تعتبر النقابة الاساسية لديوان الطيران المدني والمطارات بالمنستير احدى اكبر النقابات في الجهة لما تمثله من ثقل بشري ومعنوي ومن ثمّ كان مؤتمرها العادي محط أنظار الجميع وطنيا وجهويا. هذا المؤتمر ترأسه الاخ بلقاسم بن أحمد عضو المكتب التنفيذي الجهوي واشرف عليه الاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وحضرته باقي النقابات التابعة للقطاع وهي نقابات مطارات تونس، توزر، طبرقة، صفاقس، جربة الى جانب جموع غفيرة من النقابيين وغيرهم. لا للتعجيز الاخ سعيد يوسف افتتح الاشغال بكلمة مطولة أتى فيها على عديد المسائل والشؤون ذات الصلة بالقطاع الى جانب أخرى ذات بُعد نقابي عام... دون أن يغفل جانب التحية والشكر للهيئة المتخلية وعلى رأسها الاخ البشير القربي الذي لم يدخر جهدا وصحبه في الاحاطة بشؤون العمال قدر الجهد في ظل الظروف المعروفة التي يعيشها مطار المنستير الذي تأثر أيّما تأثر بإشكاليات النقل الى مطار النفيظة وما تسببت فيه هذه الاشكاليات من لَغْط اجتماعي ما زالت اصداؤه وتداعياته مستمرة الى اليوم... وفي هذه المسألة بالتحديد قال الاخ سعيد: أشهد الله على أننا حاولنا بكل الوسائل ايجاد الحلول التي من شأنها ان ترضي كل الاطراف وأشهد الله ان انحيازنا كان اكثر الى العامل الذي يبقى هو محور نضالاتنا وسهرنا وصبرنا وتضحياتنا... ولكن كان كل ذلك في احترام جانب المصلحة العليا للوطن والمؤسسة، وهو جعل الجميع يقرّ ان ما تحقق مشرف رغم النقائص التي نأمل تداركها شريطة توفر الثقة بين طرفي المسألة وكذلك الحوار البناء بين سائر الاطراف.. وهي أمور تتأكد جدواها اذا نبعت من القواعد التي لا أحد غيرها يسلم بتفاصيل شواغلها... هذه القواعد يضيف الاخ سعيد أنها حزام الأمان وفي كل القطاعات لوُلُوج عالم المفاوضات الاجتماعية الصعب في جولته الجديدة. كما ألمح الاخ سعيد الى ملف الصناديق الاجتماعية التي يهم شأنها الملايين، مما يدعو بل يفرض ضرورة الاستماع الى وجهة نظر الاتحاد ومواقفه التي لا تعجيز فيها للحكومة وانما هَدْيًا لها ورافدًا لها لأن دراسات المنظمة تؤكد إيمان الجميع بأن الصناديق الاجتماعية هي المكسب الذهبي للأجراء الذين يمثلون بدورهم شريكا فاعلا في كل ما يتعلق بها (الصناديق الاجتماعية). وختم الاخ سعيد يوسف كلمته المؤثرة فعلا بتصريح على نقاط عدة تكتسي هي الأخرى أهمية بالغة بل هي ملفات بحالها على غرار التأمين على المرض والجباية والتشغيل وغيرها من الملفات والقضايا التي تدعو الى التجاوز عن بعض الاختلافات في الرؤى ومطلوب من الجميع النظر بعين المسؤولية الى الزمن القادم وما يحمله من معاناة وصعوبات بدأت تطلّ برأسها. التقرير المقنع لئن صودق على التقرير الأدبي بالاجماع فلسبب واحد على الاقل وهو دقته وموضوعيته وكذلك صبغته التفاؤلية التي أضفت بعض الارتياح على الحاضرين. خاصة في ظل ما تحقق من مكتسبات في النيابة الأخيرة من ذلك مثلا مسألة التدرج المهني والترسيم الذي مسّ أكثر من (750) عونا بين متعاقدين وعرضيين الى جانب اكثر من (100) من حاملي الأمتعة، كما صدر في ظل النيابة المتخلية النظام الاساسي الاجتماعي في نسخته الجديدة 1 / 07 الى جانب تسوية الوضعيات الادارية لستين (60) عونا تابعوا مراحل التكوين واعادة تصنيفهم طبقا للشهادات المتحصلين عليها... كما تمت اعادة تصنيف ما يقارب (90) عونا بالمرور من المسلك المهني 1 الى المسلك المهني 2. كما لم يغفل التقرير الأعوان المرضوعين على ذمة »تاف« و »ديفري« والذين احرزوا عديد المكاسب المهنية والاجتماعية. تدخلات وردود كانت جميعها في شكل تساؤلات وملاحظات حول الصنف الامتيازي والمنح الخصوصية التشجيعية والفنية وحول الصنف الامتيازي للمسلك المهني (11) كذلك تساءل العديدون حول هذه العقوبات التي تسلطها شركة »تاف« وتساءل آخرون في اسناد قروض السكنى لحاملي الأمتعة، فيما دعا، بل أجمع الجميع على ضرورة اضفاء الجانب التضامني على نضالات وأنشطة كافة نقابات المطارات التونسية. هذه المشاغل وغيرها كانت محور الردود المقنعة التي أمنها الأخوان جمال الفرجاني كاتب عام نقابة تونس والبشير القربي كاتب عام الفرع الجامعي للنقل بالمنستير، حيث أكد الأخ جمال في بداية رده على نقطة أغفلها التقرير الادبي وتتعلق بمسألة نقلة أعوان شركة »ديفري« من المنستير الى النفيظة.. وهنا بَشّرَ الاخ جمال المعنيين بالأمر بأن اتفاقا حصل وتمّ امضاؤه فعلا بين الاتحاد وشركة »تاف« (TAV) ومضمونة تمتيع أعوان شركة »ديفري« (Dufry) الذين سينتقلون للعمل بمطار النفيظة بما تضمنته الاتفاقية التابعة ل »ديفري« الى حين احداث اتفاقية خاصة بهم تتضمن نفس الامتيازات على الأقل ومن بينها الالتزام بعدم تحريك العمال من المنستير الى النفيظة الا بالتنسيق مع الطرف النقابي الى جانب التمتع بساعة اضافية عن كل يوم عمل لتصبح ساعتين بداية من جويلية 2011 لكل يوم عمل، هذا الى جانب التمتع بما نصت عليه الاتفاقية حول وجبات الأكل وغيرها.