... في أحيان كثيرة تفاجئنا الأرقام الصحيحة التي تقدم لنا في الندوات الصحافية أو حتى في بعض الورشات الاقتصادية فيصطدمنا الواقع صدمة قد لا تستفيق منها الا ونحن أرقام غريبة اخرى وحين أقول هذا فلأنني حقيقة كنت اعرف ان ما كان يقدم لنا في زمن الرئيس المخلوع من ارقام واحصائيات هي بنهاية الامر ليست صحيحة فقط لأنني كنت أعرف واقع الجهات وملتصق التصاقا حقيقيا بهموم الطبقة الشغيلة وكذلك ببعض الفلاحة بما انني انحدر من عائلة تعمل في الفلاحة، حكاية الارقام على غرابتها كانت تجد لها صدى في بعض المنتديات والملتقيات الاقتصادية الدولية المهمة وحتى في بعض التقارير المهمة مثل دايفوس هذا الذي وضع سمعته محل شك وريبة بما ان ثورة 14 جانفي فضحت من كانوا يتعاملون مع سياسة تونس الاقتصادية »بمكيال أطعم الفم تستحي العين!« وبما ان لغة الارقام لم تعد مجدية في تونس بعد ان سقط القناع على القناع، فانني انتظرت من حكومة تصريف الاعمال أن تبادر بالقيام بجرد للموجود من مؤسسات صناعية ومن شركات احياء ومن اعداد للبحارة، وعدد المشاريع المشاريع التي مولها بنك التضامن وعدد القروض التي حَصَلت عليها المؤسسات الصغرى والمتوسطة والكبرى، وبالتالي تكون هذه الحكومة قد ادركت لحظة بداية عملها وصولا الى نقطة نهايته، كما عليّ التوقف امام نسب المديونية هذه، المديونية التي ستكون بمثابة السيف المسلول في صدر حكومة ما بعد 23 اكتوبر كتب اتمنى لو بادرت حكومة سي الباجي بهذا التدقيق لتقدهمه لنا في ندوة الولاة التي لم تغادر اطارها العام والذي ألفناه في عهد الرئيس المخلوع..! الحقيقة التي لا يكاد يرتقي اليها اي شك .حكومة تصريف الاعمال صرفت الاعمال هكذا والا ما الداعي إلى ذهاب 8 وزراء بالتمام والكمال الى سيدي بوزيد والحال انهم اهملوا من منوالهم تنميتهم واحدة من معتمدياتها ومن نعني غير جلمة. ها هنا تحضرني واقعة تلك المرأة التي كانت تعد لأبنائها طبخة حصاة لكنها كانت تضع لهم في تلك »البرمة« التي لا يوجد بها الا الماء الساخن بعض التوابل تلك التوابل »المسيلة للعاب« والتي كانت كافية ليدب النعاس في جفونهم!! اتمنى صادقا ان لا يكون ذلك هو مقصد الحكومة الوقتية والحكومة التي ستأتي بعدها في تعاملها مع ملفات عديدة مازالت مفتوحة على المجهول في كل جهات الجمهورية وخاصة تلك الولايات التي عانت كثيرا من تلك الوعود التي لم تنفذ لكنني ومن باب الاعتراف بالحق أقول لأهالينا في تلك الجهات المحرومة ليكن صبرا جميلا...!