أخلاقيات المهنة وقالت رشيدة النيفر، عضوة الهيئة في تصريح للوكالة إنّ المشهد الإعلامي قد سجل عديد التجاوزات في الفترة الأخيرة لكن موقف الهيئة كان واضحا وهو ما ترجمته من خلال البيان الصادر في 23 أكتوبر بضرورة تحييد المؤسسة الإعلامية عن التعبئة السياسية مبينة أنّ دور الهيئة يرتكز على الجانب التشاوري وليس الزجري. وأضافت أنّ أكثر التجاوزات الإعلامية أصبحت تتعلق بتجاوز أخلاقيات المهنة الصحفية وتمرير رسائل سياسية تتجاوز القانون. وأضافت أنّها تأمل في أن يساهم كراس الشروط الجديد في تقليص حجم التجاوزات وأن يلتزم الصحفيون وخاصة المسؤولين عن المؤسسات الإعلامية بالميثاق الناص على أخلاقيات المهنة الصحفية.