أفرز المؤتمر العادي للجامعة العامة للمالية والتخطيط، الذي انعقد يوم 15 مارس الجاري بأحد النزل بالحمامات الشمالية برئاسة الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد المسؤول عن قسم التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية وتحت شعار »استقلالية، وحدة نضال«، فوز الاخوة: الشاذلي البعزاوي (كاتبا عاما)، فريد ذويب (النظام داخلي)، عبد الله القمّودي (المالية والانخراطات)، الصادق الكوكي (الاعلام والنشر)، فريد البكوري (الدراسات والتشريع)، أحمد بن بدر (التكوين النقابي والتثقيف العمالي)، حسن الرياحي (الحماية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية)، حميدة العكاري (العلاقات الخارجية والعربية) ونادية الفخفاخ (المرأة والشباب العامل والجمعيات). وبذلك يشهد المكتب الجديد صعود 7 أعضاء جدد ونقابيتان لأول مرة. كما تكونت اللجنة القطاعية للمراقبة المالية من الاخوة محرز عمارة (مقررا)، توفيق المبروك ومحمود ناجي (عضوين). وقد حضر افتتاح اشغال المؤتمر الاخ محمد شندول الامين العام المساعد المسؤل عن الاعلام والنشر والاخوة نور الدين الطبوبي ومحمود عاشور وزياد الأخظر من الاتحاد الجهوي بتونس. تكريم كما كان الافتتاح مناسبة لتكريم مجموعة من قدماء قطاع اعوان المالية من الذين أفنوا أعمارهم بين المؤسسات فكانت لفتة كريمة لرد الجميل والتعبير لهم عن العرفان لما قدموه للقطاع وللاتحاد العام التونسي للشغل. نقاشات ساخنة الاخ رضا بوزريبة، لدى افتتاحه للأشغال، كشف أهمية القطاع في المنظومة الاقتصادية الوطنية وأهم التحديات المطروحة عليه من تدعيم الهيكلة وتنسيب العمال والاعوان الى الاتحاد خاصة في الجهات. ودعا الاخ بوزريبة الى ان يكون هذا المؤتمر فرصة لتقييم الماضي ورصد السلبيات من أجل تقوية القطاع في المستقبل وتعزيز النفس النضالي فيه. وقد قدّم الاخ الشاذلي البعزاوي، الكاتب العام المتخلي للجامعة التقرير الادبي الذي قيّم المدة النيابية السابقة وما حفّ بها من ظروف ومصاعب على المستوى الدولي والمحلي. وأوضح الاخ البعزاوي، من خلال التقرير، المشاكل الموجودة في خضم عمل الجامعة والخطة التي تم وضعها من اجل النهوض بالقطاع ووضعه على المسار النقابي السليم الذي يستجيب لمطالب وتطلعات الاعوان والعمال. فقد تم تفعيل الهياكل المسيّرة ودعم الهيكلة وتكثيف الانخراطات واعتماد التعبئة النضالية في كل مراحل التفاوض في سلك المالية والمؤسسات فضلا عن سلك التبغ والوقيد. واستعرض الاخ البعزاوي المحطات الفارقة في نضال الجامعة ومنها عقد أول هيئة ادارية يوم 4 ماي 2007 منذ عقود وقرارها الاضراب الوطني يوم 15 ماي، ثم قرار اضراب يوم 27 ماي 2009 لأعوان التبغ والوقيد و 28 ماي لأعوان المالية. وهذه التحولات التي جاءت ردّا على أسلوب المماطلة في المفاوضات كانت خير حافز لتقوية اللحمة في القطاع وتعزيز دور الجامعة في التنسيق بين مختلف النقابات، وملتزمة بمرجعية احترام القانون الاساسي للمنظمة وما يتضمنه من مواقف مبدئية تدعم العمل النقابي المطلبي والنضالي الذي يوحّد ولا يفرّق. التقرير، أسال لُعاب النواب في النقاش وطرح مشاكل قطاعهم ورؤاهم حول المدة النيابية السابقة وتركّزت المداخلات بالخصوص على ما يعانيه شغيلة القطاع من اهتراء مقدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع الاسعار وخاصة أسعار المواد الاساسية، وما يتطلب ذلك من وقفة حازمة من النقابيين والالتفاف حول جامعتهم والاعداد الجيّد لرؤية واضحة حول المفاوضات الجماعية القادمة. هذه المشاكل الاجتماعية، زادتها تعمّقا الهنات الموجودة في نظام التأمين على المرض والتحديات التي تواجه الصناديق الاجتماعية في المستقبل المنظور وما يخفيه ذلك من اعتداء على الحقوق الاجتماعية للأعوان. وبيّن عديد المتدخلين من سلك المالية، حاجتهم الاكيدة لنظام أساسي خاص ترفض سلطة الاشراف التفاوض بشأنه وهو مطلب يبقى من المسائل الموكولة الى المكتب الجامعي الجديد، فضلا عن بعض الاشكالات العالقة وأهمها مفاوضات اعوان مركز الاعلامية لوزارة المالية والتي »تفننت« سلطة الاشراف في تعثرها وعدم حسمها وانجاحها، ليبقى الاعوان رهينة ظروفهم الاجتماعية القاهرة. »الڤمرڤ« في المقدمة مثل كل المؤتمرات السابقة، وكما كان منتظرا احتلت القضايا