أحيى النقابيون والشغالون بجهة صفاقس يوم 5 أوت 2011 الذكرى الرابعة والستين لأحداث 5 اوت 1947 وسط اجواء مفعمة بالاعتزاز والنخوة بماض الاتحاد العام التونسي للشغل وحاضره المضيء بالثوابت والمبادئ التي نشأ عليها وضحى من اجلها رواده ومناضلوه. وبالرغم مما يضفي على هذه الذكرى من طابع وطني قد يزداد هذه السنة في ظل ثورة الحرية والكرامة عمقا وتمسكا بتاريخ الشعب والعمال فان جهة صفاقس تحتفل بهذه الذكرى في كل سنة من خلال تنظيم تظاهرة نقابية تجمع النقابيين من عدة جهات وقطاعات للترحم على أرواح الشهداء واستخلاص الدروس من تاريخ الاتحاد المجيد الذي جابه ابناؤه وعلى رأسهم البطل الزعيم المرحوم الحبيب عاشور الاستعمار الفرنسي الغاشم ووقفوا في وجه آلته العسكرية وقاوموا الحديد والنار مقدمين عديد الشهداء والجرحى من اجل الحرية والكرامة وحب الوطن. عاشور الزعيم الذي صنع تاريخنا في اطار احياء هذه الذكرى لابد من التذكير بأن بطل هذه المعركة كان الاخ المرحوم الزعيم الحبيب عاشور الذي بدأ نضاله النقابي والوطني وهو لم يتجاوز سن الواحدة والعشرين عندما بدأ حياته المهنية وانخرط ب (الس. ج. ت) التي كانت تهيمن على العمل النقابي وادرك لحينه رفقة بعض الزملاء ومنهم الزعيم الخالد الذكر فرحات حشاد ضرورة الانسلاخ من ال (الس. ج. ت) وتأسيس اتحاد النقابات المستقلة بالجنوب التي مثلت اول نواة في صرح الاتحاد العام التونسي للشغل. وبعد تأسيس الاتحاد قام الزعيم الحبيب عاشور بأول اضراب في تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل وهو الاضراب الذي انجز في مدبغة اJAPPETب بصفاقس بعد قرار السلطات الاستعمارية انسحاب الاتحاد من مختلف اللجان التي كانت تنظر في قضايا العمال وحقوقهم وانتهى الاضراب بفرض اتفاق يقضي بتشريك الاتحاد في كل اللجان بما في ذلك لجنة الاجور وشكل ذلك أول اعتراف رسمي بشرعية الاتحاد وتمثيليته. ثم جاء الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد لتدخل الجهة في معركة شاملة ضد الاستعمار وذلك يوم 5 اوت 1947 واصيب الاخ الحبيب عاشور فيها بجروح وشكلت هذه المعركة منعرجا حقيقيا وحاسما في تاريخ الحركة النقابية الوطنية. بعد الاستقلال واصل الحبيب عاشور نضاله النقابي والسياسي دفاعا عن الحق النقابي وعن استقلالية الاتحاد العام التونسي للشغل باعتبارهما المقدمة الضرورية لصيانة حقوق العمال المادية والمعنوية وذلك من منطق ان النضال النقابي جزء من النضال في سبيل الحريات وحقوق الانسان وكرامته. وكانت المؤامرات التي تعرض لها الاتحاد سنوات 1965 و 1978 و 1985 تستهدف هذه القيم والمفاهيم النضالية التي تأسس عليها الاتحاد وتمسك بها الحبيب عاشور رغم حملات التشويه التي استهدفت شخصه وكل النقابيين ومست الاتحاد العام التونسي للشغل الذي حاولوا وضعه في صورة المنظمة الداعية الى العنف والارهاب. الحبيب عاشور بطل ٭ ولد في 25 فيفري 1913 بقرية العباسية بجزيرة قرقنة. ٭ زاول دراسته بالمدرسة الفنية بصفاقس. ٭ انخرط سنة 1935 في الس. ج. ت وتابع نشاط نقابة بلدية صفاقس حيث كان كاتبا عاما مساعدا. ٭ ساهم الى جانب الشهيد فرحات حشاد في تأسيس النقابات المستقلة بالجنوب. ٭ أول كاتب عام للاتحاد الجهوي بصفاقس. ٭ يوم 6 أوت حكم عليه ب 5 سنوات اشغال شاقة و 10 سنوات نفي بزغوان وباجة. ٭ 1965 حوكم في قضية باخرة قرقنة. ٭ 1970 عاد الى الاتحاد العام التونسي للشغل. ٭ 1978 أحيل على محكمة أمن الدولة اثر أحداث 26 جانفي. ٭ 1981 المؤتمر العام بقفصة في غياب الحبيب عاشور. ٭ 1981 المجلس الوطني ينادي بعاشور رئيسا للاتحاد العام التونسي للشغل. ٭ 1985 محاكمة عاشور في قضية كوسوب المفتعلة.