سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المكتب الوطني يبادر وارتياح كبير بالمولود الجديد تأسيس منتدى الطاهر الحداد:
تأكيد على ضرورة المحافظة على مكتسبات المرأة التونسية بعيدا عن الانغلاق أو التراجع
أسس المكتب الوطني للمرأة العاملة يوم السبت الماضي منتدى الطاهر الحداد وهو منتدى يهتم بالقيام بانشطة فكرية ودراسية تعنى بالمرأة وللمحافظة على مكاسب المرأة وتدعيم الفكر التقدمي وانطلق هذا المنتدى بالحديث عن الفكر الحداثي من خلال كتاب »امرأتنا في الشريعة والمجتمع«. ❊ الأخت مخلوف: سندافع عن البعد الحداثي والتقدمي لنظرة المجتمع إلى المرأة: وقد أوضحت الاخت نجوى مخلوف منسقة المكتب الوطنية أهمية تأسيس منتدى الطاهر الحداد تأكيدا على حرص المرأة العاملة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل على دعم مكاسب المرأة العاملة وعلى الفكر التقدمي تجاه المرأة. كما حيت الاخت مخلوف قيادة الاتحاد على دعمها المتواصل للمكتب الوطنية مؤكّدة عزم اللجنة على مزيد تطوير أدائها كما رحبت الاخت نجوى مخلوف بكافة ممثلات اللجان الجهوية للمرأة العاملة وبممثلات المجتمع المدني اللاتي حضرن وشاركن وقدّمن رؤى عديدة حول كيفية المحافظة على الفكر الحداثي داخل المجتمع التونسي. ❊ اليعقوبي: سندعم المكتب الوطني بكل الوسائل والطرق من جهته حيّى الاخ منصف اليعقوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات اداء المكتب الوطني للمرأة العاملة والانشطة التي قامت بها منذ انتخابها مؤكدا دعم قيادة الاتحاد لكافة أنشطتها، كما حيّى الاخ اليعقوبي كل ممثلات جمعيات المجتمع المدني وهو تأكيد جديد على أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل سينفتح على كافة هذه المكونات من أجل دعم الفكر التنويري والحداثي لمجتمعنا. وكانت الاخت آمنة العوادي المسؤولة عن الدراسات والتوثيق داخل المكتب الوطني قد أوضحت سعادة المكتب بتقديم هذا المولود الجديد في نضالات الاتحاد العام التونسي للشغل موضحة ان منتدى الطاهر الحداد هو التقاء مع المشروع المجتمعي الحداثي التنويري للطاهر الحداد وهو فضاء للحوار وللنقاش والتلاقي وتبادل التجارب كما انه يمثل ملامسة للنضالات العمالية في مواقع العمل كما يمثل ايضا فرصة للنقد البناء والمساهمة الفاعلة وتقديم الاقتراحات الدافعة لمسيرة المرأة العاملة والرقي بها الى مكانة افضل شعارها المساواة في الحقوق والواجبات وقاعدتها الاحقية والجدارة. وبينت آمنة العوادي أن اختيار اسم الطاهر الحداد للمنتدى تأكيد على رمزية هذه الشخصية في امتداد للفكر الحداثي التنويري بداية من المصلح خير الدين باشا الى يومنا هذا كما أن الحداد مهمّ رفيق لمحمد علي الحامي. كما اوضحت عضوة المكتب الوطني ان اختيار انطلاق هذا العمل في شهر ديسمبر تأكيد على ارتباط التأسيس بتواريخ مهمة من تاريخ الاتحاد والانسانية تزامنت مع هذا الشهر. واختتمت بالقول إنّ 18 ديسمبر 2010 هو انطلاق منتدى الطاهر الحداد وتتمنى المرأة العاملة ان يكون على قدر آمال الطاهر الحداد في أحفاد عليسة وحفيداتها وكما قال الشاعر الكبير محمود درويش »على هذه الارض ما يستحق الحياة«. وشهد المنتدى حضور عدة وجوه نسائية مناضلة من مكونات المجتمع المدني اضافة الى عدد مهمّ من الاخوة النقابيين وتميز المنتدى بحركية وحرص كبيرين من اعضاء المكتب الوطني على إنجاح التظاهرة وكانت الاخت نجوى مخلوف تتابع كل كبيرة وصغيرة تهم المشاركات بمعاضدة من كافة عضوات المكتب. وكان الدكتور علي المحجوبي قد قدم محاضرة حول الفكر الحداثي من خلال كتاب الطاهر الحداد »امرأتنا في