المطروحة لأعوان الوكالة التونسية للتبغ والوقيد صدارة النقاش، فتراوحت المداخلات بين نقد المدة النيابية السابقة وتثمينها وكيفية تصريف الاختلافات السياسية والايديولوجية لتكون داعمة للوحدة وليس للفرقة وحافزا لمزيد التعمق اكثر في مشاغل عمال »القمرق« الذين يعانون ويلات عدم احترام شروط حفظ الصحة والسلامة المهنية وعدم احترام الحق النقابي والعمل بأولوية الانتداب لأبناء العملة. ولقد ألقت مشكلة عدم جودة المنتوجات المصنعّة من الوكالة، بظلالها على تدخلات النواب الذين طالب أغلبهم بتحمل المكتب الجديد لمسؤولياته ومضاعفة جهوده من أجل حلّ هذه المعضلة والضغط على الادارة لتحسين المنتوج وعودته الى صدارة استهلاك المواطن باعتباره انتاجا حساسا وهاما في الدورة الاقتصادية ويدعّم ربح المؤسسة وازدهارها. كما لم يخف النواب انشغالهم من ما يروج حول نوايا خصخصة الوكالة (رغم تكذيب سلط الاشراف) وعبّروا عن استعدادهم للدفاع عن عموميتها وتدعيم مكاسبهم. مطالب وطنية وعربية اهتم المؤتمرون الى جانب مشاغلهم المطلبية والنقابية، بما يشهد الاتحاد العام التونسي للشغل من حراك داخلي ونادوا بتعزيز الديمقراطية والتضامن النقابي بين القطاعات والانفتاح اكثر على عدة قضايا وطنية كالحريات العامة والفردية ومواصلة مؤازرة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ونضال ابناء الحوض المنجمي من اجل حقهم في الشغل وعودة من أطلق سراحهم من السجون الى سالف شغلهم. كما تم التركيز، على ما تشهده الاراضي المحتلة من مواصلة الانتهاك الصهيوني لها واستباحة مقدساتها ودعوا الى تنويع وسائل التضامن ودعم المقاومة في العراق ولبنان. البعزاوي يوضّح في معرض ردوده عن استفسارات وتساؤلات ونفوذ النواب، جدّد الاخ الشاذلي البعزاوي التذكير بأن الجامعة انطلق عملها في المدة النيابية السابقة في ظل ظروف صعبة ومعقدة، منها غياب الأرشفة وقلة الهياكل وتراجع الانتساب فضلا عن عدم اعتراف سلطة الاشراف بالعمل النقابي المسؤول والجدّي. وأبرز الاخ البعزاوي، انه رغم كل هذه المعيقات فقد نجحت الجامعة في تقوية الانتساب وتوحيد الفرقاء كلما برزت خلافات وتأسيس منطق نضالي يراوح بين الحوار والضغط الميداني من أجل احترام القوانين الشغلية واحترام تطبيق الاتفاقيات المبرمة، مشددا على مواصلة هذه الذهنية وترسيخها اكثر في عمل المكتب الجديد الذي سيدخل مباشرة في الاعداد للمفاوضات الجماعية الجديدة. كما أشار الاخ البعزاوي الى أن عمال »القمرڤ« أبرياء من أزمة السجائر ودعا الى الضغط اكثر على الوزارة لمقاومة هذه الازمة وعودة الثقة للمواطن التونسي. ولم ينكر الاخ الكاتب العام، أن كل عمل تشوبه نواقص، وهذا أمر طبيعي، لكن مع ذلك وجب الوقوف على الهنات ورصدها والبحث عن الحلول الملائمة للتجاوز ولن يكون ذلك الا عبر نقد ونقد ذاتي بناء وليس هدّام. لوائح المؤتمرون، في نهاية اشغال المؤتمر وقُبيل الانطلاق في انتخاب المكتب الجديد، صادقوا بالاجماع على التقريرين الادبي والمالي، وعلى 3 لوائح تمثلت في اللائحة الداخلية واللائحة المهنية ولائحة حول الصراع الصهيوني. هوامش وكواليس ❊ حضور متميز للمرأة انعكس في انتخاب عضوتين بالمكتب التنفيذي للجامعة الامر الذي أثار ارتياح عديد الاوساط سواء في القطاع أو في القطاعات الاخرى وحتى من خارج الاتحاد. ❊ عدد نواب المؤتمر 74 حضر منهم 61، وقد كانت عدد الأوراق الملغاة في الانتخاب 4 والاوراق الصالحة 57. ❊ عشرون مترشحا لمقاعد المكتب التنفيذي بينهم 4 نساء. ❊ حصل الاخ أحمد بن بدر على أكثر الأصوات (43) في حين تحصلت الأخت ليلى زعفوري التي كانت غائبة عن الاشغال على صوت وحيد. ❊ الأخ رضا بوزريبة رئيس المؤتمر، قدم ايضاحات متميزة حول التأمين على المرض والتحديات المطروحة على الصناديق الاجتماعية الى جانب الاجراءات المتبعة في قضية اغتيال الزعيم فرحات حشاد. ❊ التنافس بين المترشحين كان على أشده، وغلبت عليه النقاشات لكسب الاصوات. ❊ عمل جبّار قام به الاخوة الحبيب الطريفي عضو لجنة النظام الداخلي وصلاح الطرابلسي وعصام الصغير موظفي الاتحاد في إحكام تنظيم المؤتمر. ❊ أعرب نواب المؤتمر عن مساندتهم اللامشروطة لعمال مركز زراعة التبغ بغار الدماء الذين ينفذون اعتصاما للمطالبة بأجور قانونية وسحب التغطية الاجتماعية عليهم.