»إلى ثورة شعبنا التونسي العظيم، ثورة 14 جانفي 2011« بين الوردة وبيني..، ذاك الجدار الذي قد شيّدوه سميكا... أسود، منطفئ الضّوء كان كالرّمس! كنت أمشي، وفي خاطري مشرو قصيدة... في جسد القصيدة، دم الوردة، قد ترعرع...، ثم شبّ منيعا عتيدا!. في بتلات الوردة... الكلمات أقامت مظاهرة للمطر!.، بغزارة هطلت..، فانهدّ ذاك الجدار السميك. هي الكلمات قد أمطرت، في قحط هذا اليباب!.، أسمع الآن وقعها صحوا... قد أزاح عن الأذهان وهما، لكمْ كان يغرقْ في السراب!. »فوكوياما« الآن فلتمت بكذبتك هو ذا التاريخ، لما يمت كما كنت أدعيت، ولا لن يموت هو ذا في بلدي في تونس، وطن الشباب الأبيّ، هو ذا ينهض من رماده التاريخ فينيقا... يشتعل بالحياة! أنّا الشّعب، لكم شيّأتم جسدي!.. لكم أطفأتُم جمره بالتّشظي! يا دمي نِزّ... نِزٌّ من جرحي، وانزرع في شرايين هذا المدى: ................................... أنا الشعبُ، أنا الجلنار الذي يعرّش على جبهة الفجر... دمي يسبح في بحره القزحيّ: سأوقده وأدعو في ناره وأحترقُ! أنا الشّعب، وهذي انتفاضتي قد كتبتها بأحرف من دمائي... شفاه ذا التاريخ سوف تترجمها.... قيامة عظمى تردي سجوف الليل الاخطبوطي الذي بسدوله، كم كلكل على جسدي!.. سأصنع له الآن مركبة للرحيل إلى خندق في مزبلهْ!.. أنا الشّعب، يا هذه الوردة انزرعي في حدائق القلب، ثمّ أسيلي عطر شذاك في جوارحه!.. نفاثة بسمومها... هذي الرّياح... بهذه الأرض لكم عبثت!.. أريجك أيتها الوردة. هلّمي نعتّقه نبيذا من مزامير حبلى... بالزّغاريد! أنا الشّعب، سأنفذ الآن ملتحفا بعبير الوردة.. إلى حلمي... بالابيض النّاصع سأرسمه جداريّة... سأفتح فيها نافذة... تطلّ على الشمس، في... سماء طفولية بالخصب حبلى، سوف أرسمه باسما حلمي... يشرق في أعين الافق أنا الشّعب، وصوتي كلّما هزج، تسقط كل عروش الطّغاة، فتنهدم! أنا الشّعب، وثورتي اليوم قد أشعلتها فيضا من الحبّ الكبير، يعصف بالظّالمين لا يبقي من جورها أثرا، ولا يذر! أنا الشّعب، وهذي الوردة الآن، بشذاها قد قامت تبلّلني!.. إنّني الان حرّ، أهندس روحي... لكي تورق صبحها الآتي!.. من أنواره أصنع قدري! أنا الشّعب، وهذي ثورتي الكبرى فداها دمي يسقي سنابلها... إلى أن ينضح الحَبُّ!.. أنا الشّعب، وبي عزم كما الفولاذ، سأشحذه،، لكي ابني للخضراء عرينا، منيع الأس مرصوص البناء، في أرجائه يزهر الحُبُّ! (❊) فوكوياما: مفكر أمريكي من أصل ياباني مبتدع فكرة موت التاريخ. ❊ صالح الطرابلسي (مرناق: من 14 الى 21 جانفي 2011)