الشريعة والمجتمع« بيّن فيها دور الطاهر الحداد في بناء فكر تقدمي حداثي في المجتمع التونسي وهو الرجل الذي تشبع بافكار عدد من الاصلاحيين العرب والتونسيين وأوضح الدكتور المحجوبي عقلانية فكر الحداد ذاكرا ان الحركة الوطنية التونسية تبنّت الافكار الاصلاحية للحداد الذي تشبع بافكار الاصلاحيين فاصبح متفتحا حداثيا رغم انه زيتوني التكوين وكشف الدكتور المحجوبي دور الحداد في الدفاع عن الشعب التونسي ضد الهيمنة الاستعمارية وكتاباته في الصحافة ودوره في تأسيس جامعة عموم العملة مع رفيق دربه محمد علي الحامي. كما اهتم الطاهر الحداد بالحركة النقابية للحامي فكتب عنها وبيّن المحجوبي ان الحداد كان تقدميا في فكره لما كتب عن المرأة وطالب بحقها في اختيار شريك حياتها وبتعليم المرأة في إطار المساواة، وكشف المحجوبي كيف ان الحداد يؤكد ان الاسلام بريء من بعض المقولات التي تشير الى ان الاسلام له نظرة دونية إلى المرأة. واعتبر المحاضر أن الحداد كان جريئا شجاعا بدعوته الى تحرير المرأة مما جعله سباقا لزمانه، المداخلة القيمة التي قدمها الدكتور علي المحجوبي حول دورالحداد في تحرير المرأة من بعض القيود ومواقفه الجريئة من بعض المسائل في الاسلام كانت محور نقاش ثريا من قبل ممثلات المكاتب الجهوية للمرأة العاملة وممثلات من مكونات المجتمع المدني اضافة الى تدخل عدد من عضوات المكتب الوطني وكان النقاش شيقا للغاية بحضور الاخ منصف اليعقوبي والاخت نجوى مخلوف. ومن أهم القضايا التي طرحت ضرورة التواصل مع المد الحداثي رغم وجود محاولة للردة ضد الفكر الحداثي وللهجوم على العقلانيين في البلاد وقد تمت الدعوة الى الصمود والمحافظة على مكاسب تونس وتمت هنا الاشارة الى ضرورة التصدي لمن يحاول ضرب فكر الحداد وفكر كل الحداثيين. من ناحية اخرى تمت الاشارة الى ان النساء كنّ دوما أكثر استهدافا من العولمة والازمات التي تعرّض لها العالم وهنا تمسكت المتدخلات باهمية الوعي بالمساواة وبحق النساء في الدفاع عن مكاسبهم ودعمها. وتساءلت إحدى المتدخلات عن أسباب غياب أصوات مثقفة تحمل فكرا جريئا يواصل ما بناه الحداد وغيره معبّرة عن الخوف من التراجع عن الفكر التقدمي الحداثي الذي تضمنته مجلة الأحوال الشخصية. من ناحية اخرى تم التأكيد على ان منتدى الطاهر الحداد مستمد من فكرة عن المكتب الوطني مبينة ان قضية المرأة والمساواة هي مسألة مبدئية مؤكدة ضرورة ان يتم طرح قضية المرأة كمسألة نقابية ووطنية التزامًا بمبادئ الحداثيين مثل الحداد وغيره، وتم اعتبار ان الحداد أثبت أن قضية المرأة هي قضية شعب كما سبق عصر التنوير الاوروبي في مسائل تهم مساواة المرأة مما جعله يثبت ان لتونس روّادًا حداثيين. وأبرزت الأخت وجود تراجعات يجب التصدي لها مع بروز اشكال جديدة لاستعباد المرأة مؤكدة ان مجتمعنا يحتاج الان الى راهنية فكر الحداد أمام تفقير وتعنيف المرأة، وتم التأكيد من ناحية أخرى على برنامج التكوين والتثقيف العمالي داخل المكتب الوطني الذي سيمثل بدوره عنصرا مهما في تطوير ادوات النضال داخل المرأة العاملة من أجل مزيد دعم المكاسب وتكثيف التواصل مع المرأة العاملة واستقطاب الطاقات العمالية النسائية في كافة القطاعات. ❊ تحول إيجابي شكّل المنتدى في بدايته تحوّلا مهما على مستوى أداء المكتب الوطني للمرأة العاملة والعلامة المتميزة أن العمل الذي قامت به عضوات المكتب الوطني كان جماعيا بأهداف مشتركة ويتضح ذلك عبر الكم الكبير من الانشطة منذ انتخاب المكتب. من ناحية اخرى سيتم مواصلة عمل المنتدى من خلال طرح قضايا أخرى كما سيتم القيام بدورات تكوينية في مسائل تهم المرأة العاملة.