يحتفل العالم العربى يوم 30 ديسمبر الحالى بذكرى ميلاد "كوكب الشرق" أم كلثوم التى أطربت الشعوب العربية على اختلافها لعدة عقود، وانتشى بخمر غنائها المواطن المصري والعربي بل والأجنبي على أختلاف مشاربهم وأصبحت بحق سفيرة الغناء العربي للعالم أجمع، وصار من جاء بعدها من الفنانين يتسابقون لآداء أغانيها، وأطلق اسمها على الكثير من الشوارع في العالم العربي تخليدا لها، كما زانت تماثيلها العديد من ميادين الشرق. وقال الموسيقار حلمى بكر إن كوكب الشرق "أم كلثوم" هي مصر وبفقدانها فقدت مصر أهم روابطها مع الدول العربية، موضحا أن مصر لم تعط أم كلثوم حقها حتى الآن. ولفت إلى أنه قدم مشروعا لوزارة الثقافة لانشاء جائزة تحمل اسم "أم كلثوم" يتم منحها لمن يستطيع أن يسير على نهج أم كلثوم. وأوضح أن الغناء المصرى فقد جذوره مع فقده التعلم من ألحان "أم كلثوم" واعتماده على الموسيقى الغربية، حيث أن اغانى أم كلثوم تحمل هوية "الغناء العربى الأصيل". وأشار إلى أنه كان يتمنى أن تغنى "أم كلثوم" لحنا من ألحانه بعد أن تم الاتفاق بينهما قبيل سفرها للعلاج على أغنية "معنديش فكرة "وهي من كلمات محمد عبد الوهاب ولكن وافتها المنية. وأوضح أن أم كلثوم كانت تحمل هوية الأغنية العربية، حيث تعتبر كوكب الشرق بمثابة "الإناء الذي يمد جميع المطربين والملحنين بالقدرة على الحياة الفنية، حيث أرست قواعد الطرب العربي الأصيل بعد تعاونها مع جيل "الفن الجميل" وفي مقدمتهم القصبجي والسنباطي وعبد الوهاب". ومن جانبه قال الإعلامي وجدي الحكيم إن أم كلثوم هي أهم حدث من الأحداث الفنية في القرن العشرين ولقب "كوكب الشرق" يعبر بحق عنها. وعن ذكرياته مع أم كلثوم أوضح أنه حاول لمدة 18 عاما أن يسجل معها حوارا ولكن كانت ترفض أن تجري أي حوارا، وتقول أنا أغني فقط وأنت تتكلم، وعندما حانت الفرصة سجلت معها حوارا عن قصة حياتها منذ البداية حتى بلغت مرتبة أول مطربة في العالم العربي، وأتذكر أول يوم للتسجيل معها قامت بجمع كل أفراد عائلتها لتستمع للحوار لأنها كانت تخشى أن تقول كلمة تؤثر على رصيدها الفني لدى الجماهير. وأضاف أن التسجيل تم في عدة أماكن منها منزليها في القاهرة والاسكندرية ومع كل حلقة يتم إذاعتها كان هناك أديب أو مفكر يعقب على حوارها وكان الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف هو أول من عقب عليها في أول حلقة وكذلك الأديب فكري أباظة والأديب سعد الدين وهبة. وقال الموسيقار هاني مهنى إن أم كلثوم قمة غنائية كبيرة جدا وانسانة وحالة شاذة لايمكن ان تتكرر في أي زمان ولامكان، وكانت تمتلك الاحساس وقوة الصوت في وقت واحد وتستطيع أن تجمع بين الاثنين دون أن يغلب الاحساس على قوة الصوت أو العكس وهذه حالة نادرة لايمكن أي مطرب أو مطربة أن تجمع بينهما. وولدت "كوكب الشرق في 30 ديسمبر 1898 بمحافظة الدقهلية، وبعد عام 1916 تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذين أتيا إلى مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية لإحياء ليالي رمضان، ثم أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم، وكانت تلك الخطوة الأولى فى مشوارها الفني، حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرا لها. وفي عام 1921 عادت إلى القاهرة لكى تستقر نهائيا، وفى 1923 غنت فى حفلات كبار القوم، كما غنت في حفل حضرته أشهر مطربات عصرها منيرة المهدية التي كانت تلقب بسلطانة الطرب، ثم انطلقت في عالم الغناء، وشاركت في ستة أفلام سينمائية. وفي عام 1960 حصلت أم كلثوم على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بعد افتتاحها التليفزيون المصري. وفي 22 يناير 1975 تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لها، وفى 3 فبراير 1975 فى القاهرة فارقت أم كلثوم الحياة، وأذاع الأديب يوسف السباعي في تمام السادسة مساء نفس اليوم نبأ وفاتها.
