من بين المناطق السياحيّة الساحلية منطقة جربة جرجيس ذات الموقع الاستراتيجي الذي أهّلها بأنّ تكون وجهة سياحية جذّابة يؤمّها عدد هامّ من السياح العرب والاجانب وذلك لما تتوفّر عليه من مشاهد طبيعية خلاّبة وشواطئ رمليّة نظيفة وجذّابة ومعالم أثريّة عديدة تعدّد الحضارات المتعاقبة على البلاد التونسية التي تمتدّ جذورها على 3000 سنة. لهذا كان التنافس النّزيه على أشدّه بين مختلف نزل الجزيرة في تقديم أرقى الخدمات للسائح والحفاوة به ويعتبر نزل »جربة بيتش« أحد أهمّ النزل لما يمتاز به من مناخ اجتماعي سليم وما يقوم به من خدمات راقية لفائدة زوّاره وذلك بفضل إدارته النشيطة التي أولت للعامل مكانة هامّة واعتبرته العمود الفقري لانجاح المؤسّسة وديمومتها وهو ما جعلها تتقدّم بثبات في حصيلة ثمرة برنامجها والتتويج بجائزة التقدّم الاجتماعي لسنة 2010. ❊ كيفيّة بعث هذا النزل منذ تسلّم النّزل من قبل الادارة العامة الحالية أولت اهتماما كبيرا بالعمّال واعتبرتهم الرّكيزة الأساسية لانجاح هذا المشروع والارتقاء به الى أعلى المراتب فتمّ إعداد ملفات العملة وتسوية وضعياتهم القانونية ثم تلى ذلك اغلاق النزل في نوفمبر 1988 للقيام بالعديد من التحسينات والتي دامت 5 أشهر تمتّع خلالها كافة العمّال برخصهم السّنويّة و70٪ من مرتّباتهم الشهرية. ❊ لاستمرارية التسيير دور فعّال في إنجاح النّزل تسلّم السيد المدير العام مهامه على رأس إدارة هذا النزل منذ سنة 1995 الى الآن، وكان لاستمرارية التسيير دور فعّال في تحسين خدمات »النزل« والرقي بها الى أعلى الدرجات حيث أصبح قبلة للعديد من الحرفاء الذين أكّدوا على جودة الخدمات المسدية إليهم والاحترام والتقدير، والحفاوة من قبل إطارات وأعوان النزل من خلال ما دوّنوه من ملاحظات في السّجل التاريخي للنزل. ❊ العلاقة مع الحريف علاقة مبنية على الاحترام المتبادل مع السّعي الدّؤوب على مزيد تحسين الخدمات وجودتها من خلال تنظيم دورات تكوينية لمختلف أقسام النزل وإرساء نظام لمراقبة الجودة وذلك بتنظيم الاجتماعات الدّورية والاخذ بعين الاعتبار لكل الملاحظات وهو ما أهله »النزل« للحصول على العديد من الجوائز من قبل وكالات الاسفار والتنويه بخدماته على صفحات الجرائد الاجنبيّة والمواقع. ❊ تأهيل للعمّال تطوّر عدد العمّال من 92 عاملا سنة 2005 الى 177 عاملا سنة 2009 ، الى جانب العناية بتشغيل المعوقين (تطبيق النّسب القانونية) والمتربصين والمتدرّبين من حاملي الشهادات العليا. كما تمّ إرساء برنامج تكويني سنوي لكافة العمال دعما لمكتسباتهم الحرفية وتطويرها ومسايرتها لكلّ المتغيرات وهذا ما مكّنه من الحصول على جائزة أحسن فريق حانة على المستوى الوطني سنة 1998. ❊ لجان تسهر على مزيد التألق منذ تسلّم النّزل، تمّ تفعيل دور اللجنة الاستشارية والتي تضمّ كافة الاطراف المتدخلة داخل النزل للمحافظة على استمرار المؤسسة بالبحث عن مختلف الاليات وتطوير الخدمات. وهذا ما مكّن النزل من الارتقاء وبلوغ صنف 4 نجوم كما تمّ بعث لجنة للصحّة والسّلامة المهنيّة هدفها توعية العمّال وأخذ الاحتياطات الضرورية للوقاية من حوادث الشغل (فاقت نسبة التغطة الصحية 90٪ من تحاليل ومراقبة دورية). ❊ علاقة النّقابة الاساسيّة بالإدارة أفادنا الأخ: عبد الكريم الجباهي الكاتب العام للنزل بأنّ العلاقة مع الادارة مبنيّة على الاحترام المتبادل وهو ما خلق مناخا اجتماعيّا مميّزا جعل الاعوان والاطارات بمختلف الاقسام يقبلون على عملهم بكلّ حيوية ونشاط مع سعيهم الدّؤوب الى تحسين الخدمات والابتكار وبلوغ مستوى الجودة. وأكد بأنّ عدد المترسمين بلغ 69 عاملا وعدد المتعاقدين 102 عاملا (الاقدمية من شهر الى ثلاث سنوات) أمّا عدد المتدربين فبلغ 13 عاملا. وهذا ليس غريبا على إدارة أولت مكانة خاصة للعامل حيث انها لا تفرط في أيّ عامل وكلّ من يبلغ 4 سنوات أقدميّة إلاّ ويقع انتدابه (ترسيمه)، مبيّنا بأنّه وقع ترسيم 3 عملة خلال شهر أفريل وسيتمّ ترسيم عدد لا بأس به في المستقبل القريب فلا مجال للمحاباة والتفرقة كما أكّد الاخ الكاتب العام على تمتّع كافة العمال من مختلف الامتيازات من تغطة اجتماعيّة ومنح مختلفة وزيّ الشغل والاكل والشرب والسّكن الى جانب تكريم المتقاعدين. ومنح قروض عاجلة في الحالات المتأكّدة ودون فائض. يعتبر نزل »جربة بيتش« على غرار العديد من النزل الأخرى مثالا يحتذى به في علاقته بإطاراته وأعوانه كافة وهو ما جعله يراهن على بلوغ جودة الخدمات في مختلف الميادين. فتحيّة شكر وتقدير الى كافّة الساهرين على هذا المناخ الاجتماعيّ الجيّد وألف مبروك بهذه الجائزة القيّمة وتمنياتنا بمزيد من النجاح والتوفيق.